بطاقة هاتف جوال تقود الشرطة لاعتقال مصري وسوري «مهم» بشبهة تورطهما في تفجيرات مدريد

TT

اعتقلت الشرطة الاسبانية الليلة قبل الماضية سورياً ومصرياً يشتبه في تورطهما في تفجير القطارات بمدريد في 11 مارس (آذار) الماضي، حسبما قال وزير الداخلية خوسيه انتونيو الونسو. واعتقلت الشرطة السوري عدنان واكي، 28 سنة، والمصري احمد ابراهيم قاسم، 27 سنة، الشريكين في محل لبيع اللحوم، في مدينة ايرون الشمالية (مقاطعة الباسك). وافادت مصادر قضائية بان التحقيق في بطاقة هاتف جوال ادى الى عملية الاعتقال التي تمت بناء على امر من قاضي التحقيق خوان ديل اولمو.

وقال وزير الداخلية الاسبانية انتونيو الونسو ان هناك دلائل تشير الى علاقة المعتقلين بالعناصر الاصولية التي نفذت تفجيرات مدريد وبالاخص مع خمسة من السبعة الذين فجروا انفسهم في شقة بحي ليغانيس في مدريد في أبريل (نيسان) الماضي عندما كانت الشرطة تحاول اعتقالهم. واضاف ان الشرطة تعتبر السوري واكي «من اهم العناصر التي يعتقد بانها اشتركت في التحضير لأسوأ عملية ارهابية في تاريخ اسبانيا واكثرها دموية» والتي اسفرت عن مقتل نحو 200 شخص. وتحدث عن وجود اربعة معتقلين آخرين لكن السلطات عجزت عن تحديد جنسياتهم. وتابع الونسو انه لا يستبعد حدوث عمليات اعتقال اخرى.

وقالت مصادر من المحكمة الوطنية ان السوري واكي استخدم نفس البطاقة الهاتفية التي استخدمت في هاتف جوال عثر عليه في شقة ليغانيس حيث فجر المشتبه بهم انفسهم في ابريل. وكانت تلك البطاقة قد استخدمت للاتصال بمشتبه به يدعى «الصيني».

وقال مسؤول في الداخلية الاسبانية لـ «الشرق الاوسط» ان الشرطة عثرت مع المعتقلين على وثائق ورسائل واشرطة تجري الآن عملية مراجعتها بهدف الحصول على معلومات جديدة يمكن ان تؤدي لاعتقالات اخرى. واشار الى ان المصري كان يجمع تبرعات «لتمويل نشاطات ارهابية لكن مهمته الرئيسية كانت تسهيل الاوراق الثبوتية المزورة للعناصر الاصولية».

وتحدث المصدر عن التعقيدات التي تواجهها الشرطة في التحقيق في قضية تفجيرات 11 مارس بسبب تشابك عمل الخلايا الاصولية من ناحية والاستقلالية التي تعمل بها من ناحية اخرى.

ووجه القاضي اولمو الاتهام رسميا الى 30 مشتبها بهم، غالبيتهم من شمال افريقيا، ووضعوا إما في السجن على ذمة التحقيق، او تحت اشراف المحكمة.

وذكرت تقارير ان واحدا من الاثنين اللذين اعتقلا اول من امس ربما كانت له صلات ايضا مع المصري ربيع عثمان احمد، 27 سنة، احد المدبرين المفترضين للاعتداءات، والمحتجز في سجن انفرادي منذ ان تسلمته اسبانيا من ايطاليا يوم الثلاثاء الماضي. وقال الونسو ان وثائق ومواد مأخوذة من كومبيوتر سلمتها السلطات الايطالية مع عثمان احمد «تؤكد ان هذا الشخص كان له دور مهم في التفجيرات».