خاتمي يصف التسوية بأنها «انتصار هائل» ومجموعة معارضة تتهم طهران بالحصول على تصميم قنبلة

الاتحاد الأوروبي يحذر طهران من أي تأخير في تطبيق الاتفاق النووي

TT

اعلنت الرئاسة الهولندية للاتحاد الاوروبي مجددا امس ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الاتحاد وايران بشأن البرنامج النووي الايراني يعتبر «خطوة الى الامام» لكنها حذرت من أي تأخير في تطبيقه.

وقال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكنندي امام البرلمان الاوروبي «ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في نهاية الاسبوع مع طهران خطوة في الاتجاه الصحيح»، لكنه اضاف محذرا «يجب التأكد سريعا من تخلي ايران عن طموحاتها في المجال النووي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وقال «اذا كان الامر عكس ذلك فلن يكون امامنا من خيار سوى التوجه الى مجلس الامن».

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اعلنت امس الاول ان ايران تعهدت تعليق كل عمليات تخصيب اليورانيوم ابتداء من 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالى قبل ثلاثة ايام من انعقاد اجتماع مهم لدول الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

ومن جانبها اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الاوروبيين وطهران بشأن برامج طهران النووية «مفيد» لكن يجب ان تليه اجراءات للتحقق والتأكد منه.

وفي طهران قال الرئيس الايراني امس ان بلاده حققت «انتصارا هائلا» عندما هدأت من مخاوف متعلقة بتصنيع أسلحة نووية من خلال تعليق أنشطة مرتبطة ببرنامج تخصيب اليورانيوم.

وقال محمد خاتمي ان ايران ضمنت حقها في التكنولوجيا النووية، وانها علقت عمليات تخصيب اليورانيوم ولم توقفها نهائيا في رد على التعليقات التى صدرت فى ايران والتي شككت في الاتفاق. وصرح خاتمي للصحافيين بعد اجتماع للحكومة عندما قال «كان انتصارا هائلا لنا أن يقر الاتحاد الاوروبي رسميا بحق ايران في الحصول على حقوقه». وأضاف خاتمي أن كلا الطرفين عليه أن يلتزم بالصفقة، مؤكدا أن تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم تتوقف على عدم تأييد دول الاتحاد الاوروبي لمطالب الولايات المتحدة بفرض مجلس الامن الدولي عقوبات على طهران. وكان خاتمي قد وجه تحذيرا الى الدول الاوروبية، مؤكدا ان استمرار الجمهورية الاسلامية في تعليق برامج تخصيب اليورانيوم يتوقف على مدى تقدم المفاوضات بشأن ملفها النووي. وقال في ختام اجتماع لمجلس الوزراء الايراني «لم نحدد موعدا (لفترة تعليق التخصيب)، قبل ذلك كنا نريد فترة قصوى من ستة اشهر لكن الان سيتم انشاء مجموعات واذا ما كانت النتيجة ايجابية فان التعليق يمكن ان يستمر». واضاف الرئيس الايراني «قبلنا التعليق الطوعي ولم نتحدث عن خمسة او ستة اشهر، ولكن اذا لم يحترم الطرف الاخر تعهداته فلسنا ملزمين باحترام تعهداتنا، وانصح الاوروبيين ومجلس الحكام بان يقوموا بالخطوة الاولى ردا على بادرة الثقة وحسن النية لايران».

ودافع خاتمي عن الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الاوروبيين، مؤكدا انه يخدم «مصالح ايران القومية العليا».

من جهته قال حسين موسويان احد المفاوضين الرئيسيين في الملف النووي الايراني لشبكة التلفزة العامة «سنعطي الخبراء النوويين في الجانبين مهلة ثلاثة اشهر فاذا توصلت مجموعات العمل الى اتفاق فلن يكون هناك من داع للابقاء على التعليق».

واضاف «سنصل الى مرحلة حاسمة خلال ثلاثة او اربعة اشهر فاذا لم يتوصلوا الى اتفاق وقالوا ان الضمانة الوحيدة هي التوقف تماما عن التخصيب فان ايران لن تقبل بذلك».

واتفقت ايران يوم الاحد مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا على تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم ومعالجة الوقود للمساعدة على تبديد المخاوف الدولية من احتمال سعيها لامتلاك رؤوس نووية.

ومن المقرر أن يستمر تعليق تخصيب اليورانيوم حتى يتم التوصل الى تفاهم نهائي حول المدى الذي يسمح فيه لايران بتطوير التكنولوجيا النووية الخاصة بها، ويمكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب في تشغيل محطات الطاقة النووية مثل تلك التي تقيمها ايران في بوشهر الواقعة في ساحلها الجنوبي، ولكن في حالة تخصيبه بدرجة أكبر يمكن استخدامه في الرؤوس الحربية.

ويقول محافظون ان ايران أجبرت على التخلي عن حقوقها، فيما قال البعض ان ايران لابد أن تخصب اليورانيوم بغض النظر عن الرغبات الدولية. ونقلت صحف عن علي لاريجاني المرشح المحافظ المحتمل لانتخابات الرئاسة قوله ان ايران تعرضت للغش للموافقة على هذا الاتفاق، وانها «قايضت حبة لؤلؤ بقطعة حلوى».

ولكن حسين موسويان المفاوض النووي قال ان الاتفاق حصل على الضوء الاخضر من أعلى سلطة في ايران، وصرح لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية «كان الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي يشرف بشكل مباشر وكامل على كل السياسات النووية منذ البداية».

وفي سياق تلك التطورات، قالت مجموعة ايرانية معارضة في المنفى امس ان ايران حصلت على يورانيوم يمكن استخدامه في تصنيع اسلحة نووية وعلى تصميم قنبلة نووية من عالم باكستاني اعترف بأنه باع أسرارا نووية للخارج. كما قالت المجموعة التي قدمت معلومات دقيقة من قبل ان ايران تقوم سرا بتخصيب اليورانيوم في موقع عسكري لا يعرفه مفتشو الاسلحة التابعون للامم المتحدة. وقال فريد سليمان المتحدث باسم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية للصحافيين «قدم (عبد القدير خان) لايران كمية من اليورانيوم عالي التخصيب في عام 2001 اي ان لديهم بعضا منه بالفعل»، وتابع ان خان قدم لايران تصميم رأس نووية طورتها الصين في وقت ما بين عامي 1994 و1996. ويقول دبلوماسيون في فيينا متابعون لاعمال الوكالة الدولية ان المجلس القومي الايراني للمقاومة كان افضل مصدر للمعلومات الخاصة ببرنامج ايران النووي غير المعلن، والمجلس هو الجناح العسكري للجماعة الايرانية المعارضة المعروفة باسم مجاهدي خلق، وتعتبر الخارجية الاميركية المنظمتين مجموعتين ارهابيتين.

ودونما تأخير نفت باكستان ما اعلنته المعارضة الايرانية في فيينا من ان ابا القنبلة النووية الباكستانية عبد القدير خان سلم الجمهورية الاسلامية في ايران كميات من اليورانيوم المخصب عام 2001.

وقال احد اعضاء الحكومة الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن هويته «انه تقرير ينطوي على مبالغات كبيرة اعده شخص واسع الخيال»، وقال ان اسلام اباد اطلعت المجموعة الدولية على نتائج التحقيقات التي قامت بها بشأن الصادرات غير الشرعية للتكنولوجيا النووية وهي الصادرات التي كشف النقاب عنها من قبل خان نفسه الذي اعترف انه سلم معدات حساسة الى ايران وكوريا الشمالية وليبيا.

واضاف المسؤول نفسه ان اسلام اباد قامت ايضا «بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من رفضها ان تتولى التحقيق الوكالة الدولية بعد اعترافات ابي القنبلة النووية الباكستانية».