إسبانيا: أثنار يربط بين الإرهاب الأصولي و«إيتا» وغارثون يخطط للاستقالة والتدريس في نيويورك

TT

مدريد ـ وكالات الأنباء: شدد رئيس الوزراء الوزراء الاسباني السابق خوسيه ماريا أثنار امس امام لجنة التحقيق البرلمانية الخاصة باعتداءات الحادي عشر من مارس (آذار) على وجود «علاقات بين الإرهابيين الإسلاميين وغير الاسلاميين». ومن ناحية اخرى، افادت صحيفة اسبانية امس ان غارثون بالتثار يخطط للاستقالة من عمله كقاضي تحقيق في شؤون الارهاب، بهدف الانتقال للتدريس في نيويورك.

ويعتبر مثول أثنار الذي كان على رأس الحكومة الإسبانية عندما وقعت اعتداءات 11 مارس التي أسفرت عن 191 قتيلا و1900 جريح، سابقة لرئيس حكومة سابق امام لجنة تحقيق برلمانية في إسبانيا.

وفيما كان اثنار ماثلا امام اللجنة تجمع العشرات من المتظاهرين خارج البرلمان ضم مجموعتين مختلفتين إحداهما للإعراب عن مساندتها لرئيس الحكومة المحافظ السابق وكانت تحمل أعلاما اسبانية، بينما ضمت الثانية اقارب ضحايا اعتداءات 11 مارس ونساء كن يبكين وهن يحملن لافتات يعلوها رسم يد مصبوغة باللون الاحمر كتب عليها «اثنار مسؤول» ويلبسن قمصانا كتب على صدرها «شفافية» وعلى ظهرها اسم احد ضحايا الاعتداءات. وحمل بعض المتظاهرين لافتات كتلك التي حملها المتظاهرون الإسبان المعارضون للحرب على العراق في فبراير (شباط) 2003 .

في هذا الوقت كان اثنار يعلن امام اللجنة: «إنني لا اعتقد ان هناك تظاهرات عفوية»، مشيرا الى ان خصومه نظموا هذه التظاهرات امام البرلمان وامام مقر حزبه.

وطالب اثنار امام اللجنة «بأن تجد الحقيقة طريقها» الى النور خصوصا «حقيقة العلاقات بين الإرهابيين الإسلاميين وغير الاسلاميين التي كانت قد استبعدت واعتبرت غير معقولة وهي اليوم واقع دامغ».

كما طالب رئيس الحكومة السابق الذي هزم في انتخابات 14 مارس «بكشف الحقيقة عن متى وكيف تم الاعداد للاعتداءات التي ارادوا تحميل الحكومة مسؤوليتها، الحقيقة التي تم بموجبها اختيار الحادي عشر من مارس ليطل الارهاب برأسه خلال العملية الانتخابية».

وردا على سؤال حول مشاركة محتملة لمنظمة «ايتا» الانفصالية في اعتداءات 11 مارس قال أثنار: «لست الوحيد الذي يعتقد ذلك». لكن ايا من خبراء الشرطة والقانون الذين مثلوا امام اللجنة البرلمانية لم يرجح وجود علاقات بين «الإرهاب الباسكي» و«الإرهاب الاصولي» المسؤول عن اعتداءات الحادي عشر من مارس.

وتتهم الاحزاب اليسارية والقومية حكومة اثنار بأنها تلاعبت بالأنباء ونسبت الاعتداءات في حينه الى منظمة «ايتا» للتستر على مسؤولية الأصوليين التي كانت تشكل خطورة على ابواب الانتخابات لأنها ستربط مباشرة بخيار الحكومة الذي لا يحظى بأي شعبية لصالح التدخل الأميركي في العراق. وقال أثنار: «لم يظهر اي دليل على ان الحكومة التي كنت على رأسها كذبت. لقد قلنا الحقيقة والآخرون هم الذين كذبوا وتلاعبوا».

الى ذلك، افادت صحيفة «إل موندو» الاسبانية امس ان غارثون بالتثار يخطط للاستقالة من عمله كقاضي تحقيق في شؤون الارهاب، بهدف الانتقال للتدريس في نيويورك. ونقلت عن رفاق لغارثون، 49 سنة، قولهم ان الرجل يخطط للانتقال للتدريس في الربيع المقبل، الا انها لم توضح الجهة التي يخطط القاضي للتدريس فيها.

وقضى غارثون 15 سنة في مجال التحقيق في قضايا خطيرة، تراوحت بين عمليات فرق الموت المدعومة من الحكومة التي استهدفت «الباسك» في الثمانينات الى نشاطات «القاعدة» خلال السنوات القليلة الماضية. واشتهر غارثون خصوصاً عام 1998 عندما اصدر مذكرة توقيف بحق الدكتاتور التشيلي السابق اوغستو بينوشيه ادت بالفعل الى اعتقاله في لندن. لكن السلطات البريطانية امتنعت عن تسليم بينوشيه الى اسبانيا لمحاكمته مثلما طلب غارثون ورحلته بدلاً من ذلك الى بلده.