مفاوضات السلام السودانية .. الخرطوم: حركة قرنق وافقت على تأجيل تمويل جيشها إلى ما بعد التوقيع

TT

وصف الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان المفاوضات الجارية في نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بالمباشرة. وفى الخرطوم كشف الدكتور قطبي المهدي المستشار السياسي للرئيس عمر حسن البشير في تصريحات ان الحركة الشعبية ابدت موقفا ايجابيا تجاه تمويل جيشها «العقبة الاساسية امام المفاوضات الآن»، وقال المهدى ان الحركة اكدت استعدادها للتوقيع على اتفاق السلام قبل التوصل الى حل قضية التمويل وتحتفظ بحقها في طرح قضية تمويل جيشها في مرحلة لاحقة.

وكان عرمان قال لـ«الشرق الاوسط» ان المفاوضات تجري في اجواء جيدة ومباشرة، واضاف منذ مجيء رئيسي الوفدين النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم الحركة الدكتور جون قرنق بدأت باجتماع قصير واتفقا على الطريقة التي من خلالها تتم بلورة جدول اعمالهما وان رؤساء اللجان قدموا تقريرا بجرد حساب بما تم انجازه وما تبقى من قضايا عالقة في السلطة والثورة والترتيبات الأمنية، واضاف ان رئيسي الوفدين يعملان على بلورة خطة للشروع لمعالجة القضايا العالقة.

ويعقد طه وقرنق اجتماعين صباح ومساء امس يستغرق الواحد منهما اربع ساعات على الاقل يستعرضا فيهما تقارير اللجان حول الاتفاق واختلاف وجهات النظر بشأن آليات التطبيق، وقالت مصادر قريبة من المفاوضات ان محادثات الرجلين التي بدأت امس من واقع تقارير اللجان المشتركة لم تتطرق بعد للقضايا المعلقة بما فيها تمويل جيش الحركة. وذكرت ذات المصادر ان المسؤول الكيني للسلام وزير شرق افريقيا والتعاون الافريقي الذي عين بدلاً من كالينزو مسيوكا اجتمع اول من امس بطه وقرنق كل على حدة واستمع الى وجهة نظر الطرفين حول تطورات عملية السلام منذ بدايتها والخطوات التي انجزت حتى امس والمتوقع اتخاذها في مقبل الايام.

ونقلت إن المسؤول الكيني كويج ابلغ الطرفين اهتمام حكومته بتوصل الجانبين الى سلام نهائي في اقرب وقت حاثاً اياهم ضرورة الاستعجال في حسم بقية الملفات العالقة، ونقلت الخرطوم امس عن مسؤولون أميركي القول إن ادارة الرئيس جورج بوش تتطلع الى توصل طرفي التفاوض الى اتفاق سلام قبل العشرين من الشهر الجاري الذي يصادف العيد القومي لأميركا. وذكر المسؤولون انه حال توصل الطرفان لاتفاق، فإن بوش سيدعو الرئيسر البشير وقرنق للاحتفال بتوقيع الاتفاق في البيت الابيض بواشنطن، وذكر المسؤولون ان بوش يولي امر السلام في السودان اهتماماً خاصاً. من ناحيته، قلل الدكتور امين حسن عمر عضو الوفد المفاوض في نيفاشا من صعوبة القضايا المتبقية في عملية السلام في الضاحية الكينية، وقال في تصريحات «لا توجد نقاط خلاف اساسية حتى الان في القضايا المطروحة على الطاولة، واضاف ان هناك خلافات» عادية فقط في وجهات النظر حول بعض القضايا «الا كنا اعلنا الاتفاق النهائي». وحول ما اذا كان قرار مجلس الأمن الدولي الاخير حول دارفور سيعرقل مفاوضات نيفاشا، قال عرمان «كل القرارات التي صدرت من المؤسسات الاقليمية والدولية لا يمكن ان تؤدي الى نتيجة حقيقية»، واضاف من الضروري النظر الى قضايا اهل دارفور العادلة وجذور الازمة فيها وليس فقط التركيز على القضايا الانسانية. وقال عرمان ان ما يجري في نيفاشا ليس بعيدا كل البعد من أزمة دارفور، واضاف لاسيما ان نيفاشا عالجت قضايا التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق، اضاف هذه المعالجات تصلح كنموذج ومدخل يمكن ان تبنى عليه مع الاخذ في الاعتبار التعديل والتبديل للوصول الى حل نهائي لقضية اهل دارفور العادلة بحل مبني على توازن المصالح. ورفض عرمان اتهامات الخرطوم للحركة بدعم التمرد الجديد في شمال السودان، وشدد قائلا «هنالك ازمات حقيقية سواء في الشمال أو شرق أو غرب أو جنوب أو حتى وسط السودان وهي ازمات لها جذور متشابه».