الحكومة العراقية تنفي حاجة سكان الفلوجة إلى المساعدات وصحافي في المدينة يؤكد افتقادهم للغذاء والدواء

TT

بغداد ـ رويترز: رفضت الحكومة العراقية التقارير التي تحدثت عن ان الأسر الموجودة في مدينة الفلوجة تعاني نقصا في الغذاء والماء والإمدادات الطبية وقالت امس ان معظم المدنيين هناك هربوا من المدينة قبل الهجوم الأميركي. بينما قال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في المدينة انه «لم يعد لدى السكان ما يأكلونه، وأصبحنا نعيش على التمر وبعض المعلبات الباقية».

وقال بيان من مكتب رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي ان «الحكومة العراقية ترفض بشدة» تقارير بعض المصادر عن وجود نقص بالامدادات في الفلوجة. واضاف البيان ان فريقا من وزارة الصحة زار المدينة ومستشفى الفلوجة الذي سيطرت عليه القوات الأميركية والعراقية مباشرة قبل بدء الهجوم منذ ثمانية أيام وانها لم تجد اي نقص. وقال البيان ان الفريق اكد انه لم يجد ان أي مواطنين بحاجة الى الغذاء والماء وانه لم يبق في الفلوجة الا اعداد قليلة جدا من المواطنين وان معظم السكان هربوا «بسبب الارهابيين الذين سيطروا على المدينة قبل عملية الفجر». الا ان مئات الأسر ظلت في المدينة الى جانب بعض المدنيين والصحافيين والذين اشتكى بعضهم من نقص الغذاء والماء وانقطاع الكهرباء مما ادى الى فساد الاغذية المجمدة واغلاق محلات الطعام ابوابها. كما كانت هناك صعوبة في الوصول الى المستشفى الرئيسي بالفلوجة والواقع على الطرف الغربي للمدينة عبر الضفة الأخرى لنهر الفرات بسبب اغلاق الجسر أثناء القتال.

ويقول الهلال الأحمر العراقي أن 150 أسرة على الأقل لاتزال داخل المدينة وان كثيرا من هذه الأسر في حاجة إلى الغذاء والأغطية والماء والدواء. الا ان الجيش الأميركي يقول انه ليس هناك من داع لان يقوم الهلال الأحمر العراقي بتوزيع مساعدات على السكان في داخل الفلوجة ورد قافلة مساعدات من سبع شاحنات بعد ان وصلت الى المستشفى.

وقال بيان الحكومة ان القوات الأميركية والعراقية وزعت الغذاء والماء وان مزيدا من الامدادات في الطريق. ونفت القوات الأميركية والعراقية ايضا ان الهجوم ادى الى تدمير المدينة وتسبب في تدمير الكثير من المباني». وقال البيان ان «200 مبنى فقط من بين 17 الف مبنى في الفلوجة اصيبت بأضرار جسيمة».

وقال صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية موجود في المدينة «احدثكم من هاتف من تحت نخلة لان الهليكوبترات الاميركية تحلق على مستوى منخفض وتطلق النار على كل شيء يتحرك». واوضح هذا الصحافي اول من امس ان السكان لم يعد لديهم ما يأكلونه. واضاف «اصبحنا نعيش على التمر وبعض المعلبات الباقية. لا نستطيع ان نقوم بالطهي والمقاتلون وعدونا بمواد غذائية لكنها نفدت لديهم ايضا».

وتابع «انه ليس من الممكن رؤية المقاتلين لان القناصة الاميركيين يرصدون الشوارع، اما المقاتلون الجرحى فلا يتلقون أي علاج بسبب نقص الأدوية ويكتفي رفاقهم بوضع قطعة قماش على جروحهم ويتركونهم في بيوت خالية. والمقاتلون في جنوب المدينة مثل السكان منهكون». وقال الصحافي «لم ننم منذ اسبوع ونشعر بالانهاك»، موضحا ان المقاتلين في شمال غربي المدينة جاؤوا يدعمون رفاقهم في الجنوب.

وتابع هذا الصحافي ان ملابسه اهترأت الى درجة ان احد السكان اضطر لاعطائه بدلا عنها.

وردا على سؤال عن الحصيلة التي اعلنها الجيش الاميركي حول مقتل 1200 مقاتل، قال ان هذا الرقم «مبالغ فيه الى حد كبير». واضاف «سقط قتلى بالتأكيد لكن لا اصدق العدد لأنه لم يكن هناك هذا العدد من المقاتلين».