لارسن «مسرور» لأن الأسد مد يده للإسرائيليين ويدعو لاغتنام فرصة السلام.. وإلا فالمستقبل قاتم ومظلم

TT

أبدى منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن «تفاؤلاً حذراً» حيال تفعيل عملية السلام بعد ما أبداه الرئيس السوري بشار الأسد من استعداد للعودة الى طاولة المفاوضات من دون شروط. ودعا لارسن في ختام زيارة قام بها لبيروت الأطراف المعنية الى «اغتنام الفرصة الحقيقية المتاحة اليوم من اجل إعادة تفعيل العملية السلمية»، محذراً من انه «إذا لم يتغير أي شيء اليوم فان المستقبل قاتم ومظلم».

وكان لارسن وصل بيروت أول من أمس في إطار جولة حملته الى شرم الشيخ والقاهرة والأراضي الفلسطينية وسورية، ويستكملها بزيارة إسرائيل. وعقد لارسن مؤتمراً صحافياً في بيت الأمم المتحدة في وسط بيروت تحدث فيه عن جولته، مستهلاً إياه بالقول انه «استناداً الى زياراته واتصالاته في المنطقة فإنه متفائل بحذر»، واعتبر أن هناك «فرصة حقيقية متاحة اليوم من اجل إعادة تفعيل عملية السلام». ورأى أن «هناك زخماً فعلياً جرى إرساؤه في المنطقة وان على كل الأطراف المعنية العمل بجهد وان تتحمل مسؤولياتها كاملة من اجل الاستفادة من هذا الزخم الايجابي الذي تم خلقه في المنطقة»، واعتبر انه بعد لقائه السلطة الفلسطينية الانتقالية فإن «الأمم المتحدة والأمين العام (كوفي أنان) مصممون على الاستمرار في العلاقات الوثيقة من اجل مساعدة الفلسطينيين في هذه المرحلة الصعبة». واعتبر أن اجتماع شرم الشيخ حول العراق كان «بناء جداً وان أعضاء المجموعة الرباعية مجمعون في آرائهم حول وجود فرصة حقيقية لإحراز التقدم المطلوب»، وقال: «إن التركيز هو على الانتخابات الرئاسية الفلسطينية»، ورأى أن هذه الانتخابات «تعبير عن الانتخابات الديمقراطية التي ستجري في الشرق الأوسط كالعراق ولبنان وفلسطين»، كما عبر عن «ترحيب المجموعة الرباعية بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية وأنها تعتبر ذلك فرصة لإعادة تفعيل عملية السلام والمضي قدما من اجل تطبيق خريطة الطريق، وان الدلائل تشير الى إرادة لدى كل الأطراف»، مبدياً أمله، في أن «لا تبدد هذه اللحظة الفريدة»، وقال «رغم الفرصة الحقيقية الموجودة فإن هناك مطبات، وإذا لم يستفد الأطراف من هذه اللحظة فأنا لن أكون متفائلاً في مستقبل المنطقة». مشدداً على «ضرورة الاستفادة من الزخم الموجود اليوم وإلا فان اللحظة العابرة اليوم لن تتكرر».

وتحدث لارسن عن اجتماعه بالرئيس بشار الأسد، معتبراً أن الاجتماع كان «بناء وودياً وان الرئيس الأسد أعاد التشديد على رغبة سورية في استئاف مفاوضات السلام مع إسرائيل من دون شروط وفي إطار القرارات الصادرة عن مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام».

وأبدى سروره «لأن الرئيس الأسد مد يده الى الإسرائيليين«، مشدداً على ضرورة «المحافظة على هذه المبادرة»، داعياً جميع الإطراف الى «الاستفادة من هذا الزخم وان تتحمل مسؤولياتها»، مشدداً على أن «التغيير ضروري وانه من دونه سيكون المستقبل مظلماً».

ورفض لارسن التعليق على المواقف الإسرائيلية التي قللت من جدية مبادرة الأسد، قائلاً «لا يمكنني الإجابة عن هذا قبل اجتماعي مع الإسرائيليين، وأنا لا أثق بالتقارير الإعلامية ولا يمكنني أن أبدي أية ملاحظة قبل لقائي المسؤولين». وأشار الى انه سينقل الى الإسرائيليين انطباعه عن لقائه الأسد.

وتحدث لارسن لأول مرة منذ زيارته لبنان عن القرار 1559 الذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية من لبنان، فدعا الى تطبيقه، وقال: «بحثت القرار 1559، والأمين العام رفع تقريره الى مجلس الأمن، وهو سيصدر تقريره الثاني في شهر ابريل (نيسان) المقبل ولا يمكنني الحكم الآن قبل صدور هذا التقرير، أما بالنسبة للانتخابات (النيابية اللبنانية) فإن هناك انتخابات ديمقراطية تجري في الشرق الأوسط في العراق ولبنان وفلسطين، أما بالنسبة للمراقبين الدوليين (للانتخابات اللبنانية كما تطالب المعارضة) فإنه في حال كان هناك طلب فإن الأمين العام سيتولى هذا الموضوع».

وكان لارسن قد زار صباح أمس الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، واصفاً إياه بـ «صديقي العزيز»، وقال «كان لقاء مثمراً وبناء وسنتابع حوارنا في المستقبل». كما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.