أبو الغيط: الحركة نحو تسوية الوضع الفلسطيني لم تبدأ بعد والحديث عن دور لـ«الناتو» سابق لأوانه

وزير الخارجية المصري دعا الحلف الأطلسي لإشراك سورية ولبنان وليبيا في الحوار المتوسطي

TT

حث وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط حلف شمال الاطلسي (الناتو) على دعوة سورية ولبنان وليبيا الى الانضمام لمجموعة «دول الحوار المتوسطي» الذي بدأ تنسيقه معها في عام 1994. وذكر انه طالب وزراء خارجية دول «الناتو» الـ26 خلال عشاء العمل الذي اقامه لهم الامين العام ياب دي هوب شيفر الليلة قبل الماضية في بروكسل، بعدم تجاهل ترسانة اسرائيل من اسلحة الدمار الشامل لدى الحديث عن وجوب تجريد المنطقة من هذه الاسلحة. وكما اعتبر ابو الغيط ان من السابق لاوانه الحديث عن مساهمة «الناتو» على الارض في دفع عجلة السلام بالشرق الاوسط، لا سيما ان «الحركة نحو التسوية الفلسطينية في الحقيقة لم تبدأ بعد».

جاء ذلك في تصريحات صحافية ادلى بها ابو الغيط بعد انتهاء جولة المباحثات التي اجراها ممثلو دول الحوار المتوسطي (مصر، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا واسرائيل) حول مائدة العشاء مع وزراء خارجية دول الناتو ليلة الاربعاء الماضي.

وقال ابو الغيط ان القضاء على الارهاب العالمي لا يمكن ان يتم من خلال استعمال القوة وحدها وان «مكافحة الارهاب لا تقتصر على البعد الامني او العسكري، بل تأتي مكافحة هذه الظاهرة ايضا في سياق التسميات السياسية وايضا معالجة المسائل الاقتصادية والمسائل التي تؤدي الى ظهور مثل هذا الارهاب». ولفت الى ان بين جذور الارهاب هذه «حالة احساس الشعوب بعدم العدالة، وهذا من المؤكد يساهم في الترويج لهذه الظاهرة». واضاف ان «الحديث عن صراع الحضارات يلعب ايضا دورا في اذكاء نار الارهاب»، متسائلا «كيف يمكن ايقاف هذا المنزلق الذي يمكن ان تسقط فيه الحضارات؟ وكيف نستطيع ان نحول هذا الوضع الى وضع جديد يؤدي الى حوار بين الحضارات، او مثلما قال وزير الخارجية الاسباني (ميغيل) موراتينوس، الى تحالف بين الحضارات؟».

واوضح وزير الخارجية المصري ان الوزراء بحثوا قضية مكافحة الارهاب الدولي الى جانب مسائل اخرى «بتعمق وتم النقاش بقدر كبير جدا من الصراحة». واضاف ان «مثل هذه النقاشات تؤدي بالتأكيد الى بدايات لبناء الثقة التي كانت مفقودة لفترة طويلة».

وكشف ابو الغيط عن انه اثار خلال المفاوضات موضوع انضمام سورية ولبنان وليبيا الى مجموعة دول الحوار المتوسطي السبع. وقال ان «المطلب المصري هو ضرورة اشراك كافة قوى دول المتوسط سواء من الجنوب او من الشرق، واقصد بذلك دولاً مثل سورية ومثل لبنان ومثل ليبيا». واضاف «كل الاطراف يجب ان تشارك، وغياب أي من هذه الاطراف العربية والاسلامية يؤدي الى وضع علامة سؤال». وتابع «اعتقد ان الكثير في الاطراف الاوروبية (من) اعضاء الحلف اشاروا الى هذه النقاط بالتحديد».

وفي رد على سؤال حول امكان مساهمة «الناتو» في عملية السلام بالشرق الاوسط بصورة عملية، وما اذا تناولها الوزراء المجتمعون، قال ابو الغيط «ان من المبكر الحديث عن هذا الموضوع». واضاف ان «الحركة نحو التسوية الفلسطينية في الحقيقة لم تبدأ بعد، فهناك ملامح لنيات اسرائيلية بالانسحاب من غزة، وهناك ملامح لنيات لتأكيدات اسرائيلية انهم ينوون تطبيق خريطة الطريق وهي تتضمن التزامات مؤكدة على الجانب الفلسطيني وعلى الجانب الاسرائيلي». وزاد «هناك الكثير من الكتابات والاطراف التي تطرح دورا لحلف (شمال) الاطلسي، الذي يجب ان يحظى بموافقة الشعب الفلسطيني او القيادة الفلسطينية اولا، وثانيا يجب ان تسمح به القوى الاقليمية ذات التأثير في هذه المنطقة». واشار الى ان «هناك دولا قد ترى ان مثل هذه المشاركة (من جانب الناتو) ستتمتع بصفة ايجابية، فهي ستساعد على التسوية، ولكن اذا كان حولها بعض علامات الاستفهام فهي لن تساعد على التسوية». واوضح ان هذه كلها «مسائل اعتقد انها ستطرح في المستقبل وآمل الا يكون هذا المستقبل بعيدا».

ولفت رئيس الدبلوماسية المصرية الى انه دعا الوزراء الاجانب المشاركين في الاجتماع الى الكف عن الكيل بمكيالين حين يتعلق الامر بأسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط. وقال ان «فقدان الثقة بين (دول) حلف (شمال) الاطلسي والدول المتوسطية امر يجب الا يحصل، لان الهدف يجب ان يكون واحدا». واضاف ان هذا الهدف هو «اقامة منطقة منزوعة من اسلحة الدمار الشامل (في الشرق الاوسط برمته)». وزاد «وهذه نقطة اشرت اليها اثناء النقاشات بشأن الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل في المنطقة». واردف «قلنا اذا كنا نريد ان نطبق (برنامجا) لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل فيجب الا نتحرك من خلال معايير مزدوجة، ويجب ان نطبق هذا المفهوم على الجميع حول هذه المائدة». واوضح مخاطبا الصحافيين «..وتعلمون ان اسرائيل كانت ممثلة بوزير القدس والهجرة ناتان شارانسكي حول طاولة المفاوضات».