وزير سلاح الجو الأميركي يستقيل من منصبه وتعيين صقر مقرب من لوبيات صناعة السلاح وزيرا للجيش

بوش يبحث التعديلات في فريقه الاقتصادي و«شبح» كيري يطارده وفريدمان أبرز المرشحين لوزارة الخزانة

TT

اجتمع الرئيس الاميركي جورج بوش مع مسؤولين اقتصاديين في الادارة الاميركية بشكل غير رسمي، مما يوحي بأنه قد بدأ الاعداد لخطة التغييرات المزمعة في فريقه الاقتصادي خلال ولايته الثانية. والتغييرات المزمعة في الطاقم الاقتصادي ستكون محل ترقب واهتمام بالغ من الاوساط الاقتصادية والمالية الاميركية، في ضوء ارقام الاقتصاد الاميركي خلال ولاية بوش الاولى، اذ سجل الدين العام مستوى غير مسبوق، كما ارتفعت معدلات البطالة والفقر، فيما قلت نسبة النمو. واكدت مصادر مطلعة من داخل الادارة ان بوش سيركز خلال ولايته الثانية على اصلاح نظام الرعاية الاجتماعية للمتقاعدين وقانون الضرائب الاتحادي. ويأتي ذلك فيما تواصلت الاستقالات داخل الادارة الاميركية، اذ استقال وزير سلاح الجو الاميركي، فيما صدق مجلس الشيوخ على تعيين وزير جديد للجيش. وقال مسؤولون أميركيون مطلعون: إن اهتمام بوش سيتحول الى الاجندة الاقتصادية في فترة رئاسته الثانية، واوضحوا ان الرئيس يريد من فريقه التركيز على اصلاح نظام الرعاية الاجتماعية للمتقاعدين وقانون الضرائب الاتحادي، وهاتين القضيتين كانتا من القضايا التي ركز عليها المرشح الديمقراطي جون كيري خلال حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية، متهما بوش بالاخفاق في معالجتها خلال ولايته الاولى. وقال مقربون من البيت الابيض: ان ستيفن فريدمان الذي يرأس حاليا المجلس الاقتصادي القومي من ابرز المرشحين لشغل منصب وزير الخزانة، واذا ما غادر فريدمان منصبه لشغل منصب وزير الخزانة او اي منصب اخر، يتوقع ان يكون تيم ادامز مسؤول السياسة في حملة اعادة انتخاب بوش والرئيس السابق لموظفي الخزانة بديلا محتملا لفريدمان كرئيس للمجلس الاقتصادي القومي. وفي الاسبوع الماضي اعلن وزير التجارة دونالد ايفانز استقالته، وقال مسؤولون ان اسم خليفته ربما يعلن خلال ايام. وابرز المرشحين هو ميرسر رينولدز المسؤول المالي عن حملة اعادة انتخاب بوش. غير ان مقربين من البيت الابيض قالوا انه بالرغم من حرص بوش على اعطاء اهتمام كبير للملفات الاقتصادية، الا انه لا ينوي اجراء تعديلات سريعة على كل فريقه الاقتصادي. وقد أبلغ وزير الخزانة جون سنو العاملين معه انه يريد البقاء في منصبه لفترة أطول تتراوح بين ستة أشهر وعام لتدشين مقترحات بوش بشأن الاصلاح الضريبي، وهو ما يعني بقاء ابرز مسؤولي الفريق الاقتصادي لبعض الوقت.

وأقر مجلس الشيوخ الاميركي تعيين فرانسيس هارفي المدير التنفيذي بقطاع صناعة السلاح وزيرا للجيش، رغم اعتراض بعض الديمقراطيين الذي يرون أنه ليس لديه دراية كافية بالقوات الاميركية الموجودة في العراق. وهارفي من المقربين من بوش ومن لوبيات صناعة السلاح الاميركية، وهو يعد من الصقور في الادارة ووزارة الدفاع. ووافق المجلس باغلبية 85 صوتا مقابل اعتراض 12 على تعيين هارفي في المنصب الشاغر منذ ربيع العام الماضي، بينما يخوض الجيش حربا في العراق وافغانستان. وكان الاختيار المفضل لعدد من اعضاء الكونغرس هو نائب وزير الجيش لي براونلي وهو مقاتل مخضرم حاصل على أوسمة وعمل من قبل مديرا لموظفي لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ وتولى مهام منصب وزير الجيش منذ استقالة توماس وايت عام 2003 .

وقال كارل لفين ابرز الاعضاء الديمقراطيين في لجنة الخدمات المسلحة: ان هارفي يتمتع بخبرة كبيرة في مجال صناعة السلاح، لكن ليست لديه خبرة بالجيش. وتابع لفين «يواجه الجيش تحديات عدة ومن الافضل ان يتولى منصب وزير الجيش شخص أكثر دراية بالسلاح الذي يقوده». غير ان الجمهوريين دافعوا عن هارفي وقالوا انه مؤهل لتولي المنصب لسجله في ادارة مشروعات الاعمال بنجاح. وهارفي عضو بمجلس ادارة شركة «دوراتك» بولاية ماريلاند وهي مجموعة استثمارية خاصة على علاقة وثيقة بادارة الرئيس الاميركي جورج بوش. وعمل هارفي في «وستينجهاوس اليكتريك كورب» طوال 28 عاما. وكرئيس لقطاع انظمة الدفاع والالكترونيات في الشركة شارك في تطوير انظمة وبرامج انتاج طائرات وصواريخ واقمار صناعية وغواصات وسفن ودبابات. كما عمل في وزارة الدفاع (البنتاغون) عامي 1978 ـ 1979 مساعدا خاصا لوزير الدفاع حين ذاك هارولد براون. وفي الفترة من عام 1999 الى عام 2001 كان عضوا في مجلس علوم الجيش. ورشح البيت الابيض هارفي في سبتمبر (ايلول) اثر انسحاب مرشحه الاول وزير سلاح الجو جيمس روش في مارس (اذار) وسط تساؤلات عن دوره في تأييد خطة مثيرة للجدل لشراء طائرات جديدة للتزود بالوقود في الجو من بوينج وفضيحة جنسية في اكاديمية القوات الجوية.

وعلى صعيد ذي صلة، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية في بيان ان وزير سلاح الجو الاميركي جيمس روش استقال من منصبه. واضاف البيان ان روش الذي سبق له ان قضى 23 عاما في سلاح البحرية أبلغ وزير الدفاع دونالد رامسفيلد اوائل اكتوبر (تشرين الاول) انه يعتزم التقاعد في نهاية الولاية الاولى لادارة الرئيس بوش. وقال رامسفيلد اثناء زيارة لكيتو عاصمة الاكوادور «جيم روش قاد سلاح الجو اثناء فترة مهمة في التاريخ.. وبالنظر الى دوره البارز في البحرية الاميركية فان الوزير روش خدم بلدنا بكفاءة ونزاهة». وقد تميزت فترة جيمس روش بفضيحة حول مشروع بيع شركة «بوينغ» سلاح الجو طائرات للتزود بالوقود. لكن المتحدث باسم سلاح الجو الكولونيل جاي ديفرانك حرص على القول ان روش استقال بملء ارادته من دون التعرض لاي ضغوط». واضافت الوزارة ان الاستقالة تصبح سارية المفعول في 20 يناير (كانون الثاني).

وحول التعيينات الجديدة فى الادارة الاميركية، قال مسؤولون إن من المتوقع ان يرشح الرئيس بوش مستشارته للسياسة الداخلية مارجريت سبلينجز لشغل منصب وزير التعليم. وستحل سبلينجز (46 عاما) محل رود بيج الذي أعلن استقالته في وقت سابق من هذا الاسبوع في اطار تغيير وزاري أوسع لفترة الولاية الثانية لبوش. وستشرف سبلينجز على جهود لتوسيع اصلاحات التعليم لتشمل المدارس الثانوية. وكان اصلاح المدارس أولوية متقدمة في السياسة الداخلية لبوش في ولايته الاولى. وبوصفها مستشارة للسياسة الداخلية فان مهام سبلينجز تشمل التعليم والرعاية الصحية وسياسة الهجرة. وقالت معاونون بالكونغرس ان من المرجح ان تفوز سبلينجز بسهولة بتصديق مجلس الشيوخ.

ويذكر ان اداء نظام التعليم خاصة فى المدارس الثانوية كان من نقاط ضعف بوش امام كيرى خلال حملة الانتخابات الاميركية. ويريد بوش خلال ولايته الثانية زيادة الانفاق على التعليم، وتعديل بعض المواد الدراسية وطريقة التدريس بحيث تكون اكثر قدرة على وضع الطلاب الاميركيين على نفس المستوى الذي يتمتع به الطلاب اليابانيون او الاوروبيون. وقد أشاد السناتور ادوارد كينيدي العضو الديمقراطي البارز بلجنة التعليم في مجلس الشيوخ بقدرات سبلينجز وقال انها تحظى باحترام قوي من اعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس. وروابط سبلينجز ببوش ترجع الى فترة طويلة منذ ان عملت مستشارة له عندما كان حاكما لولاية تكساس. وفي خطاب استقالته قال بيج انه يعتزم العودة الى تكساس «حيث يمكنني ان اكرس اهتماما بمشروع شخصي بدأت التخطيط له قبل ان اضطلع بمسؤولياتي الحالية». وبيج هو أول أميركي من أصل افريقي يتولى منصب وزير التعليم.