السفير المصري في واشنطن: الإدارة الأميركية تعارض المساس بالمساعدات لمصر والخلافات بين البلدين تتعلق بالأولويات

TT

قال السفير المصري لدى الولايات المتحدة نبيل فهمي إن الأسابيع المقبلة ستشهد تكثيفا للاتصالات بين الجانبين علي مختلف المستويات. وأكد في حديث لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الاتصالات مستمرة بين الرئيسين حسني مبارك وجورج بوش مشيرا في هذا الصدد الى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس بوش بالرئيس مبارك عقب إعادة انتخابه لمواصلة التشاور الدائم بينهما. وأشار الى وجود بعض التيارات علي الساحة الأميركية وبعض الشخصيات لا تؤمن بأهمية العلاقات المصرية ـ الاميركية بنفس القدر الذي تشهده من قبل المسؤولين الرئيسيين في الإدارة الاميركية، لافتا في هذا الصدد الى المناورات الى تمت خلال العام الحالي للمساس بالمساعدات الأميركية الى مصر أو تغيير شكلها على الأقل ومعارضة الإدارة الأميركية لهذا التوجه. وأكد أن القضية ليست في حجم المساعدات أو هيكلها لأنه يوجد اتفاق منذ 1998 على تخفيض المساعدات الاقتصادية بمعدل أربعين مليون دولار في العام حتى 2008 لتصل إلي ما يقرب من 400 مليون دولار، وقال انه رغم ذلك شهدنا التعاون المصري الاميركي يزداد وشهدنا العلاقات تتخطى مشاكل وتحديات دولية، وشهدنا تنشيطا للعلاقة بين المجتمع الأميركي ونظيره المصري في المجالات المختلفة بما فيه المجال الاقتصادي والتجاري. وقال انه رغم عدم زيادة نسبة الاستثمارات الأميركية في مصر بشكل كبير خارج مجال الطاقة الا اننا شهدنا طفرة تجارية وزيادة في الصادرات المصرية للولايات المتحدة في الأعوام السابقة تعدت المليار دولار في العام لأول مرة. وحول النقاط الخلافية فيما يتعلق بالعلاقات المصرية ـ الاميركية قال السفير نبيل فهمي «اننا لا نتفق مع الولايات المتحدة في كل ما تفعله، ولا أعتقد أن الولايات المتحدة تتفق معنا في كل مواقفنا، ولا أرى في ذلك شيئا غريبا، ويوجد بالفعل اختلاف في الأولويات من آن إلى آخر فيما بيننا وبين الإدارة الاميركية»، وضرب مثلا على ذلك قائلا «ان مصر كانت تعطي عملية السلام في الشرق الأوسط الأولوية العظمى خلال الولاية الأولى للرئيس بوش حتى بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول) في حين انتقلت الأولوية الاميركية الى موضوع العراق». وتابع فهمي قائلا «هذا لا يعني وجود خلاف مصري ـ اميركي ولكنه خلاف في الأولويات وليس في المنظور، وتوجد مصالح مصرية وأخرى أميركية تشجعنا دائما لاستغلال كل الفرص المتاحة للتعاون سويا والتعامل مع الاختلاف في وجهات النظر مما يحد من تداعياتها على المصالح المشتركة، والدليل على ذلك أن الرئيس بوش يتحدث الآن مرة أخرى عن أهمية المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي ومصر ستستضيف مؤتمر شرم الشيخ حول العراق، وهي مؤشرات على أننا نسعى للتعامل بإيجابية، آخذا في الاعتبار مواقف الأطراف الأخرى حتى لو لم تكن المواقف متطابقة». وقال السفير نبيل فهمى «ان هناك ايضا بعض القضايا الأخرى التي نجد حولها اختلافا في وجهات النظر أو في الأولويات مع الإدارة الاميركية او مع بعض المسؤولين الاميركيين من غير الفئة النيابية وبصفة خاصة حول ما يسمى بقضية الإصلاح وتحديث الشرق الأوسط، ولا يزال هناك اختلاف في بعض الجوانب التفصيلية فيما بيننا بالنسبة لمنهجية التعامل مع هذا الموضوع، فعلى سبيل المثال، التفضيل الاميركي هو أن يطرح في إطار ما يسمي بالشرق الأوسط الموسع، في حين ان التفضيل المصري هو أن يتم التعامل مع موضوع الإصلاح على مستوى وطني أو إقليمي، وهنا أيضا يتم التعامل في الاختلاف في المنظور بشكل إيجابي وصريح، فنحن مستمرون في خطط الإصلاح الداخلية وعلى استعداد للتحاور والتفاعل مع الأطراف العربية الأخرى المعنية بالموضوع في إطار مقررات الجامعة العربية».