برقية تهنئة جديدة من بوش إلى لحود تقطع الطريق أمام شائعات بوجود توتر بين بيروت وواشنطن

TT

سجلت العلاقات اللبنانية ـ الاميركية امس خطوة جديدة على طريق التحسن والعودة الى طبيعتها، بعد الاضطراب الذي اصابها اثر اعلان واشنطن معارضتها التمديد لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود والعمل مع فرنسا على اصدار القرار 1559 عن مجلس الامن. فبعد ايام من ارسال الرئيس الاميركي جورج بوش برقية تهنئة بعيد الفطر الى الرئيس اللبناني تلقى الاخير امس برقية تهنئة أخرى من الرئيس بوش بمناسبة عيد الاستقلال الذي يحتفل به في لبنان في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بالتزامن مع بدء الولاية الجديدة لرئيس الجمهورية التي تستمر ثلاث سنوات.

وجاء في برقية الرئيس الاميركي لنظيره اللبناني «ان الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي يعتبران ان استقلال لبنان وسيادته، امر مهم جداً، وان للبنان فرصة فريدة في ان يكون مصدراً اساسياً للازدهار والحرية في منطقة يسودها الاضطراب. وانا على ثقة من ان اللبنانيين مهيأون لتحمل هذه المسؤولية».

واعتبرت اوساط لبنانية مطلعة ان برقية بوش هذه تتخذ معاني خاصة ابرزها اعتراف الولايات المتحدة بالولاية الجديدة لرئيس الجمهورية اللبنانية، بعد ان كانت مواقف مسؤولين في ادارتها قد شككت في دستورية عملية التمديد التي تمت في البرلمان اللبناني، حيث صوت 96 نائباً مع التمديد فيما عارضه 29 نائباً. كما ان هذه البرقية والتي قبلها تضعان حداً للشكوك التي ترددت عن وجود مقاطعة دبلوماسية اميركية للرئيس لحود تمثلت بعدم قيام السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان بأي زيارة للقصر الجمهوري منذ اقرار التمديد. الا ان فيلتمان اعلن الاسبوع الماضي انه سيلتقي رئيس الجمهورية كما اعرب عن رغبته في تلقيه دعوة لحضور حفل عيد الاستقلال الذي يقام صباح الاثنين المقبل. ويشار هنا الى ان سفير فرنسا لدى لبنان فيليب لو كورتييه قام بزيارة الرئيس لحود يوم السبت الماضي، هي الاولى له بعد التمديد.

من جهته قال وزير الخارجية اللبناني محمود حمود تعليقاً على استقالة وزير الخارجية الاميركي كولن باول وتعيين مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس في منصبه، ان لبنان يتعاطى مع الولايات المتحدة كدولة، وان «التغييرات التي تتم داخلها تندرج في اطار الشؤون الداخلية لها». وأضاف «من الطبيعي ان نتابع العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة في ضوء المواقف الاميركية من كل قضية، سواء كانت اقليمية او ثنائية او دولية. اما تعيين الأشخاص فهو امر داخلي والادارة تختار من تشاء لتولي شؤونها». ورداً على سؤال حول ما اذا كانت وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ستؤثر على مفاوضات السلام، اجاب حمود «ان عرفات رمز من رموز النضال الفلسطيني ونأمل في ان يتمكن الشعب الفلسطيني من الوصول الى اهدافه وتنفيذ طموحاته في قيام دولة فلسطينية». اما بالنسبة الى الرؤية التي حددها الرئيس الاميركي جورج بوش لقيام دولة فلسطينية قال حمود «نتمنى ان لا يطول الامر في تحقيق هذه الامنيات. وقد يكون من المبتغى ان تنشأ هذه الدولة في اقرب فرصة ممكنة. وان لا تطول حتى العام 2009». واكد الوزير حمود ان بلاده حريصة على تنمية العلاقات مع فرنسا، مشيرا الى عمقها، وشدد على «دور فرنسا بالنسبة الى الثقافة في لبنان»، مؤكداً تمسك لبنان بهذا الدور. وعن اللبنانيين المخطوفين في العراق، قال «هم ثلاثة وقد اخبرنا القائم بالاعمال اللبناني بالوكالة في بغداد حسن حجازي على مسار الاتصالات التي يجريها مع وزارتي الخارجية والدفاع العراقيتين من جهة، ومجموعات أخرى يمكن ان تساعد على مكان اعتقالهم وايجاد الحل للافراج عنهم».