بيروت: السفير الأميركي يحذر من خطورة الوضع في الجنوب ويتهم «حزب الله» بإقحام الدولة اللبنانية في عملياته العسكرية

فيلتمان يقول في نقابة المحررين: لا مساومة مع سورية إزاء الوضع في لبنان

TT

اعرب السفير الأميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان بعد زيارته البطريرك الماروني نصر الله صفير امس عن «قلق» واشنطن من التطورات الاخيرة على الحدود اللبنانية ـ الاسرائيلية بعد اطلاق صاروخي كاتيوشا من الاراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات الاسرائيلية من دون ان تعرف هوية الفاعلين. ووصف الوضع هناك بـ «الخطير». كما اتهم فيلتمان في لقاء «عاصف» عقده مع نقابة محرري الصحافة اللبنانية «حزب الله» باقحام لبنان في عملياته العسكرية التي يقوم بها في جنوب لبنان متجنباً الرد على سؤال عن «سبب استخدام واشنطن عبارة الاعمال الارهابية عند حديثها عن المقاومة الفلسطينية بينما هي تسمي العمليات العسكرية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني دفاعاً عن النفس».

فيلتمان بعد لقائه البطريرك صفير دعا الى «وجوب اجراء الانتخابات النيابية المقبلة بحرية وعدالة وشفافية ليعبر الشعب اللبناني عن ارادته في التصويت من خلال نظام انتخابي في الربيع المقبل». واضاف «لقد التقيت المسؤولين اللبنانيين وسأستمر في القيام بذلك خلال الفترة المقبلة، واليوم (امس) كانت مناسبة تباحثنا خلالها في السياسة الخارجية الاميركية في المنطقة وتجاه لبنان، في ضوء اعادة انتخاب الرئيس جورج بوش، وفي ضوء التغييرات التي حصلت في الخارجية الاميركية».

وسئل السفير عما اذا بحث مع البطريرك في مسألة طلب المراقبة الدولية في الانتخابات النيابية المقبلة، فأجاب: «لقد طرح البطريرك آراءه حول العملية الانتخابية واطلب منكم ان تسألوا نيافته حول آرائه الخاصة. ان الولايات المتحدة تريد بشدة ان ترى انتخابات حرة وعادلة وشفافة ورائعة ونظاماً انتخابياً يستطيع الشعب اللبناني من خلاله ان يعبر عن ارادته في التصويت في الربيع المقبل». ورداً على سؤال ما اذا كان تولي كوندوليزا رايس منصب وزارة الخارجية سيغير السياسة الاميركية في لبنان او المنطقة، رد قائلاً «اعتقد ان السياسة الاميركية الخاصة بلبنان ستبقى على حالها. ان البيت الابيض ورايس كانا من المهتمين شخصياً في الاسابيع والاشهر الماضية حول تطوير السياسة الاميركية تجاه لبنان خصوصاً العمل مع شركائنا في مجلس الامن لكي يتبنى المجلس القرار الدولي رقم 1559 والعمل مع مجلس الامن لتطبيقه، وانا متأكد من التزام رايس بالملف اللبناني في ضوء العلاقات الثنائية وستبقى ملتزمة بتطبيق القرار الدولي 1559». وعن رأيه في التطورات الاخيرة التي شهدها الجنوب قال: «نحن قلقون جداً من هذه التطورات في الجنوب ونطالب الحكومة اللبنانية باعادة سيطرتها والمحافظة على الامن في الجنوب، انه لوضع خطير». وزار فيلتمان بعد ظهر امس كلاً من نقيب الصحافة محمد بعلبكي ونقيب محرري الصحافة اللبنانية ملحم كرم بحضور اعضاء المجلسين. كما زار مساء نادي الصحافة في وسط بيروت. وفوجئ فيلتمان لدى زيارته نقابة محرري الصحافة بالاسئلة التي يوجهها اليه النقيب ملحم كرم حول مواضيع تتعلق بموقف واشنطن من رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ومن «حزب الله» وامكانية التحاور معه، والعلاقات بين الولايات المتحدة وسورية، فاوضح انه جاء الى النقابة بغرض التعرف على اعضائها وعملها وبحث سبل التعاون معها، لا عقد مؤتمر صحافي. الا انه عاد واجاب بايجاز على اسئلة النقيب كرم، فتحدث عن قلق واشنطن من الخروق التي تحصل في جنوب لبنان، متوقفاً عند الاعمال التي يقوم بها «حزب الله» ومتجاهلاً ما تقوم به اسرائيل بهذا الخصوص، مكرراً وصف «حزب الله» بـ «التنظيم الإرهابي».

وأكد فيلتمان ان ادارته ترغب في قيام علاقات جيدة بين لبنان وسورية «لكن مبنية على احترام استقلال وسيادة وحرية كل من البلدين»، رافضاً ان تملي سورية ارادتها على اللبنانيين، كما اكد السفير الاميركي ان بلاده عازمة على ايجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين. لافتاً الى ان ذلك لا يمكن ان يتم الا عن طريق التفاهم.

ولدى سؤال »الشرق الاوسط« السفير عن ان الدولة اللبنانية ترعى المقاومة و«حزب الله» تحديداً وتعتبره حزباً شرعياً ممثلاً في البرلمان اللبناني في حين تصر الولايات المتحدة على رميه بتهمة الارهاب الامر الذي يفسر انتقاصاً من موقف السلطة اللبنانية، اجاب: «حزب الله ليس تنظيماً حكومياً، وهو يقحم الدولة اللبنانية بالعمليات العسكرية التي يقوم بها. وعلى لبنان ان يبسط كامل سيطرته على اراضيه»، لافتاً الى ان امين عام «حزب الله» الشيخ حسن نصر الله تحدث اثر وفاة غالب عوالي (احد كوادر الحزب الذي اغتيل في ضاحية بيروت الجنوبية) عن ان عوالي كان ينسق مع الفلسطينيين، متسائلاً ما اذا كان الحزب هنا لبنانياً فقط ام انه ابعد من ذلك بكثير وهو يعترف بالتعاون مع التنظيمات الفلسطينية.

وفي حوار مع وسائل الاعلام اللبنانية في «نادي الصحافة» في بيروت، كرر فيلتمان تمسك بلاده بتطبيق القرار 1559، مشيراً الى انه تحدث سابقاً عن التزام واشنطن بتطبيقه وسيواصل الحديث عن هذا الالتزام. مطمئناً اللبنانيين الذين «يلتقونه ويشككون بنوايا بلاده» بالقول: «لقد سمعت العديد من اللبنانيين يقولون اننا لسنا جديين في دعم سيادة لبنان، لكننا اليوم نؤكد العكس»، رافضاً اي «مساومة مع سورية في ما يتعلق بالوضع في لبنان». وقال رداً على سؤال حول موافقة بلاده على بقاء سورية في لبنان مقابل تنازلات في موضوعي العراق و«حزب الله» اجاب: «كلا، على سورية التعاون معنا في العراق، والانسحاب من لبنان».

وابدى فيلتمان «ثقته التامة بقدرة الجيش اللبناني على ضبط الامن في لبنان»، واصفاً اياه بـ «الكفوء والقادر»، وقال ان «تطبيق القرار 1559 لا يعني انسحاباً سورياً هذه الليلة ـ مع اني اتمنى ذلك ـ لكن يجب على الجيش اللبناني ان ينتشر في الجنوب كخطوة اولى، ثم بدء الانسحاب السوري وفقاً لجدول زمني محدد».