قمة في نيروبي الاسبوع المقبل من أجل عالم بلا ألغام

TT

نيروبي ـ ا.ف.ب: تعقد في نيروبي في التاسع من الشهر الحالي، وحتى الثالث من ديسمبر (كانون الاول) المقبل «قمة من اجل عالم بلا الغام» مخصصة لمشكلة الالغام المضادة للافراد بعد خمسة اعوام من دخول معاهدة تحريمها حيز التنفيذ.

وسيشارك في القمة مئات الناشطين الذين يكافحون هذه الآفة. واوضحت المسؤولة عن الاعلام في القمة لوكالة الصحافة الفرنسية «سنرى خطوات التقدم في غضون خمسة اعوام. وستكون خطوات مميزة جدا».

وقد صدقت 143 دولة على معاهدة الالغام المضادة للافراد الموقعة في اوتاوا في 1997 والتي تحظر استخدام وانتاج وتخزين ونقل الالغام المضادة للافراد، وتطالب بنزع الالغام المزروعة في بعض المناطق في مهلة عشرة اعوام.

ومن 1999 الى 2003، تم تدمير اكثر من اربعة ملايين لغم مضاد للافراد معدة للانفجار لحظة مرور شخص عليها، بحسب تقرير مرصد الالغام للعام 2004. وتراجع ايضا عدد الضحايا بشكل ملموس من 26 الفا في السنة في التسعينات، الى ما بين 15 و20 الف شخص حاليا.

واوضح ريتشارد كولودج من هيئة الامم المتحدة للعمل ضد الالغام «ان توعية وتنبيه الناس وتحديد الاراضي الملغومة ونزع الالغام اسهمت كلها في التراجع الملموس في عدد الجرحى».

واضاف «كنا نعتقد ان هذا الامر سيحتاج الى عقد من الزمن للتخلص من الالغام، ونرى الان انه يحتاج لبضع سنوات فقط حتى ولو ان المشكلة لم تجد تسوية لها بعد».

والهدف الثاني من القمة هو «البحث» من جهة اخرى «في التحديات التي لا يزال ينبغي مواجهتها، مثل عولمة المعاهدة»، كما تضيف ستيفاني باور.

وتبقى 42 دولة خارج معاهدة اوتاوا وبينها الولايات المتحدة والصين وروسيا. وقد استخدمت اربع حكومات على الاقل الغاما ضد الافراد منذ مايو (ايار) 2003 وهي جورجيا وبورما والنيبال وروسيا بحسب مرصد الالغام.

وستمثل اكثر من مائة دولة في قمة نيروبي وخصوصا عبر وزراء خارجيتها. وسيشارك فيها الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني ونظيره الكيني مواي كيباكي اضافة الى مساعدة الامين العام للامم المتحدة لويز فريشيت. وبحسب ستيفاني باور، فان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان قرر اخيرا عدم مشاركته في القمة بعد ان كان اعلن حضوره في بادئ الامر.

وستخصص الايام الثلاثة الاولى من القمة لمناقشات وتبادل الافكار بين مختلف العاملين على الارض وبينهم ضحايا الالغام ومنظمات غير حكومية.

وفي الثاني والثالث من ديسمبر (كانون الاول)، سيتحدث ممثلو الدول وستعتمد «خطة عمل» من 70 نقطة تحدد اهداف السنوات الخمس المقبلة.

والمؤتمر الذي يصادف انعقاده مع اليوم العالمي للمعوقين في الثالث من ديسمبر(كانون الاول)، ينظم في منتصف طريق تطبيق معاهدة اوتاوا من قبل الدول التي صادقت عليها وتعقد في افريقيا على ارض القارة التي تحتوي اكبر عدد من الالغام المضادة للافراد في العالم. واوضح تاكوتو كوبو الذي يعمل لحساب هيئة الامم المتحدة للعمل ضد الالغام «ان العسكريين يقولون ان الالغام المضادة للافراد هي افضل من الجنود». واضاف «يمكنها ان تبقى مطمورة لمدة خمس او عشر او 15 سنة وحتى اكثر. وفي افغانستان، زرعت الغام في 1979 ولا تزال توقع ضحايا. وهي تقتل دون تمييز ولهذا السبب تثير الاشمئزاز».

والالغام المضادة للافراد تجرح او تقتل المدنيين اولا الذين يمثلون 86% من الضحايا وبين المدنيين عدد كبير من الاطفال الذين يظنونها العابا.

واضاف تارسيسيوس نيتا من برنامج الغذاء العالمي ان الالغام المضادة للافراد لا تجرح او تقتل وحسب لكنها تشكل ايضا «عائقا امام التنمية الاقتصادية وتسليم المساعدات لانسانية واعادة اعمار بلد بعد الحرب».

وفي ما يلي بعض المعطيات حول الالغام المضادة للافراد المستقاة من تقرير مرصد الالغام للعام 2004:

ـ 143 دولة صادقت على معاهدة اوتاوا، لكن 42 دولة لا تزال خارج المعاهدة وبينها روسيا والولايات المتحدة والصين والهند وباكستان.

ـ 83 دولة لديها الغام مضادة للافراد على اراضيها، وبينها 52 دولة منضوية في المعاهدة.

ـ اربع دول استخدمت الغاما منذ مايو (ايار) 2003 (جورجيا وبورما والنيبال وروسيا) مقابل 15 في 1998/1999.

ـ من 1999 الى 2003، تم نزع الالغام من اكثر من 1100 كيلومتر مربع من الاراضي، وتم تدمير اكثر من اربعة ملايين لغم مضاد للافراد.

ـ في 2003، انفق 339 مليون دولار قدمتها 24 دولة مانحة، في اعمال على علاقة بنزع الالغام، اي بزيادة 8% مقارنة بعام 2002 و43% مقارنة بعام 2001.

ـ تلقت افغانستان والعراق 38% من المساعدات المرتبطة بعمليات نزع الالغام في العام 2003.

ـ عدد القتلى: بين 15 و20 الفا سنويا، مقابل 26 الفا في التسعينات. ان 86% من الضحايا الجدد هم من المدنيين و23% من الاطفال.

ـ عدد الاشخاص الذي لم يقتلوا بعد اصابتهم في انفجار الغام مضادة للافراد: بين 300 و400 الف يقيمون في 121 دولة.

ـ بين الدول الاكثر عرضة للالغام المضادة للافراد افغانستان واليمن وكمبوديا والبوسنة والهرسك وموزمبيق ونيكاراغوا.