باراك يهدد بتمزيق صورة بيريس

في إطار المعركة بينهما حول قيادة الحزب

TT

احتدمت المعركة الداخلية في حزب العمل الاسرائيلي المعارض، هذه الأيام، وبدأت تتخذ طابعا شخصيا ما بين رئيسه الحالي، شيمعون بيريس، ورئيسه السابق، ايهود باراك، الذي هدد «بتمزيق صورة بيريس حتى يكف عن اظهارنا حزبا ذليلا يزحف على بطنه حتى يقبله الليكود شريكا في الحكومة».

وكان باراك، الذي اعتزل السياسة منذ هزيمته في انتخابات رئاسة الحكومة امام ارييل شارون في سنة 2001، عاد الى الحلبة السياسية لينافس على رئاسة الحزب، ومن ثم رئاسة الحكومة. ويدير باراك المنافسة كمعركة عنيفة من اللحظة الأولى. ويتهم منافسيه الكثيرين في الحزب بأنهم هم الذين بدأوا بالأسلوب العنيف وغير الأخلاقي وبأنهم يحاولون تصفيته قبل ان يبدأ التنافس.

فقال: ان بيريس لا يهمه شيء سوى الكرسي في الحكومة، لذلك يدير معركة ذليلة غير مبدئية، من شأنها ان تدمر الحزب على المدى البعيد. وأكد ان بامكان حزب العمل ان يدير سياسة ذكية وحكيمة وناجحة، فقط اذا اتبع الخطوات التالية مع الليكود:

ـ يعقد صفقة مع رئيس الوزراء، أرييل شارون، يساند بموجبها الحكومة في «خطة الفصل» التي تشمل الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، وازالة المستوطنات واخلاء المستوطنين منهما. وكذلك في القضايا الأخرى، بشرط الاتفاق على تقديم موعد الانتخابات العامة للكنيست.

ـ الدعم يشمل كل ما من شأنه الابقاء على حكومة شارون، شرط ان تنفذ هذه (خطة الفصل) بحذافيرها وحسب الجدول الزمني المقرر. وفي حال المماطلة في التنفيذ، يصبح حزب العمل في حلّ من هذه الاتفاقية.

ـ بعد الانتهاء من تطبيق هذه الخطة في اغسطس (آب) المقبل، يبدأ الاعداد لاجراء الانتخابات بعد ثلاثة أشهر لا أكثر.

ويقول باراك، ان الدخول في الحكومة في الظروف الحالية هو خطأ مميت لحزب العمل، لأنه بذلك يكون شريكا في سياستها الاقتصادية والاجتماعية الفاشلة التي تؤدي الى توسيع البطالة والفقر، وهذا يتناقض مع مبادئ حزب العمل، فضلا عن انه يفقد الحزب مميزاته الأساسية في نظر الجمهور. ورد بيريس على باراك بالقول، انه دمّر الحزب بسياسته المغامرة وفي عهده انهار التمثيل البرلماني من 32 الى 19 نائبا «والآن يأتي ليعلمنا كيف يكون العمل السياسي الناجح». ونصحه بيريس بالاستمرار في حياته الحالية كرجل أعمال يتقن جمع الملايين لجيبه الخاص. وانضم الى بيريس في الهجوم على باراك معظم قادة الحزب. وتبشر هذه الأجواء بأن اجتماع اللجنة المركزية للحزب، في الاسبوع المقبل، سيكون ساحة اقتتال بين الفرقاء يتفرج عليها خصوم الحزب من بعيد وهم يضحكون.