استقالة أكبر مسؤولين عن العمليات السرية في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية

مصادر عزت الاستقالتين واثنتين أخريين الأسبوع الماضي إلى خلافات مع نواب المدير الجديد

TT

أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه) بورتر غوس أن أكبر مسؤولين عن العمليات السرية للوكالة قدما استقالتهما، مؤكدا انه لن «يحصل فراغ» في عمليات مكافحة الارهاب، بعد استقالة نائب المدير، جون ماكلوخلين، الجمعة الماضي.

وأضاف غوس في بيان أول من أمس ان ستيفن كابس نائب مدير العمليات السرية ومايكل سوليك مساعده «اعلنا رسميا انها سيستقيلان من منصبيهما». وأكد غوس «لن يحصل فراغ في عملياتنا لمكافحة الارهاب، ولا في أي من أنشطتنا الحيوية». وقال إنه طلب من مسؤول آخر كبير في الوكالة بذل في الفترة الأخيرة جهودا كبيرة في مكافحة الارهاب ان يكون نائب مدير العمليات السرية». وأضاف «بدأت الاجراءات لتعيين نائب مدير جديد للعمليات». ونقلت شبكة «سي.إن.إن» التلفزيونية الاخبارية عن مصادر بالوكالة أن المسؤولين المستقيلين أرادا الاستفادة من برنامج انتقالي يسبق التقاعد. واضافت إن كابس وسوليك استقالا بعد اختلافهما مع بعض نواب غوس الذين أحضرهم معه من الكونغرس، حيث كان يتولى رئاسة لجنة شؤون الاستخبارات بمجلس النواب.

وتضاف هاتان الاستقالتان إلى تلك التي أعلنها الجمعة الماضي نائب مدير الوكالة ماكلوخلين الذي كان يعمل في الوكالة منذ 32 عاما، وتولى ادارتها بالوكالة بعد استقالة تينيت في يونيو (حزيران) الماضي. وذكرت تقارير إعلامية إن ماكلوخلين استقال في أعقاب سلسلة من المواجهات بين كبار المسؤولين عن العمليات ومدير الوكالة الجديد بورتر غوس.

وأوضحت صحيفة «واشنطن بوست» أن ماكلوخلين استقال بعد أن حذر غوس من أن كبير مساعديه باتريك موراي يعامل كبار المسؤولين بأسلوب يفتقر إلى الاحترام. وأفادت الصحيفة أن غوس يتعرض لانتقادات لعدم تفاعله مع كبار المديرين ولمنحه موراي مزيدا من السلطات في إدارة العمل اليومي. وقبل استقالة ماكلوخلين بيوم استقال ايضا مايكل شيوير المسؤول في الوكالة عن عمليات البحث عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة». وقد طلب نائبان ديمقراطيان الاثنين من غوس شرح اسباب هذه الاستقالات المتتالية. وأكدت المسؤولة الثانية الديمقراطية في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جاين هارمن ان التغييرات التي اجراها غوس النائب الجمهوري عن فلوريدا ادت الى «تفجر» وكالة الاستخبارات من الداخل. من جانبه، انتقد السيناتور الجمهوري الواسع النفوذ جون ماكين «سوء عمل» الوكالة التي وصفها بأنها منظمة «سيئة» تحتاج الى اصلاحات. وقال ان «اصلاحها ضروري جدا». وقال «هذه وكالة لا تعمل وهي وكالة سيئة في بعض جوانبها». وانتقد ايضا الوكالة لانها سهلت تسريب معلومات الى وسائل الاعلام «كان يمكن ان تكون مضرة للرئيس» جورج بوش قبل انتخابات الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني).

من جهته، اعلن الرئيس الحالي للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، النائب الجمهوري بيتر هوكسترا اول من أمس، انه لم يفاجأ بهذه التوترات وهذه الاستقالات خلال الفترة الانتقالية التي تلي تعيين مدير جديد للوكالة يقوم باصلاحها. وأضاف ان «بيتر (غوس) سيضفي على الوكالة طابعا جديدا، وهو مديرها، وإذا احس هؤلاء الاشخاص بأنهم ليسوا على ما يرام مع ادارة الوكالة فأفضل ما يفعلوه هو الاستقالة».