القيادي الفلسطيني سهيل الناطور: الرئيس عرفات نتاج تشابك الظروف ولو ذهب الرجل ستبقى القضية

TT

اعتبر سهيل الناطور، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ورئيس لجنة حقوق الانسان الفلسطيني، الذي عايش فترة وجود الرئيس ياسر عرفات في بيروت «أن الوقت ما زال مبكراً لطرح نظريات أو مخاوف أو ايجابيات بشأن مرحلة ما بعد غياب الرئيس عرفات». وقال لـ«الشرق الأوسط»، مستعيداً سيرة الراحل: «عرفات كان محنكاً سياسياً من الطراز الأول، وصاحب قدرة على تطبيق ما يقتنع به، ويعرف جمع مقدرات السلطة بين يديه ويدير السياسة بمحورية حول شخصه كرمز للقضية».

الا انه اضاف ان «هناك نظرة مهولة تجاه شخص عرفات ووفاته، وكأنه هو الذي صنع الثورة الفلسطينية، وأنا أرى ان الظروف التي تشابكت في الثورة هي التي صنعت مكاناً لعرفات بهذا الدور. ولذلك إذا ذهب الرجل تبقى القضية. وربما تنكشف التحديات بشكل أكبر لانها عادت إلى قيادة جماعية لا يمكن حصرها بفرد وحيد، وللأمر تفاعلاته، سواء داخل الساحة الفلسطينية او العلاقات الاقليمية والعربية أو حتى على صعيد التفاعلات الدولية والاسرائيلية، ولهذه الحقوق ناضل الشعب الفلسطيني وسيتابع من أجلها لاقامة الدولة والحصول على حق العودة الذي لم ينجز إلى الآن. ونفى الناطور مقولة ان التسوية ستصبح أسهل بعد غياب ابو عمار الذي كان يرفض المفاوضة على حقوق بعينها كوضع القدس عاصمة لدولة فلسطين، أو حق العودة وقال: «أبو عمار جزء من التركيبة الفلسطينية التي عايشت جولات التفاوض صعوداً وهبوطاً وتعقيداً وحلولاً، لم يستطع إكمال ما بدأه بسبب الموت». كذلك استغرب الناطور ما يتردد عن تسميم عرفات معتبراً ان «تأجيل إعلان الوفاة، كان شراء للوقت، فالواضح أن الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني كان موثوقاً بأن لا عودة منه، إلا أن ما جرى سببه محاولة تنظيم الوضع الفلسطيني الداخلي وترتيب ما يليق بتشييع عرفات».

وقال عن المرحلة الحالية: «أمام الفلسطينيين امكانات عدة، واحدة منها انفتاح الحزب الحاكم على القوى الأخرى وتعزيز الديمقراطية ومتابعة الحوار، أما ما جرى فهو إعادة توزيع مناصب القوى السياسية تحت حركة فتح، وهذا جزء ناقص، وإن كان يغلق الباب مباشرة للانتقال بشكل هادئ الى صياغة سلطة بوضع جديدة، إلا ان هذا لا يعني ان القوة التي كانت رؤاها مختلفة ومنقادة باتجاهات سواء داخل فتح أو بين حركة فتح والفصائل الأخرى، ستبقى على حالها. والواقع الجديد بسلبياته وإيجابياته ينتظر الترتيبات المقبلة التي ستتخذ سياسياً بعد إجراءات نقل السلطة».