قمة الفرنكوفونية تسعى إلى جر ساحل العاج نحو السلام

TT

واغادوغو ـ ا.ف.ا: افتتحت القمة الفرنكوفونية العاشرة امس في واغادوغو بحضور 33 رئيس دولة وحكومة بتوجيه دعوات ملحة للاطراف المتناحرة في ساحل العاج من اجل وضع حد للنزاع الذي يزعزع استقرار المنطقة برمتها. وبعيد افتتاح المناقشات من قبل رئيس بوركينا فاسو، بليز كومباوري، الذي يستضيف القمة، وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك «رسالة حازمة وودية» الى الحكومة العاجية والمتمردين، على حد سواء.

وقال شيراك «لا بد لنا من توجيه رسالة حازمة وودية في آن لكي يعدل الاطراف عن سياسة السوء والعنف ووهم الحل العسكري ويعاودون الحوار، بما انه السبيل الوحيد نحو السلام».

وتابع «على مسافة بضع ساعات من هنا، يمر احدنا بازمة عميقة»، مضيفا ان الاسرة الدولية «مصممة على القيام بكل شيء لوقف دوامة التدمير الذاتي لأمة كبيرة قريبة منا وعزيزة علينا».

واضاف «ان فرنسا صديقة ساحل العاج. فهي ليست هناك لفرض سلامها الخاص، بل في مسعى لتجنب الحرب الاهلية والفوضى».

وشدد شيراك على القرار 1572، الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي يفرض عقوبات على ساحل العاج، مذكرا بانه «لا يجوز حل هذه الازمة عسكريا».

وقد ندد انصار الرئيس العاجي لوران غباغبو بالوجود العسكري لفرنسا التي تنشر حوالي خمسة الاف جندي في ساحل العاج للفصل بين القوات الحكومية والمتمردين وحماية الاجانب.

ولم يحضر غباغبو الى واغادوغو عاصمة الدولة التي تتهمها ابيدجان بمساندة المتمردين، لكنه تمثل باحد وزرائه، بحسب المنظمين.

من جهته دعا كومباوري الى «الاستمرار في دعم مساعي الوساطة الافريقية والدولية والترحيب بالتضحيات التي رضيت بها فرنسا وكافة الدول الاخرى من اجل ايجاد حلول سلمية للازمات السياسية في ساحل العاج وهايتي وفي منطقة البحيرات الكبرى».

وبحسب مشروع قرار تم تبنيه في اجتماع وزاري تحضيري، ينتظر ان تندد القمة بالهجمات الاخيرة التي شنها الجيش العاجي على مناطق المتمردين في شمال البلاد وتطالب بـ«التطبيق الصارم» لاتفاقات السلام الموقعة في ماركوسي واكرا.

ويؤكد نص مسودة القرار على ان «الوضع في ساحل العاج يتضمن مخاطر كبيرة تهدد السلام والامن في منطقة غرب افريقيا باكملها». ومن المفترض ان تنكب وفود العالم اجمع الحاضرة في واغادوغو على موضوع «فضاء متضامن من اجل تنمية مستديمة»، لكن الاحداث في ساحل العاج طغت منذ البداية على هذا الموضوع المدرج رسميا على جدول الاعمال.

وتضم المنظمة الدولية للفرنكوفونية 51 دولة وحكومة اعضاء اضافة الى خمس دول تتمتع بصفة مراقب.

وفضلا عن المشاركين التقليديين تستضيف القمة الحالية للمرة الاولى بول كاغامي، الرئيس الانغلوفوني لرواندا، التي هددت الاربعاء بالتدخل عسكريا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية لمهاجمة المتمردين الروانديين الهوتو اللاجئين الى هذه المنطقة.

كذلك فان رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزف كابيلا موجود ايضا في واغادوغو، لكن لم يعلن عن اي لقاء بين الرجلين.