القاهرة ـ أ.ف.ب: اعلنت السلطات المصرية أمس «تقرير الحقائق» الذي كانت اسر الضحايا تنتظره بفارغ الصبر بعد 11 شهرا من سقوط طائرة شركة «فلاش ايرلاينز» المصرية الخاصة قبالة شرم الشيخ والتي قضى فيها 148 شخصا، غالبيتهم من الفرنسيين.
ويروى التقرير، الذي نشر على شبكة الانترنت، لحظة بلحظة الأحداث التي وقعت في الطائرة منذ اقلاعها من مطار شرم الشيخ في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2004 في الساعة الثانية و42 دقيقة بتوقيت غرينيتش حتى سقوطها في البحر الاحمر بعد ثلاث دقائق فقط من الاقلاع، طبقا لتسجيلات الصندوقين الاسودين اللذين تم انتشالهما من على عمق الف متر. وسجل احد الصندوقين معطيات الرحلة بينما سجل الآخر الحديث الذي جرى داخل كابينة القيادة.
وتضمن التقرير كذلك نتائج عمليات المحاكاة التي اجريت مؤخرا في شركة بوينغ في سياتل (شمال غربي الولايات المتحدة). واكد رئيس لجنة التحقيق المصرية شاكر قلادة ان تقريرا تحليليا سيصدر ثم تقريرا نهائيا في يونيو (حزيران) المقبل. واوضح ان المحققين لم يستخلصوا اي نتيجة حتى الآن من المعطيات التي سجلوها. وقال قلادة «لقد وضعنا تقريرا يشرح كيف (حدثت الكارثة) ويتعين علينا الآن معرفة لماذا (وقعت) وهو ما سيتطلب تحليلا مفصلا لكل المعطيات».
وسيبدأ تحليل المعلومات والمعطيات الاسبوع المقبل وسيستغرق الامر ثمانية اسابيع قبل كتابة التقرير التحليلي الذي سيعرض بعد ذلك على المحققين الفرنسيين ومحققي شركة بوينغ. وسيكون أمام هؤلاء المحققين 60 يوما لدراسة التقرير التحليلي قبل نشره مع إضافة ملاحق اليه تتضمن وجهات نظر الطرفين الآخرين. وقال قلادة ان التقرير التحليلي سيتيح معرفة ما اذا كانت الكارثة «ناتجة عن خطأ لقائد الطائرة أم مشكلة تقنية في الطيار الآلي».
وكان 200 من اهالي الضحايا الفرنسيين الـ 135 تظاهروا في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري امام السفارة المصرية في باريس احتجاجا على «صمت» السلطات المصرية إزاء هذا الموضوع.