تشكيل أول فرقة عسكرية بوسنية موحدة منذ الاستقلال

TT

تم أمس بمطار سراييفو تشكيل أول نواة للجيش البوسني الموحد الذي يضم جنودا من مختلف الأديان الثلاثة، وهم البوشناق المسلمون، والصرب الارثوذكس، والكروات الكاثوليك. ولأول مرة يرتدي الجنود على مختلف انتماءاتهم العرقية والدينية، زيا عسكريا موحدا يحمل شارات علم البوسنة والهرسك بدل الشارات العرقية التي رافقت زمن الحرب واستمرت حتى بعد توقيع اتفاقية دايتون للسلام في 21 نوفمبر (تشرين الثانى) 1995 . وجاءت هذه الخطوة التي وصفها عضو مجلس الرئاسة البوسني تهيتش بـ«التاريخية» بعد تشكيل وزارة دفاع موحدة على مستوى البوسنة. كما تأتي قبل أيام قليلة فقط من إحلال قوات أوروبية في البوسنة محل قوات الناتو في 2 ديسمبر(كانون الاول) المقبل. وقد وصفت المرحلة المقبلة بأنها مرحلة «الاندماج في أوروبا بعد الاستقرار». من جهة أخرى شدد المبعوث الدولي في البوسنة بادي آشداون أمس على «ضرورة بناء المؤسسات القادرة على تهيئة البوسنة للانضمام للاتحاد الاوروبي، ومن بينها الإصلاحات الإدارية الشاملة، بما يجعل البوسنة دولة طبيعية مثل بقية الدول الاوروبية». كما جدد آشداون تأكيد ضرورة التعاون مع محكمة جرائم حرب، وتوعد الصرب بعقوبات لمخالفتهم اتفاقية دايتون. وقال عضو مجلس الرئاسة البوسني بوريسلاف برافاتس (رئيس الدورة الحالي ) إن «آشداون يخالف الدستور البوسني»، فيما قال وزير الخارجية البوسني ملادن ايفانيتش «ان المبعوث الدولي غير محق فيما يريد الاقدام عليه». اما دوشان ستوييتشيتش رئيس البرلمان الصربي فقال «ان عدم التعاون مع محكمة جرائم حرب لا يبرر اعتزام المبعوث الدولي إلغاء الحكم الذاتي الصربي في البوسنة». ويشعر المسلمون في البوسنة بأن بقاء الحكم الذاتي الصربي يهدد الوحدة الترابية للبوسنة على المديين المتوسط والبعيد، ويبقي البوسنة في مهب الرياح الاثنية، والاطماع التوسعية لبلغراد وزغرب، ما لم تنضم البوسنة للشراكة الاوروأطلسية، بعد اجراء اصلاحات دستورية وهيكلية تشمل الاقتصاد والجيش والوضع الاجتماعي والسياسي والقانوني في البلاد.