إدانة واسعة في العراق وخارجه لقتل مارغريت حسن

الاتحاد الأوروبي: الحادث يهدد بتقويض جهود الإغاثة

TT

أحدث الكشف عن مقتل مسؤولة منظمة «كير» للعمل الإنساني في العراق مارغريت حسن صدمة في كثير من الأوساط الشعبية والإنسانية والرسمية على حد سواء في العراق وخارجه. وتملكت مشاعر الحزن أمس العديد من تلك الأوساط مباشرة بعد إعلان نبأ مقتلها عن طريق خاطفيها عبر شريط بثته قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية أول أمس.

وأثار العمل العديد من ردود الأفعال المستنكرة التي وصفته بأنه «جريمة بكل المقاييس». وفى استراليا التي تتخذها منظمة «كير» للعمل الإنساني مقرا لها، قالت المنظمة في بيان أمس «تلقينا بحزن عميق نبأ وجود شريط فيديو يظهر على ما يبدو أن زميلتنا مارغريت حسن قتلت». وأضافت أن «النبأ صدمنا وروعنا». بينما أقامت الكنائس صلوات جماعية من اجلها.

ومن جانبه رأى وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونر أن قتل مارغريت حسن «جريمة لا يمكن تبريرها»، وأضاف أن «الدعم الهائل من الجمهور العراقي للإفراج عنها اثبت مدى التقدير لعملها وتفانيها من اجل السكان». وقال داونر أيضا إن مارغريت كرست حياتها لمساعدة الناس الأكثر فقرا وحرمانا في العراق، وخطفها وقتلها جريمتان دنيئتان لا يمكن الصفح عنهما أو تبريرهما». بينما أشاد قائد سابق في الجيش الأسترالي، عمل لمنظمة «كير» مع مارغريت حسن في العراق في بداية التسعينات، بزميلته. وقال «كانت قديسة ولا علاقة لها بالسياسة. كانت إدارية جيدة جدا ومتفانية للقضية الإنسانية».

ووصفت المعارضة العمالية التي تقف ضد مشاركة استراليا في الحرب في العراق، قتل مارغريت حسن بأنه «عمل وحشي من أسوأ الأشكال». وقال المتحدث باسم حزب العمال، كيفين رود، إن حسن «كانت عراقية وعاملة إنسانية ومعارضة للاحتلال العسكري للعراق».

وكانت قناة «الجزيرة» قد أعلنت أول من أمس أنها تلقت شريط فيديو يظهر عملية قتل مارغريت حسن على ما يبدو. وقالت إن الفيلم يعرض «مسلحا يطلق النار على امرأة معصوبة العينين يبدو أنها مارغريت حسن». وذكرت تقارير إعلامية أن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) عثرت في وسط الفلوجة على جثة مشوهة يعتقد أنها لامرأة غربية. وذكر موقع شبكة «سي.إن.إن» التليفزيونية الإخبارية على الإنترنت أن الجثة عثر عليها في أحد الشوارع مغطاة بقماش ملطخ بالدماء. وأضافت أن عناصر قوات مشاة البحرية الأميركية تخوفت من أن تكون الجثة مفخخة واستعانت بالكلاب المدربة للبحث عن متفجرات. وهناك امرأتان غربيتان مختطفتان في العراق هما مارغريت حسن المتزوجة من عراقي وتقيم في العراق منذ أكثر من ثلاثة عقود، وتيريزا بورج خليفة البولندية الأصل التي تعيش منذ فترة طويلة أيضا في العراق. واختطفت المرأتان الشهر الماضي في العراق في عمليتين منفصلتين. ووسط هذه الأنباء قالت أسرة مارغريت حسن إنها تعتقد أن مارغريت قتلت على يد خاطفيها.

وأضافت الأسرة في بيان صدر في لندن أمس «لقد تحطمت قلوبنا. لقد تذرعنا بالأمل طول فترة ممكنة.. ولكن يتعين علينا الآن أن نقبل بأن مارغريت ربما تكون قد رحلت (عن الدنيا)».

ونعت المفوضية الأوروبية أمس مارغريت حسن، وحذرت من أن هذه العملية ربما تهدد المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للعراق والتي تقدر بملايين الدولارات. وقال المفوض بول نيلسون في بيان «هذا النوع من الهمجية يجعل من المستحيل تقريبا أمام وكالات الإغاثة مواصلة عملها الضروري في العراق». والاتحاد الأوروبي هو من أبرز الهيئات التي تتبرع بمواد الإغاثة الإنسانية للعراق، ويقدم مساعداته عبر وكالات غير حكومية مثل منظمة «كير». وأشار المسؤولون إلى أن عددا محدودا من منظمات الإغاثة تعمل في العراق حاليا بسبب تزايد المخاوف الأمنية. وفى القاهرة أدانت الجامعة العربية مقتل الرهينة العراقية مارغريت حسن، معتبرة انه «عمل أرهابي وإجرامي». وقال حسام زكي المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «إن هذا العمل مدان بكل المقاييس».