تجنب الوفد القيادي الفلسطيني في لبنان زيارة عين الحلوة يثير استياء قيادات المخيم

TT

امضى وفد القيادة الفلسطينية برئاسة رئيس اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الحكومة احمد قريع (ابو العلاء) ووزير امانة الرئاسة الفلسطينية رمزي خوري، يومه الثاني والاخير من زيارته الرسمية الى لبنان في جولة على مناطق في جنوب لبنان شملت مدينة صيدا ومخيم الرشيدية للاجئين في صور، حيث اعد لهم استقبال حاشد، فيما تجنب الوفد زيارة مخيم عين الحلوة المحاذي لصيدا، الامر الذي اثار استياء قيادات وابناء المخيم، وحمل المشرف العام لحركة «فتح» في لبنان العقيد منير المقدح، والذي يتخذ من عين الحلوة مركزاً له، على اطلاق الانتقادات لاعضاء الوفد متسائلاً «ما اذا كان حل قضية اللاجئين مقتصراً على معالجة وحل قضايا فرد او مسؤول»، في اشارة الى امين سر منظمة التحرير وحركة «فتح» في لبنان سلطان ابو العينين المقيم في الرشيدية، والذي ترددت معلومات عن سعي الوفد الفلسطيني الى تسوية قضيته مع السلطات اللبنانية تمهيداً لتسميته سفيراً لفلسطين في لبنان. ومن المعلوم ان «ابو العينين» محكوم من قبل القضاء العسكري اللبناني بالاعدام غيابياً.

الاستقبال الذي دعت اليه منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في المحطة الاولى من جولة الوفد، والتي كان مسرحها ساحة الشهداء في مدينة صيدا، شهد حضوراً سياسياً لافتاً ومشاركة فعاليات دينية اسلامية ومسيحية من ابناء المدينة مقابل حضور شعبي فلسطيني «فاتر» عزاه البعض الى «تأخر» وصول الوفد لتوعك صحة «ابو مازن»، قياساً على نشاطات اقل اهمية، حيث كان يتوفر الحشد الفلسطيني. وهذا ما اعتبره المراقبون موقفاً اعتراضياً احتجاجياً من جانب ابناء مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (قرب مدينة صيدا وهو اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان) الذين لم يشمل برنامج الوفد زيارة مخيمهم.

وكان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء احمد قريع والوفد المرافق، قد وصلوا وسط اجراءات أمنية مشددة الى ساحة الشهداء في صيدا حيث كان في استقبالهم رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد، ورئيس البلدية الدكتور عبد الرحمن البزري ووفد يمثل النائبة بهية الحريري ورجال دين من مختلف الطوائف الاسلامية والمسيحية، اضافة الى المسؤولين المحليين لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» وبعض الفصائل وجمع من ابناء مخيمي عين الحلوة والمية ومية.

وانتقل وفد القيادة الفلسطينية الى مخيم الرشيدية في صور حيث كان في استقباله سلطان ابو العينين امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» في لبنان وكوادر وقيادات الفصائل الفلسطينية وفعاليات شعبية حاشدة. والقى ابو العينين كلمة ترحيبية، ووجه سلطان ابو العينين التحية الى لبنان «البلد المضياف الذي يقدم الشهداء، والذي ضحى وعانى من اجل فلسطين وقضيتها». واعلن تأييده للقيادة الجديدة، واكد على ان لحركة «فتح» مرشحا واحدا هو الاخ محمود عباس «ابو مازن».

والقى احمد قريع كلمة اكد في مستهلها «ان محمود عباس هو مرشح حركة فتح الوحيد لانتخابات رئاسة السلطة». كما اكد «التمسك بحق العودة كحق مقدس وثابت من ثوابتنا الوطنية. هذا الحق الذي كفلته القرارات الشرعية الدوليةً».

وفي كلمة مقتضبة ترحم ابو مازن على ياسر عرفات وكل القادة الشهداء وشدد على التمسك بالثوابت الوطنية، ثوابت ياسر عرفات.

وكان وفد القيادة الفلسطينية، قبيل توجهه الى جنوب لبنان، قد استقبل صباحاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس «اللقاء الديمقراطي» النيابي وليد جنبلاط يرافقه النائب غازي العريضي وتوفيق سلطان وعضو مجلس قيادة الحزب وائل ابو فاعور.

وجرى خلال اللقاء الذي اتصف بـ«الودي»، البحث في اوضاع المنطقة والوضع الفلسطيني بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات، اضافة الى اوضاع الفلسطينيين في لبنان. كما تم التأكيد، على العلاقة التاريخية التي تربط الحزب التقدمي الاشتراكي بالقضية الفلسطينية، وعلى استمرار هذه العلاقة وتطويرها مستقبلاً. وشدد جنبلاط خلال اللقاء، على اهمية تضامن الفلسطينيين وتمتين وحدتهم الوطنية وحماية قرارهم الوطني المستقل، الذي طالما ناضل لاجله الفلسطينيون.