بريطانيا ترعى حوارات فلسطينية ـ إسرائيلية غير رسمية في ندوة «ديتشلي بارك» في مطلع ديسمبر

الرجوب ينفي المشاركة ونائب وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد رئاسته للوفد

TT

برعاية بريطانية تشارك طواقم إسرائيلية وفلسطينية في ندوة عمل تستغرق يومين تعقد في «ديتشلي بارك» في مقاطعة أُكسفورد شاير وسط بريطانيا في الاسبوع المقبل. وهذه ندوة سنوية تنظمها وزارة الخارجية البريطانية على نحو غير رسمي. وستركز الندوة في نقاشاتها في هذا العام عن تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية بعد رحيل الرئيس ياسر عرفات وعلى وجه الخصوص انتخابات الرئاسة المزمعة في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وتتصادف هذه الندوة مع الاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة البريطانية ورئيس وزرائها توني بلير الى قضية الشرق الأوسط. فقد اختتم وزير الخارجية جاك سترو اول من امس زيارة لتل ابيب ورام الله حيث اجرى محادثات مع الجانبين. ومن المتوقع ان يقوم بلير بزيارة قبل فترة اعياد الميلاد. وقال سترو «ان قضية الشرق الاوسط تحتل سلم الاولويات في السياسة الخارجية البريطانية»، واضاف «انني اغادر اسرائيل والاراضي الفلسطينية اكثر تفاؤلا مما كنت عليه عند قدومي». وكانت ندوة قد عقدت في نفس الوقت من العام الماضي، شارك فيها العميد جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي بموافقة عرفات في حينها، وشارك فيها عن الجانب الإسرائيلي عمري شارون ابن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وخلافا لما ذكرته صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية اليومية المحافظة في عددها الصادر امس، فان العميد الرجوب سيتغيب عن ندوة هذا العام وذلك لارتباطات مسبقة. وقال الرجوب لـ«الشرق الأوسط»: «لن أُشارك في هذه الندوة لسبب بسيط هو إنني سأكون في فترة انعقاده في زيارة رسمية معد لها مسبقا إلى موسكو تبدأ الأربعاء المقبل وتنتهي الجمعة».

ولم يكن ممكنا التأكد مما إذا كان عومري شارون وهو عضو كنيست عن حزب الليكود الذي يقوده والده سيشارك حسب ما ذكرت صحيفة «الديلي تلغراف» في ندوة هذا العام، في اطار الوفد الاسرائيلي الذي سيكون برئاسة زئيف بويم نائب وزير الدفاع. وسيشارك في الوفد الاسرائيلي مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية رون بروسور، وعضو الكنيست، يتسحاق هيرتسوغ، من حزب العمل ابن حاييم هيرتسوغ الرئيس الاسرائيلي الاسبق.

ويفترض ان يشارك عن الجانب الفلسطيني قدورة فارس الوزير بلا حقيبة في حكومة احمد قريع (ابو علاء) واحمد غنيم عضو اللجنة الحركية العليا لتنظيم حركة فتح في الضفة الغربية، وسفيان أبوزايدة من حركة فتح أيضا ومسؤول في وزارة الخارجية الفلسطينية. ودلال سلامة عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح في مدينة نابلس، غير ان غنيم قال لـ«الشرق الأوسط»: «ان لا علم لي بالأمر على الإطلاق». واعتذرت سلامة كما قالت لـ«الشرق الأوسط» عن المشاركة بسبب التزامات مسبقة في نفس الفترة التي ستعقد فيها الندوة. ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من الوصول الى فارس للتأكد من مشاركته ولا من سفيان ابوزايدة. وتستغرق الندوة هذا العام كما في العام الماضي مدة يومين، ويؤكد القائمون عليها انها ليست مفاوضات رسمية. وقد شارك في ندوة العام قبل الماضي عن الخارجية البريطانية وزيرة خارجية الدولة لشؤون الشرق الأوسط، البارونة إليزابيث سايمونز.

ونسبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الالكتروني باللغة العربية إلى بويم تعقيبه على الموضوع «انها فرصة سانحة للاجتماع مع مجموعة كبيرة من البرلمانيين ووزراء سابقين في بريطانيا ومع الفلسطينيين أيضا، سنلتقي ونتحدث حول الوضع الجديد وفي ما يتعلق بالانفصال والفرص السانحة بعد عرفات وكذلك الانتخابات القريبة وقدرة الأوروبيين على مساعدة الفلسطينيين في الاستعداد لها، وسوف نعرض مواقف إسرائيل حيال هذه المواضيع المتنوعة».

وأضاف بويم أن «خطة الانفصال هي أحادية الجانب، لكن إذا طلب الفلسطينيون أن يكونوا جزءا من الخطة، فقد أوضح رئيس الحكومة أنه بعد الانتخابات في السلطة وإذا قامت القيادة الجديدة بوقف التحريض وعملت على وقف العنف، فسوف نتجه بكل تأكيد نحو استئناف المفاوضات».