الفصائل لأبو مازن: انتخابات شاملة وعدم دفع أي مقابل لـ«فك الارتباط»

TT

أجمعت الفصائل الفلسطينية، الاسلامية منها والوطنية، على مطالبة محمود عباس (ابو مازن) الرئيس الجديد للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باجراء انتخابات شاملة، وعدم الاكتفاء بالانتخابات الرئاسية. وجاء هذا الطلب خلال اللقاء الذي عقده ابو مازن الليلة قبل الماضية مع ممثلي الفصائل الفلسطينية الثلاثة عشر المشاركة في اللجنة العليا لمتابعة الانتفاضة، في مقر اللجنة التنفيذية في مدينة غزة، وهو الاجتماع الذي يعقد لاول مرة منذ ان تولى ابو مازن منصبه الجديد. واكد ممثلو الفصائل ان نتائج الانتخابات الرئاسية ستفقد الشرعية الوطنية في حال لم تترافق باجراء انتخابات نيابية وبلدية. ودعت الفصائل ابو مازن الى عدم الموافقة بحال من الاحوال على دفع أي ثمن مقابل قيام اسرائيل بتطبيق خطة «فك الارتباط»، مشددين على انه يتوجب على السلطة ان تتعامل مع الخطة كما تتعامل معها اسرائيل على اعتبار انها خطة احادية الجانب لا تلزم الجانب الفلسطيني بأي التزام. \ وقال سامي ابو زهري الناطق الرسمي باسم حركة حماس الذي حضر الاجتماع ان حركته تطالب بوقف ما اسماه بـ «حالة التفرد» في اتخاذ القرار التي ما زالت مسيطرة على دائرة صنع القرار الفلسطيني حتى الان. وجددت حماس مطالبتها لابو مازن بضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة «على قاعدة برنامج مرحلي مؤقت تقوم بالاعداد لعملية انتخابات شاملة». واشار ابو زهري الى وجوب الاتفاق على رزمة شاملة للانتخابات. وحسب ابو زهري فقد طالبت حماس بالعمل على لجم الاجهزة الامنية التابعة للسلطة «التي كانت وما زالت تشكل عبئا على المواطن الفلسطيني بدلا من ان تعمل على حفظ امنه». واعاد ابو زهري التركيز على موقف الحركة المؤيد للعودة الى صيغة منظمة التحرير في حال تم تصويب هذه الصيغة وتفعيلها. واكد ابو زهري ان لقاءات ثنائية ستعقد بين حماس وابو مازن خلال الايام المقبلة. اما جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية فقد حذر من مغبة التعرض لحياة امين عام الجبهة احمد سعدات المعتقل في احد سجون السلطة بأريحا تحت اشراف سجانين اميركيين وبريطانيين. وقال المجدلاوي انه بالامكان ان يحدث لسعدات ما حدث لعرفات من تسميم داخل السجن.

وشدد المجدلاوي على ضرورة وقف ظاهرة المرافقين المسلحين الذين دائما ما يكونون بصحبة المسؤولين الفلسطينيين وبالذات في السلطة وحركة «فتح»، على اعتبار ان هذه الظاهرة تضر بالقضية الفلسطينية.

من ناحيته قال محمد الهندي عضو قيادة الجهاد الاسلامي ان حركته طرحت نفس المواقف التي طرحتها حماس حيث دعت الى تطبيق احد خيارين، اما تشكيل قيادة موحدة او العودة الى منظمة التحرير بعد ترميمها وتفعيلها واعادة الاعتبار لها. واضاف الهندي ان حركته طالبت بوقف حالة الفلتان الامني الذي تجسد بشكل واضح خلال حادثة اطلاق النار في سرادق العزاء بوفاة الرئيس ياسر عرفات مساء الاحد الماضي. ودعا الهندي الى الاتفاق على اجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة كرزمة واحدة، منوها الى ان حركته سترفض المشاركة في هذه الانتخابات في حال لم يتم الاتفاق على ذلك. واشار الى ان اللقاء مع ابو مازن كان ايجابيا حيث تم الاتفاق على تكريس الوحدة الوطنية في الساحة الفلسطينية بحيث تخرج عن نطاق الشعارات الى نطاق التطبيق. ودعا الهندي جميع الاطراف في الساحة الفلسطينية الى التوحد قبل تحرك الولايات المتحدة واسرائيل من اجل فرض قيادة على الشعب الفلسطيني. واعتبر ان هناك حاجة الى صيغة توافقية تخدم المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني.