زيارة رئيس وزراء فيتنام للمغرب تدشن مرحلة جديدة للتعاون بين الرباط وهانوي

TT

بدأ بان فان كاي، رئيس وزراء فيتنام ، امس زيارة رسمية للمغرب، تمتد حتى 20 من الشهر الجاري، يجري خلالها مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة. واشارت وكالة الانباء المغربية في خبر مقتضب عن زيارة المسؤول الفيتنامي الرفيع، الى ان مسؤولين يرافقونه ضمنهم وزيرا البناء والصناعة، سيجرون محادثات قطاعية مع نظرائهم المغاربة.

وتشير تركيبة الوفد الفيتنامي الى طابعه التقني، على اعتبار ان التعاون في هذا المجال، بين فيتنام والمغرب، يعد مدخلا طبيعيا لتقوية العلاقات الثنائية بينهما، والمرشحة للتطور، ضمن انفتاح المغرب على فضاءات ودول لم يعرها في الماضي الاهتمام الذي تستحقه، لذلك ظلت صورة فيتنام مقرونة في اذهان المغاربة بمقاومتها للاحتلال الفرنسي اولا ، والتصدي للحرب التي شنتها عليها اميركا فيما بعد، باعتبارها حليفة النظام التابع لها الذي كان قائما في سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية، التي اختفت بعد توحيد شطري البلد، اثر انسحاب القوات الاميركية بمقتضى اتفاق سلام تم توقيعه في باريس بين ممثلي حكومة هانوي والادارة الاميركية في عهد الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون.

ولا يعرف ما اذا كانت المباحثات المغربية الفيتنامية ستتناول الجوانب السياسية خاصة ان المغرب يقوم حاليا بتحركات دبلوماسية مكثفة لشرح موقفه من نزاع الصحراء، وعرض دعوته الرامية الى ايجاد حل سلمي متفاوض عليه بين المغرب والجزائر.

وعلى الرغم من ان فيتنام كانت تصنف ضمن خانة الدول التابعة للمعسكر الاشتراكي قبل انهياره، فان علاقاتها مع المغرب اتسمت دائما بنوع من الاحترام المتبادل.

يذكر في هذا الصدد ان مغاربة شاركوا في حرب الهند الصينية تحت راية القوات الفرنسية، بعضهم لا يزال على قيد الحياة، كما يشير المؤرخون ان الزعيم الفيتنامي الراحل هوشي مينه، استوحى مبادئ حرب التحرير الشعبية التي قادها ضد الفرنسيين اولا ، والاميركيين ثانيا، من التجربة المماثلة الى خاضها قبله في المغرب، عبد الكريم الخطابي ضد الاحتلال الاسباني في شمال المغرب، خلال العشرينيات من القرن الماضي.

ولم تتسن معرفة ما إذا كان رئيس الوزراء الفيتنامي، سيستقبل من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس.