لندن: تدشين منتدى «حل النزاعات» بين الإسلام والغرب عن طريق فتح قنوات الحوار وفهم الآخر

TT

اعلن في لندن امس عن مولد منتدى «حل النزاعات» بين الاسلام والغرب عن طريق فتح قنوات الحوار وفهم الآخر. واكد المشاركون في المنتدى الذي عقد بوسط لندن امس على اهمية اجراء حوار يعترف بخصوصية الآخر. و«منتدى النزاعات» هو منظمة بريطانية مستقلة لا تسعى للربح وتعمل بين المجتمعات وداخل مراكز السلطة لمساعدة شركائها وعملائها على تحقيق اهدافهم في عالم متشابك. وينتمي اعضاؤها الى قارات العالم الخمس.

والهدف الرئيسي «لمنتدى النزاعات» هو التوصل الى تفاهم جديد للاسلام والاسلام السياسي في الغرب وتحدي وجهات النظر التقليدية التي تنظر للاسلام على اساس انه آيديولوجية معادية لأجندة الديمقراطية العالمية ونظم الحكم الحديثة.

ويعمل اعضاء «منتدى النزاعات» عن قرب مع الحكومات وهؤلاء الذين يؤثرون عليها، بما في ذلك وسائل الاعلام، لنشر تحاليلها والحصول على دعم لمشاوراتها.

وهذا المنتدى هو مركز ابحاث له ابعاد دولية ولديه علاقات وتأثير على الحكومات والثقافات ويدعو الى مناقشة السياسات ذات الاهمية الدولية. ويدعو منتدى النزاعات الى فرص للحوار من اجل الاستماع الى ما يقوله الآخرون خارج دوائر صنع القرار الغربية».

من جهته، قال الستر كروك وهو خبير أمني بريطاني يعمل لدى المجموعة الاوروبية ومستشار سابق مع لجنة السناتور الاميركي ميتشل لتقصي الحقائق في الاراضي الفلسطينية في المؤتمر الصحافي امس: «نحتاج الى ترويج التقارب مع العالم الاسلامي والعمل من اجل الاستماع لبعضنا بعضا، ونحتاج الى حوار بين شعوبنا، وهذا الحوار يجب ان يكون اساس اتصالاتنا مع حضارات اخرى». واوضح الخبير البريطاني ان الاعتراف بالآخر يتطلب ان نوضح في مجتمعاتنا انه وإن كانت لدينا وجهات نظر مختلفة مع المسلمين، إلا ان القيم الاسلامية لا تهدد المجتمعات الغربية».

واضاف أن هناك العديد من الاشخاص في اوروبا والولايات المتحدة وبين الدبلوماسيين والعسكريين السابقين الذين جاءوا من الخلفية التي اتيت منها يشعرون بالقلق على التباعد بين الإسلام والغرب. واوضح الخبير الأمني البريطاني ان استطلاعات الرأي في المجتمعات الاسلامية اظهرت ان شرائح كبيرة من ابناء تلك المجتمعات تؤيد المشاركة الشعبية في حكم فعال غير فاسد. وقد اظهرت تلك الاستطلاعات ان المسلمين يؤيدون هذه القيم اكثر من البعض في المجتمعات الغربية، وذلك لا يمثل خطرا على مجتمعاتنا، مشيرا الى «ان الذين لا يقبلون وجهة النظر تلك أقلية صغيرة». الى ذلك، قال الخبير الاميركي مارك بيري المستشار الحكومي في شؤون المنطقة الاسلامية: «يشعر العديد من افراد المجتمعات الغربية بالضيق لما حدث من تدهور لاوضاع المسلمين حول العالم». واضاف: «ان منتدى النزاعات يهدف الى تعليم الرأي العام، من اجل العمل بطريقة مباشرة مع صانعي القرار السياسي، لتطوير السياسات التي تعكس فهما اكبر للتطورات داخل الإسلام». وقال: «نرفض الاقتراح القائل بعدم وجود قيم مشتركة بيننا او ان قيم الاخرين تهدد، بطريقة ما، قيمنا».

وافاد الخبير الاميركي بيري: «ان دوري هو اعطاء بعد اميركي، وانا سعيد للقيام بذلك. ولكني منتبه، واتمني ان تنتبهوا لذلك ايضا ـ ان هذا البعد هو بعد واحد، غير علمي ويعتمد علي الانطباعات. وبالرغم من ذلك، اشعر بالامل في امكانية مواجهة بعض ما اصفه بالصور النمطية لابناء وطني وما يعتقدونه».

وركز في حديثه أمام اعضاء المنتدى الجديد امس:«ان اكثر الشخصيات محافظة من الأميركيين تعتقد ان الحرب في العراق يجب ان تنتهي، وان النهاية لا بد ان تكون قريبة. وهم على استعداد لتقبل وجهة النظر القائلة إن ما يوصف بأنه «إرهاب» هو نتاج لنشاط سياسي معين، وليس ميلا فطريا.

واشار الى انه من الخطأ الاعتقاد ان الناخب الذي اعاد لتوه الرئيس الاميركي جورج بوش للبيت الابيض لاربع سنوات اخرى سيتبع برامج سياسية لا يمكن تطبيقها (من وجهة نظري). لن يفعلوا ذلك. وان الادارة الاميركية غير واعية بالتناقضات في برامجها السياسية، او انها ضيقة الأفق لاتباع طريق ينجح فقط في خلق مزيد من الإرهابيين».

وتطرق الى تقرير غربي يقول: «ان المسلمين لا يكرهون حريتنا، ولكنهم يكرهون سياستنا، ان الاغلبية العظمى عبرت عن اعتراضها لما يرونه دعما من جانب واحد لإسرائيل وضد الحقوق الفلسطينية، وتأييد النظم الاستبدادية. ولذا فعندما تتحدث الدبلوماسية الاميركية عن نشر الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية، ينظر الى ذلك على انه مجرد نفاق». والاكثر من ذلك، فإن التقرير ذكر ان الولايات المتحدة لم تفشل فقط في الفصل بين «الاغلبية العظمى من المسلمين الذين لا يؤمنون بالعنف وبين الجهاديين المتطرفين». ولكن الجهود الاميركية ربما «حققت العكس مما تراه».