مرافق الصحافيين الفرنسيين عضو في حزب البعث العراقي ووالده ضابط في المخابرات

محمد الجندي: لم نتعرض لضغوط والخاطفون ليسوا من المتطرفين

TT

لم يحمل المؤتمر الصحافي الذي نظمه مركز استقبال الصحافة الأجنبية لـمحمد الجندي (مرافق) الصحافيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو، أي جديد حول مصير الرهينتين أو الأسباب التي حالت حتى الآن من دون إطلاق سراحهما. لكن المؤتمر، بعكس ذلك، حمل معلومات مهمة حول «شخصية» محمد الجندي الذي «عثرت» القوات الأميركية عليه في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري وسهلت السفارة الفرنسية نقله الى فرنسا التي وصلها مع عائلته في العشرين من الشهر الجاري.

ومما قاله الجندي أمس أنه يعيش في العراق منذ ثلاثين عاما وأنه كان هناك بصفته «لاجئا سياسيا» هرب إليه من سورية. وأفاد الجندي الذي رفض أن يقول عن نفسه إنه كان سائق الصحافيين الفرنسيين أو مترجمهما بسبب جهله للغتين الفرنسية والإنجليزية، مفضلا على ذلك صفة «المرافق» لهما، بأنه كان عضوا في حزب البعث العراقي وأنه «قومي الاتجاه». وأكد الجندي أنه سعى لمساعدة الصحافيين الفرنسيين في عملهما من خلال تأمين قناة اتصال لهما مع قادة عسكريين ومدنيين من النظام السابق بغرض كشف الملابسات التي أحاطت بسقوط بغداد وانهيار النظام.

أما الأهم الذي كشف عنه الجندي في مؤتمره الصحافي، فهو أن والده لم يكن دبلوماسيا سوريا كما أشيع في السابق بل كان «ضابطا في المخابرات الخارجية» السورية. وتلقي هاتان المعلومتان أضواء جديدة على خطف الثلاثة (الجندي ومالبرونو وشينو) في العشرين من أغسطس (آب) وهم في طريقهم من بغداد الى النجف لتغطية تمرد مقتدى الصدر. فقد أعلن الجندي الذي وصف الخاطفين بأنهم ينتمون الى «المقاومة الوطنية» العراقية ضد «القوى المحتلة» وأنهم «لا متطرفون ولا إسلاميون» في إشارة الى جماعة ابو مصعب الزرقاوي، أنه «لم يلمس أي شيء مؤذ (من الخاطفين) بعد أن تعرفوا على حقيقة أمره». وربما يراد بهذه الجملة الإشارة الى أن الخاطفين، وهم من «الجيش الإسلامي في العراق» ينتمون الى الأجهزة العراقية السابقة. وحرص الجندي، طيلة المؤتمر الصحافي على التفريق بين خاطفيه وخاطفي الصحافيين الفرنسيين والآخرين، فوصف بياناتهم بـ«الاعتدال». وأشار الى أن الخاطفين دفعوا لهم ثمن الأغراض (الكومبيوتر وآلات التصوير وأغراض أخرى) التي أخذت من الصحافيين و لم يتعرضوا لهم بالأذى ولم يعنفوهم.

وكان محمد الجندي الذي عثرت عليه القوات الأميركية في الفالوجة قد فصل عن الرهينيتن الفرنسيين «بعد 15 يوما» على أسرهم. ووصف عملية الفصل التي نسبها الى «أسباب فنية» بأنها تمت «بشكل هادئ وودي» وأن الخاطفين الذين «لم ير أبدا وجوههم» جاءوا لتصويرهم بعد الخطف بيومين وكانوا «هادئين ووديين جدا». و استطرد الجندي قائلا: «أنا مسؤول عن كلامي: لم يتعرض أحد منا (خلال فترة الاعتقال المشترك) لأي ضغط أو لأية معاملة سيئة، بل قد نكون تعرضنا للأذى بشكل غير مباشر مثل نوعية الطعام والمشرب والمنام والحر وغياب التبريد».

وأفاد الجندي بأن القوات الأميركية «لم تكن مستعجلة في إطلاق سراحه»، إذ بقي محتجزا لديها أسبوعا كاملا. وقام أفراد منها باستجوابه «طيلة ساعتين». واتهم الجيش الأميركي بأنه تركه ومائة من المعتقلين السابقين في سجن الفالوجة في منطقة الصقلاوية حيث توزع المحررون على الأهالي ومنها سافر الى بغداد بوسائله الخاصة. ولا ينتظر أن يعقد الجندي مؤتمرات صحافية أخرى في الأيام المقبلة. وكانت السلطات الفرنسية التي تكفلت نقله وعائلته الى الأراضي الفرنسية حيث تعيش اخته مع صهره أبو علي المرعبي وهو صاحب مطبعة في باريس وكان يعمل سابقا في السفارة العراقية في العاصمة الفرنسية، طلبت من الجندي البقاء بعيدا عن الصحافة مخافة أن تؤدي تصريحاته الى إلحاق الأذى بالصحافيين الفرنسيين. وقد مضى على احتجاز هؤلاء 103 أيام.

وأعرب الجندي، من دون أن يعين الأسباب التي تدفعه الى التفاؤل، عن أمله في امكانية رؤية الصحافيين حرين «قريبا»، مضيفا أن «شعوره» الشخصي هو أن وضعهما «ليس سيئا».