و تسعى لإقناع أهالي الرمادي بالتعاون

TT

الرمادي ـ ا. ف. ب: يسعى الجنود الاميركيون الى اقناع اهالي مدينة الرمادي بالتعاون معهم لمواجهة المتمردين، لكنهم يصطدمون دوما بخوف السكان من انتقام المقاتلين ومن اعتبارهم عملاء.

ويقول الملازم تاد تزونيوشي، 23 عاما، لجنود مجموعته من كتيبة المشاة رقم 503 «ان دخول المنازل الساعة الثانية او الثالثة ليلا ليس وسيلة جيدة لتحسين صورة الجيش. عاملوا الناس بشكل لائق. لا حاجة الى ان تطلبوا من الجميع رفع ايديهم في الهواء».

تقع الرمادي على بعد 100 كيلومتر غرب بغداد وهي احد معاقل التمرد الذي تسعى القوات المتعددة الجنسيات بمساندة القوات العراقية للقضاء عليه قبل الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل.

تحت ضوء القمر انتشرت عناصر المجوعة في اطراف المدينة ليلا. يتنقلون من دون ضجة وسط صمت لا يعكر صفوه الا نباح الكلاب. يتقدمون في المدينة الخالية من شارع الى شارع ومنزل الى منزل.

السيناريو لا يتغير: يقرعون الباب، يفتشون المنزل، يجمعون الرجال ممن هم في عمر القتال، بمن فيهم المراهقون، ويجرون عليهم اختبارا يسمح باكتشاف اثار البارود على ايديهم ووجوههم. تتم العملية من دون اصوات مرتفعة او ركلات قوية على الابواب.

في المنازل ابرز مشاعر العائلات هو الخوف. لكن الملازم تزونيوشي يهتم للتعاون معهم اكثر من اهتمامه باكتشاف متمردين مختبئين عندهم. ويقول «علينا ان نسعى لإقناعهم بالتعاون. لن نحقق تقدما بدون تعاون السكان المحليين». لكنه يواجه دائما برد واحد لا يتغير. فالأمن يأتي في مقدمة اهتمام السكان: والد امتنع عن ارسال اولاده الى المدارس واخر يخشى الذهاب الى السوق خوفا من وقوع اشتباك مفاجئ.

يخاطب الملازم الشاب منذر فرج، وله 11 ولدا، «اذا وجد مجرمون في المنطقة اتصلوا بنا هاتفيا ونحن نتكفل بامرهم» ويترك له قلما يحمل رقم هاتف.

يقر احمد، احد ابناء فرج، بان «الناس تخاف ان تتعاون لانها تعرض نفسها لاحتمال القتل لاحقا بأيدي المجاهدين». ويضيف «يستحيل ان تخفي شيئا عن احد في هذه المدينة».

يمكن تفهم هذا الخوف. فحتى المترجم العراقي لدى القوات الاميركية ورغم انه من خارج المنطقة يشعر بالخوف ويخفي وجهه وراء قناع حتى لا يتعرف عليه احد.

كما تسعى القوات الاميركية الى تأمين اتصالات مع العشائر لتختار شيوخا جديرين بالثقة ولديهم نفوذ يمكنهم من التاثير على سلوك اتباعهم.

المعلومة الوحيدة التي حصل عليها الملازم الاميركي في جولته الليلية مصدرها مواطن اعطى اسم شيخ «هاجم قوات التحالف في خطبته في احد المساجد».

في الوقت نفسه وفي عتمة الليل تبدأ لعبة القط والفأر بين القوات الاميركية والمتمردين. انتهت اللعبة عند الفجر حين فاجأت الدورية في احد المباني في وسط المدينة رجلين يحملان كمية من الاسلحة الخفيفة وقاذفات مضادة للدروع.

اصبحت الساعة الثامنة صباحا والمهمة تشارف على نهايتها. لكن متمردا لم تلحظ عناصر المجموعة العسكرية وجوده يطلق فجأة رشقا من بندقيته الرشاشة.

يشاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي يرافق القوات الاميركية جنديا يقع وقد اصيب على الاقل بطلقتين، ويؤكد ضباط القاعدة ان حياته ليست في خطر.

قبل الحادثة قال ضابط من الكتيبة 503 في معرض حديثه عن قدرات «العدو»: «انها تتحسن بشكل دائم. صحيح ان قدرتهم النارية محدودة لكنهم يفعلون اقصى ما يستطيعون».