رئيس وزراء الهند يبدأ زيارة لكشمير بعرض لإجراء حوار غير مشروط مع كل الجماعات التي تنبذ العنف

TT

خلال أول زيارة له لولاية جامو وكشمير أكد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أمس استعداد حكومته لإجراء حوار غير مشروط مع سائر الجماعات التي تنبذ العنف في المنطقة. وقال سينغ، في كلمة بجامعة مدينة سريناغار عاصمة الولاية قبل أن يدلي بخطاب أمام تجمع جماهيري، إنه يتوقع أن تفي باكستان بوعدها بشأن وقف العنف عبر الحدود.

وتتهم الهند باكستان بدعم ومساندة «الإرهاب العابر للحدود» في الإقليم المتنازع عليه الذي نشبت بسببه حربان، من ثلاث، بينهما. وترفض باكستان تلك المزاعم.

ورفض ائتلاف «حريات» المعتدل، وهو تحالف للجماعات الانفصالية في كشمير، مقابلة رئيس الوزراء الهندي. وقال كبير مشايخ كشمير، ميرويز عمر فاروق: «لا يمكن إجراء الجولة المقبلة من المباحثات مع الإدارة الهندية إلا بعد السماح لنا بزيارة باكستان. لا نرغب في لقاء رئيس الوزراء (الهندي) حتى يتم لنا ذلك». وأغلقت المتاجر في العاصمة الصيفية سريناغار وهجرت الشوارع استجابة لإضراب عام دعت إليه جماعة انفصالية كشميرية متشددة تطالب سينغ بالاعتذار عما قالت إنها فظائع ارتكبتها القوات الهندية ضد الكشميريين. وقال سيد علي جيلاني، زعيم ائتلاف حريات إن زيارة سينغ «ليس لها مغزى ولن تكون ذات فائدة لعامة الشعب. يمكن للمرء الحكم على مزاج الناس هنا. هناك إغلاق كامل لجميع المتاجر ولا يوجد محل واحد مفتوح».

وكان اثنان يشتبه في أنهما من ثوار المتشددين الإسلاميين قد قتلا على أيدي قوات الأمن الهندي في وقت سابق أمس في كشمير قبيل وصول سينغ وإجراء انسحاب محدود للقوات الهندية من الولاية. وأفاد شهود إن قوات الأمن والناشطين تبادلوا إطلاق النار بكثافة. وأوضحت شبكات التلفزة الهندية أن مدنيا وجنديين قتلوا خلال تبادل إطلاق النار. وكان الرئيس الهندي سيلقي خطابا في أستاد شري كشمير الذي يبعد 200 متر عن مكان وقوع الحادث في مجمع للمباني يدعى مركز سليمان.

وبدأت الهند إجراء انسحاب محدود لقواتها من الإقليم أمس، هو الأول منذ اندلاع الاضطرابات الدموية عام 1989، لكن المسؤولين لم يعطوا مؤشرات لتحديد عدد القوات المنسحبة. وانسحبت الوحدة الأولى من أنانتناغ في جنوب كشمير.

ويتمركز ما يقدر بنحو 420 ألف جندي في الولاية. وذكرت المحطة التلفزيونية أن من المتوقع مغادرة نحو ألفي جندي منطقة جنوب كشمير. وكان سينغ قد أصدر أوامره بإجراء خفض في عدد القوات الهندية في كشمير في 11 الشهر الجاري وذلك في خطوة تستهدف بناء الثقة قبل المحادثات بين الهند وباكستان في ديسمبر (كانون الأول) المقبل لحل الأزمة كشمير.

وتأمل نيودلهي أن يعمل الانسحاب على إرسال رسالة مصالحة للكشميريين ولباكستان العدو اللدود التي تسيطر على ثلث كشمير. لكن زعيما كشميريا آخر مواليا لباكستان قال إن الانسحاب «مجرد خطوة مضللة الهدف منها تحويل الانتباه عن الانتهاكات التي يرتكبها الجيش». وقال سيد صلاح الدين، قائد جماعة «حزب المجاهدين» التي تحارب الحكم الهندي: «المجاهدون والكشميريون لا يحاربون لمجرد خفض القوات. لجأنا للسلاح من أجل الانسحاب الكامل».

وبدأت الهند وباكستان عملية سلام العام الماضي لمحاولة حل النزاع ولإنهاء تمرد مستمر منذ 15 عاما على الحكم الهندي لولاية جامو وكشمير والذي قتل خلاله عشرات الآلاف. وهذه الخطوة غير المسبوقة أعلنها سينغ في وقت سابق من الشهر الحالي مشيرا الى انخفاض عمليات تسلل الثوار من الجانب الباكستاني في كشمير. ولم توضح الهند قط عدد الجنود المتمركزين في كشمير. وذكرت صحف أن العدد يصل الى نصف المليون. ورحبت إسلام آباد بالخطوة التي يقول محللون إنها بثت روحا جديدة في عملية سلام راكدة بين البلدين الجارين المسلحين بأسلحة نووية.