أفغانستان : خاطفو رهائن الأمم المتحدة يتخلون عن أهم شرطين من ثلاثة للإفراج عنهم

TT

تراجع تنظيم «جيش المسلمين»، المنشق عن طالبان، والذي ظل يهدد بقتل ثلاثة رهائن أجانب من موظفي الامم المتحدة يحتجزهم منذ أواخر الشهر الماضي، عن اثنين، من ثلاثة، من مطالبه مقابل الافراج عنهم. وقال الملا صابر مؤمن، احد قادة التنظيم، ان الجماعة تخلت عن طلبها انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من افغانستان والافراج عن المعتقلين من رفاقهم في قاعدة خليج غوانتانامو.

الا ان مؤمن، وهو واحد من بضعة متشددين يزعمون انهم يتحدثون باسم «جيش المسلمين»، قال ان الجماعة لا تزال تصر على الافراج عن 15 من رجالهم الذين اعتقلوا في جنوب افغانستان قبل الانتخابات الرئاسية الافغانية التي اجريت الشهر الماضي.

وقال مؤمن: «ما لم يفرج عن هؤلاء فلن تحل القضية. من اجل إنجاح المحادثات اسقطنا اثنين من اهم مطالبنا. قمنا بهذا بنية خالصة لاننا نريد الافراج عن سجنائنا في معتقلات كابل وايضا حلا سلميا وآمنا لمسألة الرهائن».

وكان الدبلوماسي الفلبيني انجيليتو نايان، وانيتا فلانيجان وهي من آيرلندا الشمالية، وشكيب حبيبي وهي من كوسوفو، وكلهم في الثلاثينات من اعمارهم، قد خطفوا في كابل في وضح نهار 28 من اكتوبر (تشرين الاول) بعد المساعدة في تنظيم انتخابات الرئاسة التي فاز بها الرئيس حميد كرزاي المدعوم من الولايات المتحدة.

وهددت جماعة «جيش المسلمين» بقتل الرهائن الثلاث ما لم يتم الافراج عن 26 من السجناء التابعين لهم وبعضهم قد يكون محتجزا من قبل القوات الاميركية في معسكر غوانتانامو او افغانستان نفسها. واستبعد ريتشارد ارميتاج، نائب وزير الخارجية الاميركي، الافراج عن اي محتجز لدى الولايات المتحدة عندما قال في زيارة لكابل ان الإذعان لمطالب الخاطفين «سيؤدي الى مزيد من عمليات الخطف».

وأول من امس قال متحدث اخر باسم «جيش المسلمين»، اسمه خالد آغا، ان السلطات صرحت عبر وسطاء بأنها لا تعلم مكان سبعة من 26 سجينا من رجالهم. وقال انه يتعين على السلطات الافغانية الافراج عن الذين تعرفهم حتى الان.

وقال اكبر آغا، قائد «جيش المسلمين»، ان مجلس شورى جيش المسلمين عقد اجتماعا الليلة قبل الماضية لبحث مصير الرهائن الا انه لم يتوصل لقرار وانه سيجتمع مرة اخرى (مساء امس) لبحث الأمر. واضاف قوله: «اقترح البعض قتل الرهائن فورا بينما رأى البعض الاحتفاظ بهم مدة اطول في حين قال اخرون انه يجب منح الحكومة فرصة واحدة اخرى وتحديد مهلة جديدة». وقال: «اليوم (امس) سيجتمع مجلس الشورى مرة اخرى ونأمل ان يتم اتخاذ قرار. يمكننا الاحتفاظ بهم لاسابيع او اشهر او حتى سنوات. لدينا ما يكفي من الموارد والاماكن».

وقال مسؤول حكومي اول من امس ان الحكومة وقوات الامن تحاول التوصل لاتفاق مع الخاطفين عبر وسطاء وتدرس امكانية عرض فدية من أجل الافراج عن الرهائن الثلاثة. الا ان آغا قال ان جماعته لا تريد اموالا وانها سترفض اي عرض من هذا القبيل.

وكان خطف الرهائن الثلاث نهارا في العاصمة الآمنة نسبيا كابل قد اصاب الاجانب العاملين في مجال المساعدات الانسانية بصدمة وأثار المخاوف من أن يكون المتشددون بدأوا في تقليد الاساليب التي يستخدمها المقاتلون في العراق.

وتفاوضت الحكومة الافغانية في الماضي من اجل اطلاق سراح عدة رهائن اجانب كانوا مختطفين، ومن الواضح ان بعضهم افرج عنه مقابل دقع فدية مالية.