تعتزم الحكومة الهولندية اتخاذ اجراءات لمواجهة التطرف الاصولي بينها احتمال اغلاق بعض المساجد وطرد الائمة «الراديكاليين»، ومن ناحية اخرى، فتحت السلطات تحقيقاً حول عملية قتل المخرج السينمائي ثيو فان غوغ الاسبوع الماضي على يد رجل مغربي وتفجيرات الدار البيضاء.
وقالت مصادر برلمانية هولندية لـ«الشرق الاوسط» ان وزير الداخلية يوهان ريمكيس ووزير العدل بيت هاين دونر، وجها رسالة الى اعضاء البرلمان امس قبيل بدء الجلسة الطارئة التي عقدوها لبحث تداعيات مقتل المخرج فان غوغ الاسبوع الماضي على يد شاب هولندي من اصل مغربي، وتطرقا فيها الى الاجراءات اللازم اتخاذها ضد التطرف.
واوضحت المصادر ان رسالة الوزيرين، التي جاءت في 60 صفحة، تطرقت الى ضرورة وضع حد لنشاط الجماعات المتطرفة ومنع انتشار اي فكر متطرف داخل المساجد. وتفكر الحكومة في احتمال اغلاق المساجد التي «تساهم في نشر الافكار المتطرفة» وايضاً ابعاد الائمة الذين تتضمن خطبهم افكارا تحريضية، حسبما ذكرت المصادر.
وتعتقد الحكومة ان العقوبات القضائية وحدها لن تقلص في التطرف، وتريد اضافة الى ذلك ادماج الشبان المسلمين بشكل اكبر في المجتمع من خلال برامج يجري الاعداد لها حالياً.
واشار وزيرا العدل والداخلية الهولنديان ايضاً ان محمد ب.، قاتل المخرج السينمائي، فان غوغ كان معروفاً لدى الاجهزة الامنية ويخضع لمراقبتها منذ اغسطس (آب) 2002 على اساس انه ينتمي الى مجموعة من المتطرفين يعيشون في امستردام. واضاف الوزيران انه قد جرى تبادل للمعلومات حول هذا الشأن بين الاجهزة الامنية والوزارات المعنية خلال الفترة الماضية.
لكن المصدر الهولندي اكد ان السلطات تعتبر ان محمد ب. لم يكن يتولى اي منصب في الخلية المتطرفة، ولم تتوصل الى اي ادلة تثبت تحركه وفق مخطط سواء بصورة فردية او جماعية.
وكشف الوزيران ان السلطات الهولندية تحقق بشأن علاقة محتملة بين الجماعة التي كان قاتل فان غوغ ينتمي اليها وتفجيرات الدار البيضاء العام الماضي. وأضاف الوزيران أن الجماعة مكونة من شبان مغاربيين يتركزون في امستردام وكانوا يلتقون عادة في منزل القاتل المفترض، الذي اعتقل الاسبوع الماضي ووجه له اتهامات بالقتل والتآمر.
واوضح الوزيران ان اعضاء المجموعة زاروا باكستان لتلقي تدريبات عسكرية على ما يبدو وكانوا على اتصال برجل تشتبه سلطات الامن المغربية في تورطه في تفجيرات الدار البيضاء واعتقلته اسبانيا في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.
من ناحية اخرى، اعتقلت السلطات الامنية الهولندية 9 اشخاص جدد يشتبه في علاقتهم بالتطرف الاصولي، حسبما اعلن قاضي التحقيق فان ارفي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي اول من امس بعد انتهاء مداهمة شقة في لاهاي القي خلالها القبض على شخصين ابديا في البداية مقاومة بالقنابل تسببت في اصابة ثلاثة من عناصر الامن. وقال المسؤول الهولندي ان عمليات البحث والاعتقالات الجديدة لا علاقة لها بمقتل فان غوغ.