رأى المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله ان التصور الاميركي للدولة الفلسطينية «لا يختلف عن التصور الاسرائيلي»، معتبراً ان الرئيس الاميركي جورج بوش «ينافق» عندما يتحدث عن الدولة الفلسطينية.
فقد قال فضل الله الذي كان يتحدث في ندوته الاسبوعية (امس) «ان الدولة الفلسطينية تضعها سواعد المقاومين لا شعارات المتآمرين» مضيفاً ان الفلسطينيين «قطعوا بالانتفاضة شوطاً بعيداً في الجهاد وبقيت امامهم اشواطاً، وعلى الامة ان تعينهم سياسياً وجهادياً واقتصادياً»، محذراً من «ان الخيانة تكمن في خذلان الشعب الفلسطيني او التعامي عن نصرته ومساعدته». وأشار الى «ان الكيان الصهيوني يرفض قيام الدولة الفلسطينية، لأن قيام هذه الدولة سيعني بداية النهاية للحلم الصهيوني في المنطقة كلها، او المسمار الذي يدق في اسفين المشروع الاسرائيلي الطامح للامتداد، وربما بالقدر نفسه تصبح الدولة الفلسطينية مرفوضة أميركياً وخصوصاً لدى الادارة الحالية».
واضاف فضل الله «ان التصور الاميركي لرفض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة سابق لكل تصور ولأي حل للمسألة الفلسطينية، ولذلك حرصت الادارة الاميركية طوال السنوات الاربع الماضية على اتهام الفلسطينيين بانهم هم المشكلة وهم العقبة (...) واننا نعتقد بأن بوش ينافق عندما يتحدث عن الدولة الفلسطينية، فليس في قاموسه وقاموس ادارته شيء يذكر عن دولة فلسطينية حقيقية، بل يراد لخارطة الطريق ان تفصل على قياس خطة (آرييل) شارون للفصل في ظل الجدار العنصري الذي رفضته محكمة العدل الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة، وثبتته ادارة بوش كجزء من «الحقائق الساطعة على الارض».
وخلص فضل الله الى القول ان «اميركا بوش وبريطانيا بلير كانتا تتحدثان عن عرفات على انه العقبة لأنه رفض اسقاط حق العودة ولم يخضع للشروط الاسرائيلية للمفاوضات، وسوف تتحدثان بالطريقة نفسها عن اية قيادة فلسطينية ترفض المساومة على ادنى الحقوق المشروعة للفلسطينيين المطلوب منهم اميركياً واسرائيلياً ان يوقعوا على صك الاستسلام ليحصلوا على مسمى الدولة التي لا ارض فيها ولا سيادة ولا استقلال، بل كونفدرالية فلسطينية ـ اردنية تخضع لشرط الترانسفير التي حددها شارون».