حماس للانتخابات في المناطق الشيعية وموزعو الاستمارات في مناطق السنة يتلقون تهديدات من الجماعات المسلحة

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: باعتزاز يؤكد ابو فارس، احد وكلاء توزيع الحصص التموينية في منطقة الكاظمية الشيعية في بغداد، قائلا «هنا لم نتلق اي تهديد للامتناع عن توزيع الاستمارات الانتخابية»، خلافا لما شهدته بعض الاحياء السنية التي تسودها اجواء مقاطعة.

ويقول ابو فارس، 45 عاما، الذي يوزع شهريا 500 حصة تموينية انه شارف على الانتهاء من توزيع استماراته في اقل من ثلاثة اسابيع ولم يتبق لديه الا خمسين استمارة. ويضيف «الناس تواقون للانتخاب. يتسلمون استماراتهم بفرح ويبدأون فورا بالتدقيق في اسمائهم حتى يتأكدوا من عدم وجود اي خطأ يحول من دون اقتراعهم».

اما في منطقة الاعظمية السنية التي يفصلها عن الكاظمية نهر دجلة فالاقبال ضعيف. ويؤكد عامر قاسم، 40 عاما، انه يفضل اعطاء الحصص التموينية من دون الاستمارة.

يتساءل عامر الذي يوزع لـ 250 عائلة «ماذا تفعل الحكومة؟ لماذا تعرضنا للتهديدات ولا تقوم هي بالتوزيع؟» مشيرا الى اكياس السكر والارز التي ما زالت مكدسة في محله المجاور لمسجد الامام ابو حنيفة، ويقول «خلال اكثر من ثلاثة اسابيع لم اوزع الا 50 حصة لانني ارفض التسليم من دون الاستمارة». يتسلم ابو مصطفى، 65 عاما، الاستمارة ويقول «سأمزقها لاحقا» ويضيف «هيئة علماء المسلمين (سنية) دعت الى المقاطعة ونحن نتبع تعاليمها». يشار الى ان هيئة العلماء وهيئات اخرى من الطائفة السنية اعلنت عن مقاطعة الانتخابات او طالبت بارجائها بسبب التدهور الامني الواسع في العديد من المناطق العراقية وخاصة السنية. وكان توزيع الاستمارات قد بدأ مطلع الشهر الحالي وينتهي في منتصف الشهر المقبل.

وتتضمن هذه الاستمارات التي ستعتمد لوضع اللوائح الانتخابية اسماء المقترعين بناء على نظام الحصص التموينية، وتسلمها ليس اجباريا انما تمكن فائدته في اعطاء الناخب فرصة لتصحيح اي خطأ في حال وروده حتى يتمكن من الاقتراع.

في حي المنصور حيث يتوزع الاهالي بين شيعة وسنة ومسيحيين تعرب ايسر الجنابي، وهي ربة منزل لها خمسة اولاد، عن «حماستها الشديدة». وتقول «سمعت بالتهديدات لكني لا اخاف. طالما حذرونا من ارسال الاولاد الى المدرسة خوفا من الخطف مقابل فدية وارسلناهم». كذلك تعرب فيكتوريا هرمز عن حماستها رغم انها في الستين من عمرها وتقول ملوحة بالاستمارة «هذه تحدد مصيرنا وهي السبيل الوحيد لتحقيق الامان». ويؤكد صاحب محل توزيع الحصص التموينية في المنصور اكرم علوان مهدي، 55 عاما، اهتمام الناس بالحصول على الاستمارة قائلا «اذا نسيت يطالبوني بها». ويشير الى انه «لم يتلق شخصيا اي تهديد» وانه لا يخاف مرددا «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». اما في منطقة المدائن في ضواحي بغداد الجنوبية فقد اعاد ابو عمار وكيل توزيع الحصص التموينة كل الاستمارات بسبب التهديدات التي تلقاها.

يقول ابو عمار الذي يقع محله في حي سلمان باك الشعبي الذي تقطنه غالبية سنية «في البدء حاولت اقناع زبائني، وغالبيتهم لا تريد الانتخابات، بتسلم الاستمارات». ويضيف «منذ ايام وجدت على باب دكاني المغلق ورقة تطالبني باعادة الاستمارات والامتناع عن توزيعها فرضخت خاصة ان الاهالي لا يريدون الانتخابات».

وذكرت معلومات صحافية ان رسائل تهديد بالقتل ونسف محلات التوزيع تحمل توقيع «كتائب ثورة العشرين» تم لصقها مطلع الاسبوع الجاري على ابواب المحلات التي توزع استمارات. كما اغتيل الثلاثاء الماضي في كركوك (شمال) عنصر من الحرس الوطني مكلفا حراسة مركز انتخابي. واضرمت النيران في 18 من الشهر الجاري في مخازن الاستمارات في الموصل. وفي اليوم نفسه هددت مجموعة «انصار السنة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» بمهاجمة مراكز الاقتراع.

من ناحية اخرى ما زالت الحملات الانتخابية فاترة فلم تنتشر الصور واليافطات بكثرة حتى في المناطق المؤيدة بقوة للانتخابات التي دعى المرجع الشيعي الابرز اية الله علي السيستاني الى المشاركة فيها.

في الكاظمية رفعت يافطة كتب عليها «المرجعية الدينية العليا تفتي بوجوب الاستعداد للمشاركة في الانتخابات». وانتشرت على الجدران ملصقات ملونة تحمل صورة السيستاني وعلم العراق وعبارة «السيستاني: صوتك بقيمة الذهب بل اغلى منه» او «سجل حتى تستطيع المشاركة في الانتخابات».

ووفق القانون تبدأ الحملات الانتخابية منتصف الشهر المقبل وتنتهي قبل 48 ساعة من بدء عمليات الاقتراع.