قائد عسكري أميركي: تنظيم «القاعدة» يدعو أتباعه إلى التحرك في أفغانستان

حذر من أن شبكة بن لادن أصبحت «أكثر خطورة» بسبب حاجتها إلى نجاح واضح

TT

قاعدة باغرام الجوية (أفغانستان) ـ أ.ف.ب: صرح قائد أميركي كبير أنه يعتقد بأن تنظيم «القاعدة» دعا أتباعه إلى التحرك بعد الانتخابات الأفغانية التي شهدت اقبالا شديدا وانتخب فيها حميد كرزاي رئيسا للبلاد الشهر الماضي.

وقال الميجور جنرال اريك أولسون، الرجل الثاني في قيادة القوات الأميركية، إنه من بين الدلائل على أن أتباع «القاعدة» بدأوا في العودة إلى البلاد، الكشف أخيرا عن عملية صنع قنابل في إقليم ننغرهار على يد مجموعة صغيرة من المقاتلين العرب الذين قتلوا في مواجهة مع القوات الأميركية. وأضاف في مقابلة في القاعدة الجوية «أعتقد أنه توجد الآن دعوة للقيام بعمل لمواجهة التوجه الكبير الذي يحدث الآن باتجاه الحكومة المنتخبة بحرية».

وكان أولسون يتحدث إلى صحافيين يرافقان الجنرال جون أبي زيد رئيس القيادة الأميركية الوسطى الذي وصل الأربعاء للاجتماع مع القادة العسكريين وزيارة القوات بمناسبة عيد الشكر الأميركي. وتزامنت زيارة أبي زيد مع مقتل جنديين أميركيين وجرح ثالث في انفجار قنبلة زرعت على جانب الطريق في إقليم أوروزغان الجنوبي، في آخر حلقة من سلسلة هجمات على قوات التحالف.

وجمعت وكالات الاستخبارات الأميركية أدلة على شعور بالغضب في صفوف «طالبان» بسبب نجاح الانتخابات التي شارك فيها ملايين الأفغان رغم تهديدات المسلحين التي لم تتحقق بشن هجمات. وقال أولسون «هناك الكثير من الاتهامات واللوم حول الإخفاق في القيام بعمل كبير».

وأضاف «هناك بعض الجماعات التي انشقت عن حركة «طالبان» ستحاول تنفيذ بعض العمليات على طريقتها». وتابع «ومن ناحية أخرى جاءنا بعض مقاتلي طالبان وأبلغونا أنهم انتهوا من القتال، وأنهم يرغبون في إلقاء السلاح ووقف القتال».

ويعتبر تنصيب كرزاي لرئاسة البلاد في السابع من الشهر المقبل والانتخابات البرلمانية المزمعة في مطلع أبريل (نيسان) مناسبتين محتملتين لهجمات انتقامية من قبل «طالبان» أو «القاعدة».

وقال أولسون «ما نشهده في معظم أرجاء أفغانستان ليس وجودا مباشرا لأفراد «القاعدة»، ولكن مقاتلين يؤيدون «القاعدة»، فعلى سبيل المثال فإن المقاتلين العرب الذين قتلوا أخيرا في إقليم ننغرهار، هم مقاتلون يمكن تصنيفهم مقاتلين يدعمون القاعدة».

وقال مسؤولون محليون إن أربعة أشخاص قتلوا واعتقل خمسة آخرون في غارة فجر 20 نوفمبر (تشرين الثاني) في منطقة باريكاو على يد القوات الأميركية والأفغانية، إلا أن مصادر أخرى ذكرت أن حوالى سبعة مقاتلين عرب قتلوا. ويعتقد أن قادة كبارا في «القاعدة» يختبئون في المنطقة القبلية الوعرة في باكستان على الحدود الجبلية مع أفغانستان، ويقول مسؤولون في الجيش الأميركي إنه رغم أن هؤلاء القادة معزولون إلا أنهم ما زالوا خطرين.

وقال أولسون «أعتقد انه يجب ألا نقلل من أهمية من بقي منهم، أعتقد أن «القاعدة» نفسها لا تزال منظمة قائمة، لا يزال لديها العديد من القادة الرئيسيين الذين ما زالوا موجودين، وما زالوا على اتصال ويصدرون التعليمات والتوجيهات». وأوضح انه «رغم أن حلفاء «طالبان» في أفغانستان يتعثرون، إلا أن «القاعدة» لم تنته بعد». وأضاف انه «في بعض الحالات ربما يكونون أكثر خطورة الآن من ذي قبل بسبب حاجتهم إلى تحقيق نجاح واضح جدا، مما يمكن أن يدفعهم إلى القيام بأعمال خطيرة».

ويشير قادة الجيش الأميركي إلى قيادة القاعدة بـ«اثنين زائد ثلاثة». ولا يزال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري على قمة زعامة الجماعة، يليهما ثلاثة هم أبو ليث الليبي وأبو هادي العراقي وأبو فرج الليبي. ويعتقد أن الظواهري يتنقل من وقت لآخر لحشد القوات بينما يدير أخرون العمليات من خلال رسل. وأوضح أولسون «لم يسجل لابن لادن إصداره أوامر بشكل مباشر، ولكن لدينا سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه يقوم بذلك بشكل غير مباشر». وأضاف «ونحن نعلم أن قيادة «القاعدة» العليا تصدر التوجيهات لـ«طالبان» سواء بطريق مباشر أو غير مباشر».

ولم تتمكن القوات التي تقودها الولايات المتحدة، من القبض على زعماء «القاعدة» منذ غزو تلك القوات لأفغانستان في أكتوبر (تشرين الأول) 2001. وفشلت القوات الباكستانية خلال حملاتها العسكرية الأخيرة في المناطق القبلية، في القبض على بن لادن أو أي من قادة «القاعدة» الآخرين.

وقال مسؤول عسكري بارز «أعتقد أن بن لادن يعيش مع عائلة، وربما حارس شخصي واحد، في منزل في الجبال في شيترال». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «ومرة كل شهر، وربما كل شهرين، يسير (بن لادن) مسافة 15 ميلا إلى منطقة مجاورة حيث يجتمع مع شخص ما ثم يسير نفس المسافة عائدا. وليس لديه جهاز اتصال عالي التردد أو تلفزيون يستقبل الأقمار الصناعية أو جهاز دي في دي. وربما ليس لديه أي نوع من أجهزة الاتصالات اللاسلكية».