الأمم المتحدة تبدأ حملة مضادة للدفاع عن أنان في مواجهة الدعوات لاستقالته

TT

بدأت الأمم المتحدة حملة إعلامية مضادة، في خطتها لمواجهة الحملة المتصاعدة، التي تشنها أوساط سياسية واعلامية في الولايات المتحدة ضدها، خصوصاً مطالبة عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ، باستقالة الأمين العام كوفي أنان، بسبب الادعاءات المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء. ودفعت التطورات الأخيرة المسؤولين في المنظمة الدولية، وحلفاءهم في الولايات المتحدة وخارجها، إلى تبني موقف أقوى في مواجهة الحملة الشرسة، بعدما حرص المسؤولون في المنظمة في الفترة الماضية على عدم جرّ الأمم المتحدة الى معركة مفتوحة مع قطاعات معينة من المجتمع الأميركي.

وفي محاولة لمعالجة الأزمة والحد من انعكاساتها السلبية، سعت المنظمة الدولية، في القترة الأخيرة الى تسليط الضوء على أهمية عملية الاصلاح التي ستقوم بها والمساعدة في التحضير للانتخابات العراقية. لكن شراسة الحملة دفع المسؤولين الى اعادة التفكير في الخطة الواجب اتباعها، في التصدي للهجوم في شكل أكثر فاعلية. وفي رده على انتقاد البعض للمنظمة الدولية بعدم وجود خطة واضحة لديها، تساعدها على مواجهة الحملة الشديدة التي تتعرض لها، اعترف شاشي ثارور، مساعد الأمين العام لشؤون الاعلام، بوجود مشكلة في اسلوب معالجة المنظمة للأزمة، التي فجرتها المزاعم في برنامج النفط مقابل الغذاء.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ان رد الأمم المتحدة على الهجوم الشرس، الذي تتعرض له منذ فترة كان محدوداً «لأن يدينا كانتا مغلولتين، فمن جهة، لم يكن في استطاعتنا الظهور في وسائل الاعلام، لعرض الحقيقة لأن عملية التحقيق مستمرة، ومن جهة أخرى لم نجد أنفسنا في موقع يمكننا من مخاصمة عضو رئيسي في المنظمة الدولية، علماً بأن هذه الادعاءات كانت تصدر عن جهات معينة في الولايات المتحدة». لكن كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، ومن ضمنهم كوفي أنان نفسه، كثفوا من ظهورهم في وسائل الاعلام الأميركية في شكل ملحوظ في محاولة للحد من الضرر.

ودعا الدول الأعضاء في المنظمة الدولية الى تكثيف جهودها للدفاع عن المنظمة، معتبراً أن «ردود الفعل الدولية المؤيدة للمنظمة الدولية مشجعة وان جاءت متأخرة بعض الشيء». وفي محاولة للرد على الانتقادات الموجهة الى أنان لسوء ادارته الأزمة، قال ثارور: «نحن غير مقتنعين بأن هناك حالياً ما يمكن أن يجبر أي شخص عاقل على التفكير في الاستقالة»، مشدداً على ضرورة التريث حتى صدور نتيجة التحقيق في مزاعم الفساد المتعلقة ببرنامج النفط مقابل الغذاء قبل اصدار أي أحكام على الأمين العام. وحذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في ادارة الشؤون الاعلامية، من تضخيم الأزمة التي تمر بها المنظمة الدولية، معتبراً أنها «مرت بأزمات أسوأ بكثير مثل أزمة الكونغو في بداية الستينات، عندما اعتقد البعض أن الأمم المتحدة لن تكون قادرة على البقاء». وشدد ثارور على أن «هذه الأزمة معتدلة نسبياً مقارنة مع حملة الولايات المتحدة على الأمين العام السابق بطرس بطرس غالي»، موضحاً أن «الحملة الحالية لم تشنها أية دولة عضو في الأمم المتحدة أو أي حكومة، بل مجموعة محدودة من أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ والمعلقين الأميركيين». ولكن ثارور وصف، في الوقت نفسه، المرحلة الحالية في تاريخ الأمم المتحدة بأنها «مقلقة للغاية وغير سارة بالنسبة الى الأمم المتحدة»، معرباً عن عدم ارتياح المسؤولين في المنظمة الدولية بسبب «مستوى الضرر، الذي تسبب به الاعلام الأميركي وتأثيره على انطباع الناس عن المنظمة».