أفغانستان: مقتل ستة من رجال الشرطة في هجوم لطالبان وكابل تعتقد أن لصوصا يحتجزون الرهائن داخل العاصمة

TT

قال المتحدث باسم حاكم اقليم هلمند، محمد والي، ان مسلحي طالبان اغاروا على مركز للشرطة قرب سد مائي لتوليد الطاقة الكهربائية وقتلوا ستة من رجال الشرطة من بينهم قائد المجموعة. وفي كابل، على صعيد آخر، قالت وزارة الداخلية ان موظفي الامم المتحدة الثلاثة الذين خطفوا قبل ثلاثة اسابيع محتجزون على الارجح داخل حزام العاصمة نفسها على يد لصوص وليس جماعة جيش المسلمين كما اعلن.

وقال المتحدث باسم حاكم اقليم هلمند ان سد كاجاكي، الذي يمد مدينة قندهار الجنوبية بالطاقة، لم يتضرر من الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة من الليل. وقتل في الهجوم مقاتل من طالبان وجرح اثنان حين ردت الشرطة الافغانية النار، وقال والي: «لدينا جثة مقاتل طالبان». وحاول رجال طالبان، الذين يقاتلون الحكومة الافغانية المدعومة من الولايات المتحدة والقوات الاجنبية في افغانستان، مهاجمة سد كاجاكي من قبل. وكان جزء من محطة توليد الكهرباء من المساقط المائية قد تضرر خلال القصف الاميركي عام 2001 الذي أسقط حكومة طالبان بسبب استضافتها اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.

وفي حادث منفصل قالت وزارة الداخلية ان قوات الانتشار السريع التابعة لها احتجزت سبعة ممن يشتبه في أنهم أعضاء صغار في طالبان وضبطت مخزنا كبيرا للاسلحة في منطقة غرب كابل. وقال لطف الله مشعل، المتحدث باسم الوزارة، انه وجد في المخزن الذي تم ضبطه في غارليز، على بعد 50 كيلومترا من كابل، صواريخ ومتفجرات ومدافع الهدف منها على ما يبدو هو شن هجوم على كابل.

من جهة اخرى قالت وزارة الداخلية الافغانية امس ان موظفي الامم المتحدة الثلاثة الذين خطفوا في وضح النهار بكابل الشهر الماضي تحتجزهم في منطقة العاصمة عناصر ـ لصوص على الأرجح ـ غير «جيش المسلمين» المنشق عن طالبان. لكن هذه الجماعة أصرت على احتجازها لهم وقالت ان مجلسها سينعقد (مساء امس) ليقرر ما ان كان سيعلن عن مهلة جديدة او يقطع رؤوس الرهائن أو يفرج عنهم. وقال لطف الله ماشال، المتحدث باسم الداخلية، انه لا يعتقد أن المتشددين يحتجزون الرهائن ولكنهم قد يكونون على اتصال بالخاطفين، والرهائن الثلاثة هم أنيتا فلانيجان من ايرلندا الشمالية وشكيب حبيبي من كوسوفو والدبلوماسي انجليتو نايان من الفلبين. وأضاف ماشال: «يمكنك معرفة ذلك من تحديد مهل متكررة وتخفيف المطالب، نعتقد انهم محتجزون لدى لصوص مسلحين خطفوهم، وتقاريرنا تشير الى أن الرهائن ما زالوا في كابل أو حولها»، وأضاف: «نعتقد أنه من المحتمل أن تحاول العصابة الاتصال بالجماعات التي تهتم بأمرهم، انها مجرد جماعة صغيرة تحاول أن تحقق الدعاية لنفسها».

وفي الوقت الذي ثارت فيه تكهنات بأن الرهائن ليسوا في أيدي المتشددين، رفضت وزارة الداخلية في وقت سابق التعليق أو ذكر تفاصيل عن الجهود التي تبذلها للافراج عن الرهائن. لكن أكبر أغا، زعيم الجماعة، صرح لوكالة الانباء الاسلامية الافغانية ومقرها باكستان بأن رجاله يحتجزون الثلاثة.

ويطالب جيش المسلمين بالافراج عن 26 من سجناء طالبان مقابل اطلاق سراح الرهائن لكنه خفف تدريجيا من مطالبه ومرت أكثر من مهلة بدون اتخاذ أية خطوات. وقال الملا صابر مؤمن، وهو من جيش المسلمين، ان أغلبية الجماعة «تعارض تقديم تنازلات». وأضاف: «طفت الخلافات على السطح، نريد مهلة محددة بعدها ستقطع رؤوس الثلاثة، من الممكن اتخاذ قرار اليوم أو غدا».

وتكهن بعض الدبلوماسيين بأن من المحتمل ان تكون ميليشيا موالية لاحد منافسي الرئيس حميد كرزاي هي التي خطفت الثلاثة لغضبه من فوز كرزاي في الانتخابات التي اجريت في التاسع من أكتوبر. وقال دبلوماسي: «ربما كانوا مع مجرمين أو ميليشيا تسعى وراء المال، اذا كانت هذه هي الحقيقة فمن غير المرجح أن يقتلوهم لانهم يعلمون أنهم لن يستمروا طويلا اذا فعلوا ذلك».

ورفض متحدث باسم القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان التعليق، لكنه قال ان الجيش ما زال لديه الامل ومستعد للمساعدة. وذكر ماشال، المتحدث باسم بوزارة الداخلية، ان قوات الامن تعتقد أن جيش المسلمين اشترى شريط فيديو ظهر فيه الرهائن وخاطف ملثم عرضته قناة الجزيرة بعد ثلاثة أيام من خطفهم.

ومضى يقول ان الجماعة ليست لديها الموارد الكافية للقيام بعملية خطف في كابل، وقال عن الرهائن: «نحن متأكدون من أنهم ليسوا بعيدين، اذا كان أعضاء جيش المسلمين يحتجزونهم، كانوا سيقدمون شريط فيديو اخر».

ولم تصدر أية أنباء عن الرهائن منذ مطلع الاسبوع الماضي عندما سمح لاثنين منهم بالاتصال بأسرتيهما. وأوضح ماشال أن قوات الامن أحكمت الرقابة على الطرق من كابل واليها بعد الخطف. وأضاف: «لا نعتقد أنهم خرجوا من اقليم كابل». وكان مسؤول حكومي قد صرح بأن السلطات تفكر في عرض دفع فدية، وأعلنت الجماعة أنها لن تقبل ذلك وتصر على الافراج عن 15 سجينا على الاقل.