«القاعدة» أدركت أهمية سلاح الفيديو منذ شريط ذبح مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال»

TT

أصبحت المواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية التي تنقل صور الرهائن الأجانب وعمليات الذبح في شرائط فيديو، وسيلة ضمن حملة من حرب إلكترونية تهدف للتحريض والإذلال، وإثبات أن الإرهابيين قادرون على الذهاب إلى أبعد حد.

وادرك الاصوليون المحسوبون على «القاعدة» منذ شريط دانيال بيرل الصحافي الاميركي مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال»، الذي خطف في 23 يناير (كانون الثاني) العام الماضي ثم اعدم لاحقا بالذبح بطريقة بشعة في كراتشي، حيث كان يجري تحقيقا صحافيا في الأوساط الاصولية، أن كاميرات الفيديو سلاح فعال في أيديهم، لزرع الرعب في نفوس من يشاهد تلك الاشرطة. ويعتبر خبراء مكافحة الإرهاب ان المقاتلين الشيشان هم اول من استخدموا شرائط الفيديو التي تظهر تدريباتهم العسكرية وعمليات تنفيذ الإعدام في معارضيهم. وضمن ما نُشر على أحد هذه المواقع الإلكترونية، شريط فيديو قصير، لم يُظهر أي وجوه ما عدا صوت الضحية صارخا بالإنجليزية: «لا، لا.. ارجوكم». كذلك أظهر شريط فيديو سابق على أحد المواقع الإلكترونية، عملية ذبح الأميركي نيكولاس بيرج في العراق بداية منتصف مايو (آيار) الماضي. وقالت وكالة الاستخبارات الأميركية إن المسلح الذي كان مرتديا رداء أسود وقام بعملية ذبح الأميركي، هو الأردني أبو مصعب الزرقاوي.

وربما يكون التاثير، لهذه المشاهد هو القضية الأكثر أهمية، بل ان السؤال الهام هو كيفية التفكير سياسيا بخصوص هذ النوع الجديد من شرائط الفيديو.

فمن ناحية التسويق فان اشرطة الفيديو عبارة عن ملصقات لتجنيد المقاتلين لحساب المنظمات المسلحة، فشريط الفيديو يضم مستويات جديدة من الوحشية ، وهو يشجع على تجنيد وخطف المزيد من الرهائن في العراق. وآخر الضحايا في العراق هي مارغريت حسن مديرة فرع منظمة «كير»، التي خطفت في 19 اكتوبر (تشرين الاول) في العراق، والتي تملك حجة قوية على البراءة; فهي متزوجة من عراقي وعاشت هناك لأكثر من 20 عاما، وكانت تنشئ عيادات وتؤسس وحدات لعلاج فقرات العمود الفقري، واذا كان هناك من يحق له ما تصفه معاهدات جنيف بالحصانة المدنية فهي مارغريت حسن. وقال اصوليون في لندن لـ«الشرق الاوسط» «إن الهدف من شرائط ذبح الرهائن عبر المحطات الفضائية وعلى الإنترنت هو نشر أكبر قدر من الإرهاب، وجعله (الإرهاب) متوفرا أمام أكبر قدر من الأفراد، خاصة في الغربش. وبحسب محطات التلفزة العالمية فإن المتشددين ينشرون صورا مروعة على المواقع الإلكترونية، لا يمكن نقلها للمشاهد.