وزير الخارجية الجزائري: العلاقات مع الناتو لن تتعمق حتى تساهم دول الحلف في إحقاق الحقوق العربية

بلخادم قال لـ ( الشرق الاوسط) إن حديث دول الحلف عن إحلال السلام في الشرق الأوسط لا يزال نظريا

TT

اعتبر وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم ان من غير الممكن تعميق العلاقات بين حلف شمال الاطلسي (الناتو) ودول مجموعة الحوار المتوسطي، ما لم يساهم اعضاؤه بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية وبتسوية الوضع العراقي.

وقال بلخادم في لقاء قصير مع «الشرق الاوسط» عقب عشاء العمل لوزراء خارجية الناتو الـ26 وممثلين عن دول الحوار المتوسطي الليلة قبل الماضية في بروكسل، ان حديث دول الحلف عن المساعدة على احلال السلام في الشرق الاوسط لا يزال نظريا.

ونسب الى بلخادم قوله في رد على سؤال عما اذا كانت الثقة موجودة بين «الناتو» والدول المتوسطية العربية المشاركة في الحوار، «بصراحة، انها (الثقة) لم تتحقق بعد».

وقال وزير الخارجية الجزائري لـ«الشرق الأوسط» ان قضايا الشرق الاوسط كانت على اجندة اللقاء. واوضح انه «كانت هناك اشارة الى ضرورة معالجة بؤر التوتر وحل النزاعات الموجودة في الشرق الاوسط، بدءا بالقضية الفلسطينية وانتهاء بالوضع في العراق». واعتبر ان «هذا الحوار السياسي الذي نريده ان يتحول الى شراكة لا يمكن ان يصبح كذلك الا اذا ساهم الجميع (اعضاء الناتو) في ارجاع الحقوق الى اصحابها وانهاء الاحتلال». وتابع ان من الضروري ان تعمل هذه الدول على «تمكين الفلسطينيين من اقامة دولتهم على كامل اراضيهم بكامل السيادة وبالتواصل الجغرافي ثم خروج اسرائيل من الاراضي التي تحتلها في جنوب لبنان وفي سورية وتمكين الفلسطينيين من العودة الى ارضهم».

ولدى سؤاله عما اذا لمس من محاوريه الاجانب خلال الاجتماع استعدادا لتجاوز مرحلة الكلام النظري عن الوضع الفلسطيني وارسال قوات حفظ سلام لا سيما اثر انسحاب اسرائيل المتوقع من غزة، قال بلخادم ان ما سمعه في عشاء العمل لا يزال عبارة عن «نوايا». واردف «كان هناك حديث عن ضرورة تحسين هذه النوايا بعمل ما، لكن دون الاشارة الى كيفية هذا التجسيد». وعما اذا طرحت على بساط البحث تدابير عملية لرفع درجة التنسيق بين الناتو ودول الحوار المتوسطي من الحوار الى الشراكة، اوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية ان الاجتماع قد استهل ببحث هذا التعميق لعلاقات التعاون بين الطرفي. وذكر انه «كان هناك اقتراح لهيكلة هذا الحوار من خلال انشاء اطار مستديم لهذه الشراكة».

ونقل ايضا عن وزير الخارجية الجزائري تشكيكه بانجاز عملية بناء الثقة بين حلف شمال الاطلسي والمجموعة المتوسطية. ويشار الى ان الامين العام لحلف الاطلسي شدد مرارا في اليومين الماضيين على ان «بناء الثقة» بين الطرفين هو من ابرز العلامات الايجابية التي تسم العلاقات بين الناتو والدول المتوسطية السبع.