ترتيبات أمنية وتنظيمية واسعة في بيروت لتسهيل تظاهرة اليوم رفضاً للقرار 1559

TT

اعدت الاجهزة والقوى الامنية اللبنانية تدابير واسعة لمواكبة التظاهرة الحاشدة التي دعت اليها الاحزاب والقوى السياسية والنقابية والاهلية المعارضة للقرار الدولي 1559 والداعمة لسورية والمقاومة، والتي ستنطلق عند الثانية من بعد ظهر اليوم من القسم الجنوبي من بيروت، وتعبر شارع بشارة الخوري وصولاً الى ساحة الشهداء في وسط بيروت التجاري حيث تلقى كلمات تشرح اهداف التظاهرة وتؤكد على دعم سورية ولبنان في وجه الضغوط الخارجية ولا سيما القرار 1559.

وسيتحدث الى المتظاهرين رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي جبران عريجي باسم الاحزاب والقوى الداعية والمنظمة للتظاهرة. كما يتحدث مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس باسم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني.

وقد زار عريجي على رأس وفد من الحزب القومي رئيس الجمهورية اميل لحود امس واطلعه على الترتيبات المعدة لحشد المتظاهرين وسير التظاهرة. وقال عريجي: «ان التظاهرة ليست فئوية وليست معنية بالحسابات الشخصية والداخلية، بل هي رسالة موجهة للضمير العالمي وتؤكد على التضامن مع سورية ووحدة لبنان الداخلية». واضاف: «ان قرار مجلس الامن 1559 هو فتنة ولا يخدم مصلحة لبنان ولا مصلحة سورية ولا الاستقرار في المنطقة».

في غضون ذلك، تواصلت امس التحضيرات التنظيمية لمسار التظاهرة ولتوفير اكبر حشد ممكن واستقدام المشاركين من مناطق الجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان بواسطة حافلات نقل كبيرة تم استئجارها من شركات نقل خاصة. وفي هذا الاطار، اجتمعت قبل ظهر امس اللجنة التنظيمية المكلفة التحضير للتظاهرة في مركز حزب البعث العربي الاشتراكي حيث تم وضع اللمسات الاخيرة على التحضيرات.

واتخذت اللجنة التحضيرية إجراءات أبرزها، التعاون مع قوى الامن الداخلي لاخلاء جميع الطرق الداخلية التي تسلكها التظاهرة ابتداء من الثانية عشرة.

واكدت الاحزاب على عدم حمل الاعلام الحزبية او ارتداء اي لباس حزبي والاكتفاء بحمل العلم اللبناني ورفع اللافتات وترديد الشعارات الموحدة التي اتفق عليها في لقاء الاحزاب والقوى اللبنانية.

وعلى خط مواز اعلنت دار الفتوى الاسلامية في بيان لها امس انه سيشارك علماء من دار الفتوى من المناطق اللبنانية كافة في المسيرة وادلى المفتي قباني بتصريح قال فيه: «ان بعض الدول الكبرى يصيبها الاستكبار وتمارس الارهاب والتدخل في شؤون الآخرين، كما فعل مجلس الامن بقراره 1559، ومن ورائه الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون لبنان الداخلية والضغط بهذا القرار على المجلس النيابي لعدم تعديل الدستور وعدم التمديد لرئيس الجمهورية، من جهة، وحمل سورية على الانسحاب من لبنان، من جهة اخرى. وهو شأن داخلي يخص البلدين والتعاون بينهما، ولا علاقة لاي دولة بهذا الشأن».

بدوره، وزير الاعلام اللبناني الياس الفرزلي قال انه «سعيد جداً ان لا يكون خلاف بين اللبنانيين حول القرار 1559». رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الوزير السابق كريم بقرادوني اعلن، لدى ترؤسه امس الاجتماع الدوري للمكتب السياسي للحزب، تأييده لتظاهرة اليوم «انطلاقاً من معارضة الكتائب للقرار 1559».

وفي موقف غير مؤيد للتظاهرة، قال الوزير السابق والنائب فارس بويز في تصريح له امس: «ان الانظمة الامنية تمكنت دوماً من تجييش جماهير بين الترغيب والترهيب. وان تشاوشيسكو (حاكم رومانيا في العصر الشيوعي الذي خلع واعدمته محكمة شعبية مع زوجته) استطاع عشية سقوطه ان يسيِّر الملايين في شوارع بوخارست واستطاع غيره من الديكتاتوريين في دول اوروبا الشرقية ان يفعلوا ذلك، إلا ان هذا لم يمنع سقوطهم».

واضاف بويز: «ان تظاهرة الغد (اليوم) تظهِّر التدويل وتوطنه عندنا من خلال اظهار البلاد منقسمة... ان الامر سينعكس سلباً على صورتي سورية والمقاومة».

النائب هنري حلو تساءل في تصريح له امس: «مليون شخص سيتظاهرون غداً (اليوم) والملايين الثلاثة الباقية (من اللبنانيين) في منازلها هل هي معارضة؟ وهل تساهم تلك التظاهرة في وحدة اللبنانيين وترسيخ الوفاق الوطني ام انها ستؤدي الى مزيد من الانقسام الداخلي؟». وقال: «ان ذلك يبرز بوضوح من خلال مباركة السلطة لهذه التظاهرة، التي هي شرخ جديد في جسم البلد نتيجة السياسات الكيدية التي فاحت رائحتها من خلال مرحلة التمديد وتداعياته، وصولاً الى الحكومة الراهنة».

وجاء في بيان بتوقيع «لبنانيون من اجل لبنان حر ومستقل»: «ان التظاهرة والتصريحات من مسؤولين لبنانيين حول امكانية قيام بنوك لبنانية بتمويل احتياجات سورية تدل على ان سورية قد احكمت قبضتها على لبنان سياسياً واقتصادياً وعسكرياً. وتحاول الآن توظيف الشعب اللبناني لتعطي الشرعية لاستمرار سيطرتها على لبنان».

والى المواقف والتصريحات، صدرت امس بيانات لتنظيمات نقابية وشعبية تؤيد التظاهرة وتدعو الى المشاركة فيها. وفي هذا السياق دعا الاتحاد العمالي العام الى المشاركة في التظاهرة «لمواجهة التحديات التي تستهدف وطننا». كما دعا «اتحاد الكتاب اللبنانيين» جميع اعضائه الى المشاركة في «التظاهرة الوطنية الثقافية».