الجيش الأميركي يفتح تحقيقا حول قتل جندي جريحا في مسجد بالفلوجة

TT

اعلن الجيش الاميركي امس، ان تحقيقا فتح حول قيام جندي من مشاة البحرية (المارينز) بقتل جريح في مسجد في الفلوجة. وقال في بيان انه «علق مهام الجندي بانتظار نتائج التحقيق».

وتريد الفرقة الاولى في مشاة البحرية الاميركية تحديد ما اذا كان تصرف الجندي في حالة الدفاع عن النفس او انه انتهك القوانين العسكرية. وبثت شبكات تلفزيون اميركية الاثنين الماضي صورا للجندي الاميركي وهو يطلق النار عن مسافة قريبة على جريح اعزل في مسجد في الفلوجة.

واظهرت شبكة «سي.بي.اس» الاميركية صورة ثابتة من فيلم يظهر فيها الجندي وهو يصوب سلاحه الى الرجل، ثم بثت مقتطفات من المحادثة بين الجنود حيث سمع احدهم يقول «الآن قد مات». وافادت «سي.بي.اس» ان الرجل الذي قتل، كان ضمن مجموعة مسلحين عثرت عليهم وحدة اخرى من المارينز في المسجد كانت تنتظر تلقي العلاج الطبي. وبثت قنوات اخرى، منها «سي.ان.ان» و«اي.بي.سي» و«فوكس نيوز» الاميركية هذا المشهد.

وقال الكولونيل بوب ميلر القاضي العسكري على شبكة «ان.بي.سي»، ان القواعد العسكرية في العراق تجيز «للجنود استخدام القوة عندما يواجهون اعمالا معادية».

لكن شبكة (ان. بي. سي) الأميركية قالت انها يمكن ان تشكل دليلا على انتهاكات أميركية جديدة لاتفاقات جنيف وقوانين الحرب. وكان الصحافي الأميركي كيفن سايتس، الذي يرافق القوات الأميركية في معركتها بالفلوجة، قد صور اللقطات وعاين بنفسه يوم السبت الماضي الجندي الأميركي يطلق النار على شخص يمكن ان يكون اسير حرب مجروح داخل احد مساجد المدينة.

ووصف الصحافي الأميركي الذي كان موجودا على ارض المعركة الواقعة قائلا، ان الفرقة الأميركية قد تلقت الكثير من الخسائر يوم الجمعة الماضية من نيران القناصة في الفلوجة ومن الهجمات بالقنابل، مما جعل الجنود الأميركيين يشعرون بغضب شديد. وان القوات الأميركية قد اصابت خمسة عراقيين كانوا في المسجد ممن يعتقد انهم كانوا عناصر من المناوئين. وتم تركهم لقوات المارينز للقيام بعملية اجلائهم او القيام بعلاجهم المفترض، وفق مبادئ اتفاقيات جنيف. وقال الصحافي الأميركي انه شاهد الجرحى في اليوم التالي وقد اطلقت عليهم النار مرة اخرى، وعند دخول المارينز لثالث مرة شاهدوا واحدا من الجرحى وهو يتنفس ولم تكن معه اية اسلحة فتقدم الجندي الأميركي الذي ينتمي لقوات المارينز وصوب مدفعه الى رأس العراقي واطلق عليه النار من مسافة قريبة جدا، وفق وصف الصحافي الأميركي. ويشبه الموقف في شريط الفيديو حادثة وقعت في الكوفة، جنوب بغداد في فصل الربيع، التي ادت الى توجيه الجيش لاتهام بالقتل والتقصير في اداء المسؤولية ضد ضابط في الفرقة المدرعة الاولى.

ففي تلك الحادثة التي وقعت في 21 مايو( ايار) الماضي، اطلق الكابتن روغليو ماينولتي النار على السائق المصاب للزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وابلغ ماينولتي ضابطا زميلا له ان الرجل مصاب اصابات سيئة، وان جزءا من جمجمته قد تناثر، وانه اطلق عليه النار من منطلق الرحمة، طبقا للاجراءات القانونية التي عقدت في المانيا في شهر سبتمبر(ايلول).

واوضح الكولونيل المتقاعد اندرو باشيفيتش ان مثل هذه الحوادث لا تؤدي الا الى الاضرار بالوضع الاميركي في العراق. واضاف «لا يمكننا الانتصار في هذا النزاع اذا ما اشارت تصرفاتنا الى اننا لا نقدر حياة المسلمين او اننا ننظر للمسلمين كمخلوقات دنيا».