... ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية: ندعو سورية وإيران إلى الكف عن دعم «حزب الله»

TT

حث وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيل رامل أمس سورية وايران على الكف عن تشجيع «حزب الله» على «إذكاء التوتر» بين لبنان واسرائيل. غير انه أقر بأن انتهاكات سلاح الجو الاسرائيلي المستمرة للأجواء اللبنانية تساهم في مفاقمة التوتر بين البلدين. وأعرب عن قناعته بأن اللبنانيين يعتبرون حاليا ان الأوان قد حان لخروج القوات السورية من بلادهم. ورحب بما سماه «انسحابا» سوريا جرى سلفا، مؤكدا حرص بلاده على عدم التدخل في حق اللبنانيين بتحديد شكل العلاقة التي يريدونها مع دمشق. وكشف عن ان بريطانيا قد بدأت سلفا «تقديم مساعدات امنية» للبنان، وذلك لتعزيز قدراته على مكافحة الارهاب. جاء ذلك في جلسة برلمانية جانبية عقدت امس في «صالة ويستمنستر» بمجلس العموم بلندن حول موضوع «الوضع السياسي الحالي في لبنان». ويُشار الى ان الجلسة التي عقدت بناء على اقتراح النائب العمالي ايان لوك، هي من النوع الذي يعقد خارج قاعة البرلمان الرئيسية وذلك لأن الغاية منها تنحصر بافساح المجال أمام النواب لمناقشة أمر ما مع الحكومة، ولا علاقة لها بعملية اتخاذ قرارات رسمية في اطار العمل البرلماني.

وكان لوك استهل الجلسة بتقديم وصف مفصل للزيارة التي قام بها الى لبنان قبل أسابيع مع عدد من زملائه في اطار وفد قادته النائبة العمالية ان كلويد، مبعوثة رئيس الوزراء الخاصة لشؤون حقوق الانسان في العراق. وأثنى النائب العمالي الاسكوتلندي بشدة على «ازدهار لبنان وكرم ابنائه» منوهاً بـ«النجاح الباهر الذي حققوه على صعيد اعادة اعمار البلاد (المناطق التي دمرتها الحرب الأهلية) وخصوصا بيروت» وشاطره هذا الثناء نائب آخر عن حزب الديمقراطيين الأحرار، كان ضمن الوفد الذي توجه الى لبنان تلبية لدعوة الوزير ياسين جابر رئيس لجنة الصداقة البريطانية في البرلمان اللبناني. إلا ان لوك لفت الى أن النواب البريطانيين لمسوا «وجود عدد من القضايا السياسية التي لا تزال بانتظار الحل». وأشار الى «العلاقة مع حليفة لبنان الأقوى، سورية» هي في طليعة هذه المسائل المثيرة للجدل. وأوضح ان كثيرا ممن التقاهم يقدرون دور سورية في تهدئة الأوضاع في السنوات الأخيرة «ويريدون ان تستمر علاقتهم بها لأنها تحدث نوعا من التوازن كي لا تنفرد اسرائيل بالسيطرة على المنطقة». بيد أنه ذكر ان اللبنانيين يرغبون بالتمتع بسيادتهم الكاملة من دون وجود اجنبي. وقال «ربما كان اللبنانيون غير متضايقين من وجود 15 ألف جندي سوري على أراضيهم بقدر استيائهم من الـ5000 رجل استخبارات سوري يلعبون بالسر دورا رئيسيا في حياة لبنان». ونقل عن رامل قوله في اجابة تحريرية وجهها اليه ردا على سؤال برلماني، إن «وزير الخارجية (جاك سترو) قد بحث مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع خلال زيارته الى لندن الشهر الماضي ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 1559 القاضي بخروج القوات الأجنبية من لبنان، وسبل مساعدة لبنان على نيل سيادته الكاملة مجددا».

وفي حين صادق النائب الممثل لحزب الديمقراطيين الأحرار على ما قاله زميله العمالي، فهو سلط الضوء على ما اعتبره «مشكلة رهيبة» يشهدها مخيم صبرا وشاتيلا. وطالب الحكومة البريطانية ببذل قصارى جهدها لتوفير «اسباب الحياة الأولية لسكان المخيم الذين يعيشون في ظروف مرعبة تكاد تكون أسوأ من الظروف التي يواجهها اخوانهم في غزة» لجهة شح الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ووسائل تصريف الخ... وأشار الى ان المخيم لم يعد مسكنا للفلسطينيين وحدهم، فقد انضم الى هؤلاء سوريون ولبنانيون.