وزير الاتصال المغربي: لا يمكن اليوم تصور حرية تداول المعلومات من دون تقليص الهوة الرقمية بين الشمال والجنوب

TT

تعقد في مدينة مراكش، ما بين 22 و 24 من الشهر الجاري، ندوة دولية لتتبع القمة العالمية حول مجتمع الاعلام تحت شعار «دور ومكانة وسائل الإعلام في مجتمع الاعلام بأفريقيا والعالم العربي».

وسيشارك في الندوة التي يرعاها العاهل المغربي الملك محمد السادس، أزيد من 100 مسؤول بالمنظمات الجامعية لوسائل الاتصال الجماهيري عبر العالم، وباحثون وخبراء من إفريقيا والعالم العربي. وقال نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الاعلام)، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية امس خلال مؤتمر صحافي إن «جدوى هذا الموعد العربي الافريقي تكمن في كونه سيخصص لبحث مسألة مستقبل وسائل الاعلام في المجتمع العالمي للاعلام ويطمح لتحديد وتوفير الشروط القانونية والاقتصادية والتقنية والسياسية لولوج الجميع الى شبكات الاعلام». ويبحث المشاركون في الندوة الاجراءات الملموسة التي ينبغي اتخاذها على مستوى هذه المنطقة من العالم لتنفيذ توصيات جنيف المتعلقة بمجال أجهزة الاعلام ذات الحساسية الكبرى سواء تعلق الامر بمكانتها أو دورها وهامش حريتها وآفاق تطورها والممارسات المتلائمة مع تحديات كل مجتمع وتحديات التقنية والتشريعات الجديدة المتعلقة بشبكة الإنترنت.

وأضاف الوزير المغربي أنه «لايمكن اليوم تصور حرية تداول المعلومات كحق أساسي من دون الولوج الى مجتمع الاعلام والاستفادة من الامكانات الهائلة التي يتيحها مما يقتضي تقليص الهوة الرقمية ما بين الشمال والجنوب باعتبارها تشكل عائقا أمام التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول الجنوب»، مؤكدا أن القمة العالمية لمجتمع الاعلام والمعرفة تراهن على ممارسة جديدة في أشغالها وهي المصادقة على توصيات في إطار من التوافق عبر الحوار بين الحكومات وعالم الاقتصاد والمجتمع المدني. واشار الى أن المنظمين اختاروا لهذا الغرض معالجة المواضيع المطروحة عبر محاور للدراسة والتأمل ستقدم كاقتراحات الى قمة تونس التي ستنعقد سنة 2005 .

وتطرق بن عبد الله إلى الخطوات التي قطعها المغرب في المجال الاعلامي في سياق التحولات العميقة التي ترافق مسلسل دمقرطة البلاد،مبرزا سعي المغرب الى وضع استراتيجية وطنية تهدف في أبعادها الى الانخراط في مجتمع الاعلام في افق التحديث والدمقرطة. ومن جانبه، تطرق ألان مودو، رئيس الشبكة العالمية لكراسي اليونيسكو في مجال الاتصال (أوربيكوم) إلى السياق العام الذي سينعقد فيه هذا اللقاء الذي يعد »محطة منتصف الطريق بين شطري القمة : «جنيف 2003 وتونس 2005 والذي يهدف الى تحديد موقف مشترك بخصوص تقييم نتائج قمة جنيف والافاق التي تفتحها قمة تون».

وأشاد مودو، بالشراكة الفريدة من نوعها بين وزارة الاتصال التي تمثل الدولة ومنظمة غير حكومية (شبكة أوربيكوم)، مؤكدا أن «هذه الشراكة ما كان لها أن تتحقق لولا مناخ حرية التعبير والانفتاح الذي يسود المغرب».

وتطرق مودو إلى انشغال مهنيي الاعلام بضرورة احترام مبادئ عدم التمييز وحرية التعبير خلال المرحلة الثانية من القمة العالمية حول مجتمع الاعلام كما تم خلال المرحلة الاولى من القمة.

وستتناول ندوة مراكش، القضية الشائكة المرتبطة بمستقبل وسائل الاتصال في المجتمع الدولي للاعلام على مختلف الاصعدة التشريعية والسياسية والاقتصادية والتقنية من خلال سبع زوايا للتفكير والنقاش من أجل تقديم مقترحات سيتم رفعها الى قمة تونس.