تركيا والاتحاد الأوروبي على شفا خلاف بسبب مشكلة قبرص

TT

أنقرة ـ رويترز: بدا أن تركيا على شفا خلاف مع الاتحاد الأوروبي حين رفضت دعوات الى الاعتراف بقبرص قبل القمة المهمة التي تعقد في 17 ديسمبر (كانون الأول) والتي ستحدد ما اذا كان الاتحاد سيبدأ محادثات مع أنقرة في شأن الانضمام الى عضويته.

ولا تعترف تركيا الا بشمال قبرص الذي يقطنه القبارصة الأتراك فيما تنظر بقية دول العالم الى الحكومة القبرصية اليونانية التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي في مايو (ايار) بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للجزيرة برمتها.

وأصر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء على أن يحدد قادة الاتحاد الأوروبي موعدا واضحا لاجراء المحادثات التي ستؤدي الى عضوية كاملة لتركيا من دون فرض شروط خاصة للانضمام، مما يلقي الضوء على التطورات الجارية.

ولدى سؤاله خلال مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية ان كانت تركيا ستعترف بقبرص قال اردوغان «كلا... نعتقد أن من الظلم بمكان أن يطرح علينا هذا السؤال في وقت بذلنا كل ما في وسعنا من أجل التوصل الى حل سلمي (لمشكلة) قبرص».

وأضاف «الامم المتحدة فقط هي التي تستطيع أن تطلب منا الاعتراف بقبرص ولا علاقة لهذا بالاتحاد الأوروبي. لا نريد مناقشة هذا الأمر قبل 17 ديسمبر. لن يتم التطرق الى المسألة القبرصية الا بعد (القمة) في 17 الجاري وليس قبل هذا».

وطالبت الحكومة القبرصية باعتراف كامل بها قبل أن تبدأ تركيا المحادثات.

وكانت تركيا غزت قبرص في عام 1974 ردا على انقلاب جرى في نيقوسيا بدعم من اليونان وتحتفظ منذ ذلك الحين بقوات عديدها 35 الف فرد على الجزيرة المقسمة.

وقال رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكننده الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الثلاثاء ان الاتحاد «لا يستطيع أن يرضى بالوضع القائم حاليا» وحث تركيا على التحرك نحو الاعتراف بقبرص قبل القمة.

ولا تقتصر مخاوف تركيا على مشكلة قبرص. وجاء في أحدث مسودة لبيان القمة التي تعقد الاسبوع المقبل ان على أنقرة اثبات أنها تطبق لوائح الاتحاد الأوروبي وليس فقط تتظاهر بأنها تطبقها حتى تتقدم نحو الحصول على عضوية الاتحاد.

وأشارت المسودة إشارة صريحة الى «التعذيب»وهي كلمة حساسة بالنسبة الى انقرة، وناقشت احتمال فرض قيود دائمة على هجرة الايدي العاملة التركية. كما تحدثت عن عملية غير محددة زمنياً من دون ضمان تلقائي بالعضوية.

والتقى وزير الخارجية التركي عبد الله غول الموجود في بروكسل لحضور قمة لحلف شمال الأطلسي مع مفوض شؤون التوسع في الاتحاد الأوروبي، أولي رين، وقال ان تركيا لن تقبل بأقل من العضوية الكاملة.

ويخشى كثيرون في الاتحاد الأوروبي من انضمام تركيا الدولة الكبيرة المساحة الفقيرة نسبيا والبالغ عدد سكانها 70 مليون شخص.