بوش يعين رايس وزيرة للخارجية وهادلي مستشارا للأمن القومي .. ورامسفيلد «لا يعرف ما إذا كان سيستقيل»

أرميتاج جاء مع باول ورحل معه

TT

اختار الرئيس الاميركي جورج بوش رسميا مستشارته للأمن القومي كوندوليزا رايس لتحل محل وزير الخارجية المستقيل كولن باول، كما عين ستيفن هادلي مستشارا للأمن القومي الأميركي. ومن المتوقع ان يصدق مجلس الشيوخ الاميركي خلال ايام على تعيين رايس فيما لا يحتاج هادلي الى تصديق مجلس الشيوخ. وتواصلت الاستقالات داخل وزارة الخارجية اذ اعلن مسؤول بارز بالوزارة ان الرجل الثانى في الخارجية الاميركية ريتشارد ارميتاج قدم استقالته صباح امس، لم تظهر اى مؤشرات حتى الان على اعتزام وزير الدفاع الاميركى من دونالد رامسفيلد الاستقالة منصبه مما يعزز احتمالات بقائه في منصبه.

ومن المتوقع ان يثير تعيين رايس على رأس الدبلوماسية الاميركية، قلقا في بعض الاوساط اذ انها اظهرت خلال السنوات الماضية ميلا للضغط على الفلسطينين والعرب بشكل عام اكثر من باول. كما انها لا تتمتع بصلات قوية مع العسكريين، كما كان باول بسبب عمله في الجيش، الامر الذي يجعل صوتها غير مسموع امام ضغوط رامسفيلد ونائبه بوب وولفويتز وكذلك مساعد رامسفيلد دوغلاس فايث. ورايس هى ثانى امرأة في التاريخ الاميركي تتسلم وزارة الخارجية بعد مادلين اولبرايت في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. وتشغل «كوندى» منصب مستشارة الأمن القومي منذ ان تولى بوش السلطة في يناير (كانون الثاني) 2001. وبوصفها أحد اهم معاونيه فانها تقضي مع الرئيس وقتا أكبر من أي مسؤول آخر بالادارة باستثناء اندرو كارد كبير موظفي البيت الابيض. وتعرضت رايس، المولودة في 14 نوفمبر (تشرين الثانى) عام 1954، لانتقادات من قبل محللين وخبراء معتدلين لفشلها في فرض نوع من النظام على وكالاتها المختلفة وخضوعها لسيطرة حتى بعض موظفيها من امثال اليوت ابراهام اليهودي المتشدد الذي يشغل منصب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الاوسط، حتى ان بعض الكتاب الليبراليين اطلقوا عليها اسم «يس وومان» او «امرأة تنفيذ الاوامر». وظلت رايس الى جوار بوش في جميع الاوقات اثناء الاستعداد لحرب العراق. وكانت انباء قد رددت انها ربما تخلف رامسفيلد وانها تفضل ذلك المنصب لكن لم يظهر ما يشير الى ان رامسفيلد سيترك منصبه قريبا. واعلن وزير الدفاع الاميركى انه لم يناقش استقالته مع بوش، لا شفهيا ولا خطيا، مشيرا الى انه يأسف لاستقالة باول. واوضح للصحافيين في كيتو حيث يشارك في اجتماع وزراء الدفاع في البلدان الاميركية «لم اناقش ذلك مع الرئيس». وقلل وزير الدفاع الاميركي من اهمية الخلافات مع باول حول السياسة الخارجية منذ اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، ووصفه بأنه «صديق وشخص لامع جدا»، موضحا انه لا يعرف ما اذا كان هو سيقدم استقالته. وقبل تعيينه نائبا لمستشارة الأمن القومي، عمل هادلي مستشارا بارزا لبوش للسياسة الخارجية والدفاع اثناء حملة انتخابات الرئاسة. كما شغل منصب مساعد وزير الدفاع لسياسة الأمن الدولي في الفترة بين عامي 1989 و1993. وقبل ذلك كان شريكا في شركة للاستشارات القانونية في العاصمة واشنطن. وعلى صعيد ذى صلة، قال مسؤول بالخارجية الاميركية ان ارميتاج الذي كان يتابع عن كثب العمل اليومي للجهاز الاداري بوزارة الخارجية على مستوى العالم قدم استقالته الى باول ليل اول من امس. وتابع المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه «جاء مع الوزير وسيرحل معه». وكان من المتوقع دائما لارميتاج الذي يتمتع باحترام الدبلوماسيين والنواب بسبب صراحته واخلاصه أن يرحل في نفس الوقت مع باول بسبب ولائه الشديد له. وباستقالة ارميتاج يتعين على رايس البحث عن نائب لها في الخارجية. وقال المسؤول «لا اظن انها اتخذت قرارا بعد بشأن من سيكون نائبها». الى ذلك، علمت «الشرق الاوسط» ان المحافظين الجدد من امثال ريتشارد بيرل، المستشار السابق في مجلس الدفاع التابع للبنتاغون واحد اكبر حلفاء اسرائيل في واشنطن، يحاولون ترشيح دانيل بليتيكا، نائبة رئيس معهد «أميركان انتربرايز»، لتحل محل ويليام برينز كمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط، وهو ما قد يكون ضربة موجعة للعرب. ومن المعروف عن بليتيكا، من المناظرات والندوات التي حضرتها عن الشرق الاوسط على مدى العامين الماضيين، شدة كراهيتها للعرب والمسلمين ودفاعها المتشنج عن اليمين الاسرائيلي، وتبريراتها المتكررة لغزو العراق والحروب الاستباقية الأميركية في العالم الاسلامي. وقال الكاتب الأميركي جيم لوب المتابع لشؤون اليمين الأميركي والمحافظين الجدد ان تعيين بليتيكا اذا حدث فانه سيعني وجود عملية «تطهير» لاي موظف في الخارجية يحمل وجهات نظر مناقضة لأفكار اليمين. ومن الامور التي ترجح تعيين بليتيكا في هذا المنصب ان رايس هي التي عينت اليوت ابراهامز المعروف بميوله الاسرائيلية في منصب مستشارها لشؤون الشرق الاوسط 2002. وقد عملت بليتيكا كمساعدة تحريرية لوكالة «رويترز» للانباء، وجريدة «لوس انجليس تايمز» في القدس بين عامي 1985 و 1985، كما عملت في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس في قسم الشرق الاوسط وجنوب آسيا منذ 1992 وحتى عام 2002 . ومن مشاريعها التي تظهر ضراوة اليمين الأميركي تأسيسها لمشروع «ان جي او ووتش» الذي يراقب المنظمات غير الحكومية التي تتخذ مواقف غير متفقة مع مصالح اسرائيل في الولايات المتحدة وحول العالم. وتكتب بليتيكا لجرائد متشددة من اقصى اليمين، ولها مقالات متعددة في جريدة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية الصادرة باللغة الانجليزية. كما وقعت على الكثير من الخطابات والطلبات التي يقدمها ما يسمى «مشروع القرن ألاميركي الجديد»، وهو احدى مشاريع المحافظين الجدد التي تهدف الى لضغط من اجل مواقف أميركية عسكرية اكثر مناصرة لاسرائية. ولدت بليتيكا في 12 يونيو (حزيران) عام 1963 في مدينة ملبورن باستراليا وانتقلت الى الولايات المتحدة بعد ذلك.