«عنيزة» تدخل خريطة المواجهات ضد المطلوبين في قضايا أمنية في السعودية

TT

تعد المواجهة التي جرت في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس أول عملية مسلحة تشنها قوات الأمن ضد المطلوبين في قضايا أمنية في مدينة عنيزة.

وبهذه الحادثة دخلت المدينة الوادعة خريطة المواجهات الأمنية ضد العناصر الإرهابية لتلحق بجارتها الكبرى بريدة التي كانت مسرحا لعمليات امنية ومواجهات مسلحة خلفت عشرات القتلى والمصابين خلال العام الجاري.

وكانت السلطات الأمنية قد ألقت القبض في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مطلوب أمني بعد مواجهة مسلحة مع رجال الأمن. وضبطت في حوزته قنبلة يدوية ومسدسا، واعتقلت 6 مشتبهين في مقهى للإنترنت بمدينة بريدة.

وفي الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كشفت وزارة الداخلية عن خلية تضم 4 أشخاص في المليداء، وقبضت على واحدٍ منهم بينما فر البقية برا الى منطقة حائل الواقعة الى الشمال من القصيم بعد ان اصابوا ضابطين وجنديين ومواطنا، ليأتي الاعلان في 20 من أكتوبر عن العثور على مجموعة من المواد المجهزة للمتفجرات في بئر في صحراء البكيرية في القصيم. وفي 21 يوليو (تموز) الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي أنها نجحت في اكتشاف خلايا مكونة من 16 شخصاً، في كل من القصيم والرياض والمنطقة الشرقية. وأوضح البيان ان الإرهابيين استخدموا استراحات ومنازل ومزارع لتخزين نحو 20 طناً من المتفجرات وعدد من قذائف «آر. بي. جي»، اضافة الى مصادرة مواد خاصة بتجهيز المتفجرات، ومجموعة كبيرة من الوثائق والصناديق المخصصة لجمع التبرعات الخيرية والدراجات النارية. وفي الثامن والعشرين من الشهر ذاته، طوقت قوات الأمن إحدى المزارع الواقعة في بلدة غضى التابعة لمحافظة عيون الجواء في منطقة القصيم، وأسفرت العملية عن مقتل ستة من المطلوبين أمنيا والقبض على رجل قام بايوائهم في مزرعته.

وفي 20 مايو (أيار) الماضي داهمت سلطات الأمن استراحة اختبأ فيها عدد من الارهابيين في «خضيرة» احدى ضواحي مدينة بريدة مما اسفر عن مقتل 4 منهم والقبض على خامس، فيما أصيب 13 عسكريا في المواجهة توفي منهم اثنان، واستخدم الارهابيون في عملية تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن قذيفة من نوع «آر. بي. جي».

وكانت أول عملية أمنية في منطقة القصيم هذا العام جرت في 12 أبريل (نيسان) الماضي جراء ملاحقة مجموعة من الإرهابيين الذين كانوا يختبئون في حي الفيحاء في الرياض وهروبهم الى منطقة القصيم، وفي طريقهم قاموا بقتل 4 عسكريين من أفراد أمن الطرق، وبعد عمليات تفتيش مكثفة عثر على سيارتين مفخختين في منطقة الشماسية الواقعة بين العاصمة الرياض ومنطقة القصيم.

وتعتبر مدينة عنيزة ثاني أكبر مدن منطقة القصيم (وسط السعودية)، وتقع في الجزء الشمالي الأوسط من هضبة نجد إلى الجنوب من مجرى وادي الرمة أكبر أودية شبه الجزيرة العربية. وتحيط بها كثبان رملية من الشمال والغرب تسمى رمال (الغميس)، بينما تقع إلى الجنوب منها رمال وغابات الغضاء، قبل ان تنحسر، في منطقة الشقيقة. وهي على خط عرض 26 شمال خط الاستواء، وعلى خط طول 44 شرق خط جرينتش، وتبعد نحو 30 كلم الى الغرب من مدينة بريدة عاصمة منطقة القصيم. وهي مدينة زراعية خصبة وتنتج محاصيل زراعية متنوعة منها القمح والتمور وعدد من أصناف الفاكهة والحبوب والخضروات.

ويتميز سكان عنيزة (92 ألف نسمة بحسب آخر إحصاء متاح) بالطيبة والتسامح، والعمل في المجالات التجارية والصناعية بجانب الرعي والزراعة.