عشرون من الأفغانيات يعرضن أنفسهن بديلات لرهائن «جيش المسلمين»

TT

عرضت مجموعة من 20 امرأة أفغانية أمس أن يكن بديلات لثلاثة من العاملين في الأمم المتحدة محتجزين رهائن لدى تنظيم«جيش المسلمين»، وهو جناح منشق على طالبان، منذ نحو أسبوعين. وقالت النساء العشرون إن عملية الخطف «منافية لأصول الضيافة في أفغانستان».

وقالت هؤلاء النسوة ـ وبينهن مسؤولات حكوميات وضابطة برتبة جنرال وصحافيات وناشطات في مجال حقوق الأنسان أو موظفات في منظمات غير حكومية وربات بيوت ـ إنهن على استعداد للتضحية بحياتهن لتأمين الإفراج عن الرهائن الثلاث ومنهم امرأتان.

وتقول جولالاي حبيب، محررة إحدى المجلات، إنها فكرت في هذه الخطوة بعد أن شاهدت تسجيلا بثته قناة «الجزيرة» للرهينتين انيتا فلانيجا، وهي من ايرلندا الشمالية، وشكيب حبيب، وهي من كوسوفو، وقد استبد بهما الخوف.

وقالت جولالاي: «لا نريد أن تصبح بلادنا بلدا يسيطر عليه الخوف، ودولة للمتمردين تحمل سمعة سيئة عبر التاريخ. نأمل أن يتصرف محتجزو الرهائن كرجال ويقدموا لنا عنوانهم. نحن على استعداد للتوجه للقائهم لنصبح رهائنهم ونتركهم يقطعون رؤوسنا إذا أرادوا. نأمل أن يطلقوا سراح الرهائن لأن احتجازهم عملية غير أفغانية».

وقالت جميلة مجاهد، وهي سيدة أخرى من المجموعة كانت تعمل مذيعة سابقة في تلفزيون كابل وتعمل حاليا محررة بمجلة أخرى، إن خمس سيدات عرضن في البداية أخذ مكان الرهائن إلا أن أخريات انضممن إليهن بعدما سمعن بالفكرة. وكانت مجموعة من أربعة صحافيين أفغان قد عرضوا الشيء نفسه مطلع الأسبوع الحالي. وأضافت: «الآن نحن عشرون امرأة مستعدات لنحل محل الموظفين الدوليين الثلاثة، ضيوفنا في أفغانستان».

وشعر كثير من الأفغان المثقفين بالصدمة بسبب اختطاف موظفي الأمم المتحدة الثلاثة وبينهم الدبلوماسي الفلبيني انجليتو نايان. وقد اختطف هؤلاء في وسط كابل يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد أن شاركوا في تنظيم الانتخابات الرئاسية التي تمت في التاسع من الشهر نفسه. ويهدد الخاطفون بقتل الثلاثة إن لم توافق الحكومة الأفغانية على مطالبهم وتقوم بالإفراج عن 26 سجينا من رفاقهم، وقالوا أمس أنهم يتوقعون أن تنفذ الحكومة الأفغانية مطالبهم وتفرج عن 26 سجينا قبل عيد الفطر الذي يحل مطلع الأسبوع المقبل. وقال الملا اسحق منصور، أحد الكثيرين الذين يدعون انهم يتحدثون باسم «جيش المسلمين»: «الوسطاء أكدوا لنا أنه سيتم الإفراج عن سجنائنا والموافقة على مطالب أخرى قبل العيد». ومن جهتها دعت الأمم المتحدة خاطفي موظفيها الثلاثة أمس إلى ان يأخذوا في الاعتبار «روح السلام والتفهم» في عيد الفطر، وإطلاق سراح رهائنهم. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية في أفغانستان مانويل الميدا اي سيلفا: «نأمل في أن تشمل روح السلام والتفهم الذي يبرهن عنه الجميع خلال العيد. وأعلن المتحدث للمرة الرابعة منذ خطف الموظفين الدوليين: «نكرر الطلب إلى الذين يحتجزونهم بأن يطلقوا سراحهم».