اعلنت القوات الأميركية والعراقية انها شنت امس في الموصل موجة هجمات على جماعات المقاتلين التي سيطرت خلال الايام الستة الماضية على عدد من الاحياء في ثالث اكبر مدينة في العراق، في حين عثر على 18 جثة بعضها مقطوعة الرؤوس قرب اللطيفية (جنوب بغداد) بعضها بلباس الحرس الوطني العراقي.
وقالت الكابتن انجيلا بومان، المتحدثة باسم القوات الأميركية في شمال العراق «بدأت العمليات الهجومية في الموصل على الضفة الغربية من النهر لتطهير الجيوب الاخيرة من المسلحين المتمردين»، واضاف «انها عملية مهمة لتأمين مراكز الشرطة في المنطقة والتأكد من أنه يمكن استخدامها مجددا». وافاد بيان للجيش الاميركي، ان كافة جسور المدينة اغلقت في وجه المدنيين خلال العمليات، وتم نصب حواجز اسمنتية واسلاك شائكة. بينما لا يزال فرض حظر التجول قائما.
وقالت باومان ان اي معلومات اخرى لم تتوفر حتى الآن، مشيرة الى ان هليكوبترات وطائرات حربية تقوم بالتحليق فوق المدينة للمساندة. وكان مسؤول في الجيش الاميركي قال في وقت سابق، ان نحو 1200 جندي اميركي حاولوا استعادة عشرات من مراكز الشرطة التي هجرها اصحابها او سقطت بأيدي المناوئين خلال سلسلة هجمات الاسبوع الماضي، مضيفا ان مجموعة من قوات الامن العراقية شاركت في العملية. واندفعت مجموعات من ما يصل الى 50 مقاتلا في انحاء الموصل وهاجمت مراكز للشرطة. وسرق المهاجمون أسلحة وسترات واقية ومركبات من مراكز الشرطة ثم أضرمت النيران فيها. وهوجمت تسعة من مراكز الشرطة الثلاثة والثلاثين بالموصل وسيطر المسلحون على بعضها لفترة وجيزة. وتمكنت القوات الأميركية والعراقية من استعادة أحد مراكز الشرطة يوم الاحد الماضي في معركة استمرت عدة ساعات.
وتقول القوات الأميركية ان المقاتلين لا يسيطرون الان على أي مراكز للشرطة غير أن العديد من هذه المراكز هجرت وتحتاج الى تأمينها بشكل ملائم. وقال شهود عيان ان كثيرا من أفراد الشرطة العراقية فروا اثناء القتال وفي بعض الحالات انضموا الى المقاتلين. وكانت الحكومة العراقية قد أقالت رئيس شرطة الموصل.
وقالت بومان ان بضع مئات من القوات الأميركية المدعومة بقوات الحرس الوطني العراقي ووحدة من قوات الكوماندوز الخاصة من الشرطة تشارك في العملية.
وعثر مساء اول من امس قرب اللطيفية جنوب بغداد على 18 جثة بعضها مقطوعة الرؤوس. وقال سكان في اللطيفية انه عثر على الجثث في منطقة غير مأهولة وقاموا بابلاغ الشرطة ومستشفى المدينة.
وذكر شاهد عيان ان ثماني جثث مقطوعة الرؤوس واربع جثث متفحمة وست جثث مزقها الرصاص. وجميع الجثث متحللة وبعضها بلباس الحرس الوطني العراقي. وأعلن الجيش الأميركي أن جنديا أميركيا قتل وأصيب اخر بجراح في هجوم شنه مقاتلون على قافلتهما شمال بغداد امس. وقال بيان إن الجنديين كانا متجهين في سيارة الى قاعدة للامدادات قرب مدينة بلد شمال بغداد حين تعرضا لاطلاق نيران.