«المارينز» تتوقع عودة المدنيين إلى الفلوجة قريبا وعلاوي يجتمع مع زعماء المدينة لتشكيل إدارة جديدة

مواجهة مسلحة في الجيب الأخير للمقاتلين في حي الجولان وقتلى وجرحى في اشتباكات الرمادي

TT

بينما توقعت مصادر قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) أمس عودة سكان الفلوجة إلى مدينتهم قريبا، اجتمع رئيس الحكومة العراقية المؤقتة، اياد علاوي، بعدد من الزعماء السياسيين والمدنيين من المدينة لتشكيل إدارة مدنية جديدة. وفي غضون ذلك هز انفجار عنيف أمس حي الجولان شمال غربي المدينة، بعد غارات نفذها الطيران الحربي الأميركي على الحي أثناء مواجهات بين مقاتلين متحصنين في الحي والقوات الأميركية. كما أسفرت الاشتباكات في مدينة الرمادي أمس بين المسلحين والقوات الأميركية عن مقتل 9 أشخاص وجرح 15 آخرين، وقصفت الطائرات الأميركية منطقة صناعية على الأطراف الشرقية للمدينة.

وقال الكولونيل ليونارد دي فرانشيسكي رئيس الشؤون المدنية في كتيبة «المارينز» القتالية الأولى «بالنسبة إلى عودة المدنيين للفلوجة فستتم بعد أسبوع على الأقل وهذا مجرد تخمين».

وأضاف «لن يكون من المستحسن عودتهم، لأن المكان غير آمن والخدمات العامة غير موجودة لأعداد كبيرة من الناس. لا يوجد ماء أو كهرباء أو إمكانية التبريد، وليست هناك عيادات طبية عاملة».

وكان العديد من سكان الفلوجة، الذين يقدر عددهم بحوالي 300 ألف شخص، قد فروا من المدينة في أكتوبر ( تشرين الأول) الماضي عندما بدت المواجهات بين القوات الأميركية والمسلحين وشيكة.

وقال فرانشيسكي ان «المعركة انتهت. لا تزال هناك جيوب للمسلحين لكنها تقل مع الوقت». وأضاف «ان القوات تقوم ببناء مراكز قيادة وسيكون لكل فيلق منطقة يحتلها، لكي نضمن عدم اندلاع أعمال مناوئة مرة أخرى».

وهز انفجار عنيف حي الجولان أمس بعد غارات نفذها الطيران الحربي الأميركي بشكل متكرر فوق الحي، وشوهدت كتلة كثيفة من الدخان تغطي سماء المنطقة. وجاء الانفجار بعد مواجهات مسلحة شهدها الحي بين مسلحين متحصنين والقوات الأميركية.

وأفاد شهود عيان أن المعارك كانت على أشدها أمس في جنوب الفلوجة حيث يقصف الجيش الأميركي مواقع للمقاتلين.

وبينما يسمع قصف مدفعي تقوم طائرات «ايه. سي ـ 130» بقصف مواقع في جنوب المدينة التي تعرضت لهجوم شامل في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

وأعلن الكابتن اليكس هينيغر من قوات مشاة البحرية الاميركية، ان الجنود تعرضوا لإطلاق نار فيما كانوا ينقلون 11 جثة من حي الجولان شمال غرب الفلوجة. وقال إن الجنود ردوا وقتلوا ثلاثة مهاجمين. وقصفت القوات الأميركية الفلوجة بقذائف الهاون أمس في محاولة للقضاء على جيوب المقاتلين الباقية في المدينة. وكثفت الهجمات في الصباح الباكر لتسهيل ما يقولون انها عمليات لتطهير المدينة من الأسلحة والمقاتلين، الذين نجوا من هجوم شامل استمر أسبوعا.

وتقول القوات الأميركية التي شنت الهجوم على معقل للمناوئين، إنها تسيطر على المدينة، لكن ما زالت هناك جيوب متناثرة للمقاتلين.

إلى ذلك قام خبراء متفجرات في الجيش الأميركي بتفجير منازل تستخدم مخابئ للأسلحة في هذه المدينة. وقد قامت القوات الأميركية أمس بإجلاء أربع عائلات في عدادها نساء وأطفال، إلى الصقلاوية على بعد 10 كيلومترات غربا. ويقول مسؤولون أميركيون إن أكثر من 1000 مسلح قتلوا، وألقي القبض على أكثر من 1000 آخرين في المعركة من أجل السيطرة على المدينة.

واجتمع اياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة، مع عدد من الزعماء السياسيين والمدنيين من مدينة الفلوجة بحضور عدد من الوزراء في الحكومة، كجزء من متطلبات عملية تشكيل إدارة مدنية جديدة في المدينة.

وذكر بيان صحافي صادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء، ان من بين الذين اجتمع بهم علاوي قائممقام الفلوجة الحالي محمود ابراهيم الجريسي، الذي رحب بالجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة سيادة القانون، وطلب المساعدة في إعادة المدينة إلى وضعها الطبيعي.

وأشار البيان إلى أن علاوي سيقوم بعقد لقاءات أخرى مع عدد من رؤساء العشائر والشخصيات المدنية في الفلوجة. وفي الرمادي ذكر مسؤولو مستشفى ان تسعة عراقيين قتلوا وأصيب 15 آخرون أمس في اشتباكات بين القوات الأميركية والمسلحين في المدينة. وقال شهود إن أعدادا كبيرة من المسلحين انتشرت في الشوارع صباح أمس واشتبكت مع القوات الأميركية التي حاولت التحرك شرقا من وسط المدينة.

وأضاف الشهود ان الطائرات الحربية الأميركية قصفت منطقة صناعية على الأطراف الشرقية للمدينة، فيما هاجم المسلحون القوات الأميركية مستخدمين القذائف الصاروخية وقذائف الهاون وقنابل زرعوها على جوانب الطرق.