برلمانية بلجيكية من أصل مغربي تتلقى تهديدات بذبحها وجدل في ألمانيا حول اقتراح باعتماد عطلة إسلامية رسميةبروكسل : عبدالله مصطفى

زعيم حزب سياسي نرويجي يدعو للتشدد مع المتطرفين بعد أحداث هولندا

TT

تلقت عضو مجلس الشيوخ البلجيكي، ميمونة بوصقله، تهديدات بالقتل من مجهول وقامت بابلاغ الشرطة التي قامت على الفور بتعيين حراسة من خمسة عناصر امنية تلازمها بصفة دائمة. وقالت السلطات الامنية امس ان بوصقلة، وهي من أصل مغربي، خضعت للحراسة الامنية منذ نهاية الاسبوع الماضي بعد ان تلقت مكالمة هاتفية من مجهول قال فيها ان سوف يذبحها. وتقيم بوصقلة حاليا في مكان مجهول وفشلت كل المحاولات امس للاتصال بها . وكان اخر ظهور علني لبوصقلة الاثنين الماضي عندما شاركت في ندوة بمدينة انتويرب. وقالت تقارير امس ان بوصقلة كانت تتلقى تهديدات بالقتل منذ عامين تقريبا عن طريق المكالمات الهاتفية او خطابات إلا ان الفترة الاخيرة زادت تلك التهديدات وخاصة في اعقاب مقتل المخرج الهولندي ثيو فان غوخ على يد شاب مغربي في امستردام مطلع الشهر الحالي. وقد حصلت بوصقلة على عضوية مجلس الشيوخ عقب الانتخابات التي جرت في بلجيكا منتصف العام الماضي ضمن قائمة الحزب الاشتراكي الفلامنكي، وقبل الانتخابات بايام قليلة تعرضت لاعتداء من جانب فتيات مسلمات داخل مقر اتحاد المساجد في انتويرب.

وقال سعيد مادوشي، سكرتير عام اتحاد المساجد في بلجيكا، في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» امس ان تصريحات بوصقلة خلال الفترة الاخيرة كانت مثار جدل كبير ولم تعجب البعض من ابناء الجاليات الاسلامية بصفة عامة والمغربية بصفة خاصة، وكان اخرها اتهامها لبعض المساجد بالتطرف ومطالبتها في برنامج تلفزيوني بإلغاء الهيئة التنفيذية العليا لشؤون المسلمين في بلجيكا وبالتالي الغاء كل حقوق الجالية المسلمة وهاجمت عمل بعض الائمة. واضاف مادوشي «نحن من حيث المبدأ نرفض التهديد بالقتل لأي شخص ولكن في الوقت نفسه نرفض المطالبة بالغاء حقوق الجالية المسلمة».

من جانبها رفضت مغربية أخرى، عضو في مجلس الشيوخ هي فوزية طلحاوي، التعليق على خطابات التهديد التي وصلت لزميلتها في المجلس وقالت لـ«الشرق الاوسط» ان الامر «يخص ميمونة بوصقلة ولا يخصني انا وعليها ان ترد على سؤالك». واضافت «ان ما استطيع قوله الان هو ان خطابات التهديد هي رد فعل، ولكن الكل يعلم ان لكل فعل رد فعل، فاذا كانت هناك حرية التعبير وحرية الرأي فان على البعض ان يدرك ايضا ان هناك ردود افعال لذلك، وانا اذا كنت لا اتفق في الرأي مع بوصقلة حول بعض الامور فانا ارفض مسألة التهديد بالقتل».

الى ذلك، قال نور الدين الطويل (مغربي) وهو احد دعاة رابطة العالم الاسلامي وامام مسجد السلام «للاسف هناك خطة يستخدمها بعض الاشخاص من اصول مغربية من خلال مهاجمة الاسلام او العرب من اجل الوصول الى درجة عالية في العمل السياسي او كسب الود وكسب الاصوات، ومنهم من ينتظر ان يهاجمه شخص مجنون حتى تزداد شهرته» وعن علاقة ميمونة بالجالية المغربية قال «لها علاقة طيبة مع البعض منهم ولكن ليست جيدة مع البعض الاخر». وفي ألمانيا عارض سياسيون المان من كافة التيارات أمس اقتراحا تقدمت به شخصيات من حزب الخضر، المشارك في الائتلاف الحاكم بزعامة غيرهارد شرودر، لتخصيص يوم عطلة اسلامية. وانتقدت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار وزير البيئة الالماني يورغين تريتين لتأييده الاقتراح ونشرت صورة مركبة له على صفحتها الاولى بلحية بيضاء وعمامة. وقالت الصحيفة ان «الوزير الاخضر مجنون تماما» ونشرت الى جانبه صورة مركبة لمسلمين يصلون خارج مبنى مجلس النواب الالماني.

وقال تريتين اول من أمس انه «منفتح على فكرة تخصيص يوم عطلة اسلامي في المانيا بشرط ان يوافق على ذلك المسلمون والجالية الاسلامية اولا». وكان هانز ـ كريستيان شتروبل اليساري من حزب الخضر قد اقترح استبدال عطلة اسلامية باحد ايام العطلة المسيحية .. في نهاية رمضان على سبيل المثال. ورغم تاكيد شتروبل لاحقا انه يجب ان لا ينظر الى تلك العطلة المقترحة على انها «منافسة» للعطل المسيحية، الا ان اقتراحه لم يحظ بالتاييد حتى داخل حزبه.

ووصفت ماري لويز بيك، ممثلة الحكومة لشؤون الاندماج، الاقتراح بانه «ليس في غاية الذكاء» وقالت «لا توجد منطقة واحدة في المانيا فيها غالبية مسلمة». اما وزير الداخلية اوتو شيلي، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك لحزب الخضر «لدينا اكثر مما يكفي من الاعياد». كما رفضت زعيمة الاتحاد المسيحي الديمقراطي المعارض انجيلا ميركيل الفكرة وقالت «مع الاحترام والتسامح الكبيرين، المانيا بلد له جذور غربية ومسيحية». الا ان احد زعماء المسلمين قال ان تخصيص يوم عطلة اسلامي سيكون بمثابة خطوة طبيعية لقبول المسلمين الذين يعيشون في المانيا والبالغ عددهم 5.3 مليون شخص معظمهم من الاتراك. وقال عسكر محمود الامين العام لاتحاد الجمعيات التركية الاسلامية الثقافية في اوروبا «اذا كان هناك اهتمام بحقوق الاقليات فقد حان الوقت منذ مدة طويلة لتخصيص عطلة للمسلمين».

وفي تطور آخر ذي صلة يبحث المسؤولون حاليا فكرة ترحيل واعظ تركي يعيش في برلين بسبب إدلائه بتعليقات معادية لالمانيا أثناء وجوده في أحد المساجد. وجرى تصوير هذه التعليقات وإذاعتها على قناة تلفزيونية. وأصدر الواعظ أمس اعتذارا عاما عن التعليقات العنيفة ضد الالمان التي صورتها سرا المحطة التلفزيونية العامة (زد دي اف). وقال الواعظ الذي اشير فقط إلى أن اسمه هو يعقوب تي. في خطاب له «هذه التعليقات عنيفة وخاطئة».

وفي النرويج ، طالب زعيم الحزب التقدمي النرويجي كارل هاغن البرلمان النرويجي باتخاذ قرار يشدد فيه الاجراءات الامنية في التعامل مع محيط الجالية الاسلامية بالنرويج. وقال هاغن ان من الضروري فعل ذلك «لمجابهة المتطرفين من المسلمين في النرويج حتى نستطيع منع حدوث اعمال متطرفة كما حدث في هولندا» ، معتبرا ان النرويجيين يشعرون بالخوف من المتطرفين المسلمين بعد ما حدث في هولندا. الى ذلك، قال حزب العمل النرويجي المعارض على لسان رئيسة لجنة الدفاع بالبرلمان انه يتفق على ضرورة تشديد الاجراءات الامنية في البلاد وخاصة مع المتشددين، ولكنها ترفض اقتراح كارل هاغن وقالت ان هاغن يعتبر كل المسلمين والمهاجرين متطرفين وهذا غير صحيح. كما حذرت من استمرار الحزب التقدمي في زيادة شعبيته على بخلق التوتر بين المهاجرين المسلمين والمجتمع النرويجي، مشددة على ان الكثيرين من المسلمين اثبتوا حرصهم على مصالح وامن النرويج.