محمد القرقاوي : اختيار «سيناريوهات المنطقة العربية في 2020» موضوعا للمنتدى الإستراتيجي العربي لهذا العام يعكس ما تواجهه المنطقة من تحديات

رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى أكد أنه لم يعد بالإمكان التغاضي عن خطورة المأزق التنموي والأمني والاجتماعي العربي

TT

قال محمد القرقاوي، رئيس اللجنة المنظمة لـ«المنتدى الاستراتيجي العربي» في دبي، ان اختيار «سيناريوهات المنطقة العربية في 2020» موضوعاً لمنتدى هذا العام جاء على ضوء ما تواجهه المنطقة العربية حالياً من تحديات صعبة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. واضاف القرقاوي ان هذه التحديات «يجري التعامل معها بأشكال وأساليب مختلفة. وليس سراً أن الكثير من الحلول المعتمدة ضمن المنطقة ما زال يستند إلى مفهوم ردود الفعل والحلول الآنية في التعامل مع التطورات غير المواتية، وليس مبنياً على استراتيجيات طويلة الأمد، الأمر الذي يهدد بتفاقم الأزمات والمشاكل القائمة، وفقدان وقت ثمين يمكن استغلاله في تطبيق خطط فعالة في هذا المجال». وقال ان جلسات المنتدى «ستساهم في إلقاء الضوء على المخاطر الاستراتيجية لتلك التحديات، وأفضل الخيارات المتاحة أمام دول المنطقة لمواجهتها».

وعن احتمال عدم مناقشة الكثير من هذه المواضيع، بالمستوى المطلوب من الصراحة نظرا لحساسيتها الكبيرة ، قال القرقاوي «تمر المنطقة العربية اليوم بأحد أكثر المراحل حرجاَ في تاريخها، ولم يعد بالإمكان التغاضي عن خطورة المأزق التنموي والأمني والاجتماعي الذي تواجهه، كما أن هناك وعياً متزايداً على مستوى المنطقة بخطورة التحديات القائمة، يقابله استعداد رسمي وشعبي لإحداث التغير المطلوب». واضاف: يوفر المنتدى الاستراتيجي العربي منصة حيوية للحوار وتبادل الآراء والأفكار حول تلك القضايا ضمن أجواء تتسم بالشفافية والصراحة، خاصة أن مشاركة نخبة من القادة السياسيين وكبار المسؤولين وصناع القرار من داخل وخارج المنطقة العربية في أعماله توفر رؤى متباينة لمختلف القضايا المطروحة للنقاش.

واوضح القرقاوي ان الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي ووزير الدفاع، وجه «بضرورة اعتماد أرفع معايير الانفتاح والشفافية في مناقشة القضايا المطروحة في المنتدى الاستراتيجي العربي، لأن ذلك يعد خطوة حيوية باتجاه التعامل معها بشكل صحيح.

إذ أكدت التجربة، وخاصة في منطقتنا، أن تجاهل بعض القضايا باعتبارها حساسة لم يؤد إلا إلى تفاقمها وخروجها أحيانا عن نطاق السيطرة. فطالما كانت هناك قضايا مؤثرة فمن الضروري مناقشتها بشكل علمي بعيداً عن المجاملة، لضمان إعطاء صانعي القرار سواء في الحكومات أو في مؤسسات القطاعين العام والخاص رؤية شاملة للتصورات المتباينة حول تلك القضايا والخيارات المتاحة لكيفية التعامل معها».

وحول الهدف من وراء اقامة مثل هذا المنتدى، قال القرقاوي ان المنتدى يهدف الى إيجاد منبر فعال يجمع بين نخبة من القادة السياسيين وكبار المسؤولين من القطاعين العام والخاص والأكاديميين والخبراء من داخل وخارج المنطقة تحت سقف واحد، وبحث القضايا التي تهم المنطقة بشكل يتسم بالدقة والشمولية «فالمنتدى يوفر منبراً للتواصل البنَّاء فيما بين صانعي القرار الحكوميين، المسؤولين التنفيذيين للشركات، الخبراء والأكاديميين وسائر ممثلي المجتمع المدني في المنطقة والعالم. كما يساهم المنتدى في تشجيع الشراكات والتحالفات الهادفة، سواء ضمن منطقتنا أو فيما بينها ومناطق أخرى من العالم». وبسؤاله عن سبب تغيير اسم الحدث من منتدى دبي الاستراتيجي إلى المنتدى الاستراتيجي العربي ، أجاب القرقاوي بأنه «تم تغيير اسم المنتدى ليعبر بشكل أكبر عن طبيعته كحدث رائد مخصص لمناقشة أهم القضايا الاستراتيجية التي تهم العالم العربي، فقد انطلق المنتدى من المنطقة لخدمة المنطقة ككل، كما عمل منذ تنظيمه لأول مرة في عام 2001 على بحث الآليات الكفيلة بتعزيز مستوى التعاون فيما بين دول المنطقة، وتكاملها ضمن النظام العالمي. وقد تزامن تغيير اسم المنتدى أيضاً مع إحداث تطورات نوعية فيه، تساهم في ترسيخ مكانته كحدث دولي المستوى».

أما في ما يتعلق بالمعايير التي يتم على أساسها اختيار مواضيع المنتدى ، فقد اوضح القرقاوي ذلك قائلا «تحظى قضية اختيار مواضيع المنتدى بأهمية كبيرة، فنحن حريصون ولضمان تحقيق المنتدى أهدافه على اختيار مواضيع ذات صلة مباشرة بأحدث التطورات التي تشهدها منطقتنا والعالم، وتحديداً تلك التي يكون هناك تباين كبير في وجهات النظر في كيفية التعامل معها». وبالنسبة لاختيار المتحدثين في المنتدى ، قال القرقاوي «نظراً لأن المنتدى يركز على مناقشة أكثر القضايا إلحاحاً وأهمية على مستوى المنطقة العربية، تحرص اللجنة المنظمة على اختيار نخبة من المتحدثين ذوي العلاقة الذين تضفي آراؤهم أبعاداً حيوية مثمرة للنقاشات. كما تراعي اللجنة المنظمة في اختيار المتحدثين الجمع بين القادة السياسيين، رؤساء الشركات الدولية، الخبراء والأكاديميين البارزين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم. ويعطي هذا التنوع الكبير في قائمة المتحدثين قدراً كبيراً من الحيوية للنقاشات والحوارات التي تدور على مدى جلسات المنتدى». وحول ما يميز المنتدى الاستراتيجي العربي عن سواه من الأحداث المشابهة ، قال القرقاوي «إلى جانب تميز قائمة المتحدثين والمشاركين والمواضيع المطروحة فقد تم تصميم المنتدى ليتسم بقدر كبير من التفاعل، فعلى عكس الأحداث التي تقتصر مشاركة المتحدثين فيها على إلقاء الكلمات، فإن جلسات المنتدى تمتاز بكونها تتيح تفاعلاً مباشراً وفورياً فيما بين المتحدثين أنفسهم وبينهم والحاضرين، مما ينطلق بالحوار إلى آفاق جديدة، ويساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من إقامة الحدث.

فقد تم تصميم المنتدى لإقامة حوار مفتوح مع شخصيات عامة بارزة، وتكثيف التواصل الشبكي للأعمال وبناء تحالفات جديدة فيما بين قادة الأعمال. كما روعي في هذا المجال الترويج لمعالجة بنَّاءة وتعاونية للقضايا الإقليمية، إذ تشتمل فعاليات المنتدى جلسات مفتوحة يتحدث خلالها محاضرون مرموقون تعقبها نقاشات للمواضيع التي تم طرحها، ندوات، ورشات عمل، حفلات غداء عمل، اجتماعات ثنائية وفعاليات شبكية مختلفة».

وعن مستوى الحضور المتوقع لأعمال المنتدى الاستراتيجي العربي هذا العام ، قال القرقاوي «يتسم موضوع المنتدى لهذا العام بأهمية خاصة، نظراً لكونه يغطي مختلف المجالات السياسية، الأمنية، الاقتصادية والاجتماعية، ونتوقع تبعاً لذلك بأن يسجل عدد الحاضرين من داخل وخارج المنطقة مستوى قياسياً بحيث يصل إلى قرابة 5100 مشارك، وتتعين هنا ملاحظة النوعية المرتفعة للمشاركين، حيث نتوقع حضوراً كثيفاً من قبل المسؤولين الحكوميين من مختلف أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية، إلى جانب مسؤولين بارزين من مؤسسات القطاعين العام والخاص، كما تلقينا على مدى الأسابيع الماضية اتصالات مكثفة من المهتمين بالحضور من داخل وخارج المنطقة العربية، ويسرنا أن كثافة ونوعية الحضور باتتا تعكسان المكانة البارزة التي يحتلها المنتدى». وتحدث القرقاوي عن قائمة الجهات الراعية للمنتدى الاستراتيجي العربي لهذا العام من مؤسسات محلية وإقليمية ودولية وقال «تجسد قائمة المؤسسات الراعية للمنتدى تميز الحدث نفسه.

فهي تشمل ضمن فئة شركاء التنظيم كلاً من ديملر كرايزلر، برايس ووتر هاوس كوبرز، أبراج كابيتال، بنك دبي الوطني، إينوك وصحيفة «جلف نيوز». كما تشمل ضمن فئة الشركاء الإعلاميين كلاً من صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «سي إن إن» الإخبارية . ومن غير شك أن مشاركة هذه الجهات وهي كلها مؤسسات رائدة في مجالات عملها، في رعاية حدث مخصص لمناقشة أهم قضايا المنطقة، تعد دليلاً واضحاً على التزامها بالمساهمة بفعالية في نمو وازدهار وتطور الأسواق والمجتمعات التي تنشط فيها. وإلى جانب ذلك تحظى المؤسسات الراعية للمنتدى بتشكيلة متنوعة من المزايا التي تتراوح بين الترويج الإعلامي والتمتع بفرص تسويقية متميزة».