خطة إسرائيلية جديدة للتسوية السلمية تشمل تبادلا ثلاثيا للأرض بين سورية وإسرائيل والأردن

قوبلت بموافقة كوندوليزا رايس وتحفظ آرييل شارون

TT

كشف النقاب في تل أبيب، أمس، عن خطة اسرائيلية جديدة للتسوية السلمية بين سورية واسرائيل تقوم على مبدأ تبادل الأراضي وتكون فيه المملكة الأردنية طرفا أساسيا، بحيث تحتفظ اسرائيل بحوالي 40 % من اراضي هضبة الجولان السورية المحتلة، وتحصل سورية على تعويض من اراضي الأردن ويحصل الأردن على تعويضات مخلفة من اسرائيل، بينها أراض ودعم اقتصادي وغيره.

وستعلن هذه الخطة قريبا في مؤتمر هرتسليا الاسرائيلي للأبحاث الاستراتيجية، الذي يعتبر مؤتمرا غنيا بالمضمون وتحظى أبحاثه باهتمام دولي. وكان قد أعدّها د.عوزي أراد، الذي شغل في الماضي عدة مراكز مهمة أبرزها رئيس جناح في «الموساد» (المخابرات الاسرائيلية الخارجية) والمستشار السياسي لرئيس الوزراء الأسبق، بنيامين نتنياهو، ومعه باحثان آخران (بروفسور جدعون بايجر ود.شموئيل بار). وقد عرضا هذه الخطة على عدد من الجهات والمسؤولين في المنطقة والعالم، وحسب قول مصدر اعلامي مقرّب منهم فان وزيرة الخارجية الأميركية المقبلة، كونداليزا رايس، تحمست لها ووصفتها بأنها «خطة خلاّقة مبدعة». لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي تحفظ عليها وقال انه مشغول الآن بالعمل على انجاز تسوية مع الفلسطينيين ولا ينوي صرف الوقت بأي شيء آخر.

وتعتمد الخطة على الأسس التالية:

ـ تنسحب اسرائيل من 60 % مما تبقى بأيديها من هضبة الجولان السورية المحتلة العام 1967، وتزيل مستعمراتها القائمة فيها (17 من مجموع 29 مستعمرة) وتخلي المستوطنين وتسلم سورية القرى العربية السورية المحتلة: مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنيا والغجر.

ـ تحتفظ اسرائيل ببقية اراضي تلك الهضبة بمساحة 220 ـ 280 كيلومترا مربعا (40 %)، بما فيها 12 مستعمرة يهودية، ومنابع نهر الأردن واليرموك.

ـ يتم الاعلان عن مناطق منزوعة من السلاح على طرفي الحدود الجديدة بنفس المقدار، حتى العاصمة السورية دمشق شرقا وحتى مدينة صفد في اسرائيل غربا.

ـ وفق الترتيبات الأمنية في المنطقة، تعطى اسرائيل حق المشاركة في مراقبة الرادارات المنصوبة فوق قمة جبل الشيخ سوية مع المراقبين السوريين ومراقبين اميركيين، وتعطى اسرائيل ممرا مستقلا من سفح الجبل يكون خاصا بها وتحت سيطرتها.

ـ تنسحب اسرائيل من قرية الغجر وكل الأراضي المعروفة باسم «مزارع شبعا» وتسلمها لسورية، حتى تتصرف بها كما ترى مناسبا.

ـ مقابل الأراضي المحتلة التي ستحتفظ بها اسرائيل، تحصل سورية على أراض من أية منطقة تختارها على طول الحدود مع الأردن.

ـ مقابل الأراضي التي تمنحها الأردن الى سورية، تعطي اسرائيل للأردن تعويضات مناسبة يتفق عليها بالمفاوضات وتكون في ثلاثة مجالات أساسية: أرض مقابل أرض في المنطقة الصحراوية الجنوبية، تعويضات مالية، أو اعطاء الأردن حق استخدام الموانئ الاسرائيلية المطلة على البحر الابيض المتوسط وغيرها من المرافق الاسرائيلية.

ويقول معدو هذا الاقتراح انهم اعتمدوا فيه على الأفكار التي كان قد طرحها وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، وقال فيها ان تبادل الأرض سيكون الحل السحري للنزاعات الاقليمية في الشرق الأوسط.