أعلن موفد وزارة الخارجية اللبنانية الى ساحل العاج، مدير عام المغتربين هيثم جمعة، اثر لقائه الرئيس العاجي لوران غباغبو اول من امس، «ان الهدوء يسود معظم انحاء العاصمة العاجية، وان الحياة بدأت تعود الى طبيعتها وتعاود المؤسسات نشاطها» بعد حوالي اسبوعين من الاضطرابات التي ادت الى عمليات نهب وتخريب لمنازل وممتلكات لبنانيين واجانب، على أيدي آلاف المساجين الذي اطلقوا عمداً في الايام الاولى للاضطرابات. وأكد مغترب لبناني اتصلت به «الشرق الأوسط» معلومات جمعة، وقال: «ان الحركة ارتفعت وتيرتها في الاسواق عما كانت عليه في الايام الماضية، وان المدارس فتحت امس، ولأول مرة، امام الطلاب». من جهة ثانية، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اثر تداوله بالاوضاع في ساحل العاج مع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود امس، ان جمعة «حصل على تطمينات (من غباغبو) باعادة الحوار بين العاجيين توصلا الى حل سلمي يحفظ مصلحة العاجيين واللبنانيين معاً. وفي هذا السياق، اشار مغترب لبناني الى ان مساع تبذل للعودة الى الحوار بين السلطة العاجية برئاسة غباغبو وبين فصائل المتمردين الذين يسيطرون على المناطق الشمالية الغربية من البلاد.
وكان جمعة قد اجتمع الى الرئيس العاجي غباغبو مساء اول من امس في ابيدجان ونقل عنه اسفه «لما اصاب اللبنانيين من اضرار نتيجة الاحداث التي وقعت مؤخراً في بلاده». وحضر اللقاء الذي جرى في القصر الجمهوري العاجي (في حي الكوكودي الراقي) الذي شهد اكثر الاعتداءات حدة وطاولت املاك اللبنانيين والفرنسيين، سفير لبنان في ابيدجان عصام مصطفى ووزيرا الامن الداخلي والعمل العاجيان. وبعد اللقاء قال جمعة: «ان البحث تناول العلاقات الحميمة التي تربط الشعبين اللبناني والعاجي، وكذلك الاحداث الاخيرة التي طالت ارزاق ومصالح اللبنانيين، وقد طلبنا من الرئيس غباغبو اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حصل ولحماية اللبنانيين وطمأنتهم».
وفي بيروت، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري اثر لقائه الاسبوعي مع رئيس الجمهورية اميل لحود امس «ان البحث تركز على الوضع في ابيدجان والاجراءات التي اتخذتها الدولة لمنع الحاق الضرر باللبنانيين على اثر التطورات التي شهدتها ابيدجان. ومن هذه الاجراءات ارسال المدير العام للمغتربين الذي التقى مساء امس (الاول) رئيس جمهورية شاطىء العاج، وحصل على تطمينات باعادة الحوار بين العاجيين توصلا الى حل سلمي يحفظ مصلحة العاجيين واللبنانيين معا» واضاف بري: «زيادة في الاحتياط، فإن الحكومة، عبر وزير الاشغال العامة والنقل ياسين جابر، اجرت اتفاقاً مع شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل ايست ايرلاينز) خفضت بموجبه اسعار تذاكر السفر من ابيدجان الى بيروت بنسبة 25 في المائة لتأمين انتقال الاطفال والنساء والمضطرين للعودة الى لبنان. واننا على رغم كل التقديرات، نأمل خيراً في عودة الوئام والسلام الى هذا البلد الصديق الذي احتضن اكبر جالية لبنانية في افريقيا».
يشار الى ان طائرات «الميدل ايست» تنقل يومياً المزيد من المغتربين العائدين من ابيدجان الى بيروت، ومساء امس وصلت طائرة (هي الثالثة خلال ثلاثة أيام) وعلى متنها اكثر من 200 شخص غالبيتهم من النساء والاطفال.